استهدفت اربعة صواريخ غراد امس موقعا اساسيا لمقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالقرب من بني وليد احد آخر معاقل العقيد معمر القذافي، حيث استقدم الثوار مجموعة من الدبابات لاستخدامها في المعارك الهادفة الى السيطرة على المدينة. وسقطت الصواريخ في محيط الموقع الذي يبعد ما بين 15 الى عشرين كيلومترا عن بني وليد، ما دفع الثوار الى التراجع في حالة من الفوضى، بحسب المراسل. والهجوم هو الاول من نوعه على هذا الموقع منذ ما يزيد عن عشرة ايام. وكان مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبد الله كنشيل اعلن في تصريح لوكالة فرانس برس قبل ساعات من هذا الهجوم استقدام مجموعة من الدبابات "ستستخدم لدك حصون القوات الموالية للقذافي في بني وليد". واضاف "نحتاج الى كثافة نارية لمواجهة القناصة"، مشيرا الى حشد مجموعات من الثوار من اجل "شن معركة حاسمة خلال 48 ساعة". وعلى بعد حوالى 20 كلم من بني وليد التي يلقى فيها الثوار منذ حوالى عشرة ايام مقاومة عنيفة من قبل قوات موالية للعقيد الليبي الفار، بدأت مجموعة من المقاتلين تجهيز اربع دبابات احضروها من مناطق اخرى. وقال المقاتل سعد ابو عجيرة لوكالة فرانس برس "استقدمنا اربع دبابات جديدة لاستخدامها في معارك بني وليد وهناك دبابة خامسة سبق وان استقدمناها الى هنا". واضاف ان "هذه الدبابات التي كانت تستخدمها قوات القذافي قبل الثورة، حان الوقت كي نستخدمها ضدها نحن". وبدا واضحا ان الدبابات الاربع الروسية الصنع تعاني من مشاكل تقنية، الا ان عددا من الخبراء بين الثوار انكبوا على ايجاد حلول لها، الى ان عملت ثلاث من الدبابات. وقال المهندس عبد الرحمن محمد مختار الذي كان يقود احدى الدبابات "تعلمنا تصليح هذه الآليات وهي من نوع +تي-52+ في جبهات القتال خلال مراحل الثورة". واضاف "لا ادري ان كنا سنستخدمها اليوم لكنها حتما ستفيدنا في معاركنا". ويواجه مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي صعوبات متزايدة بينها غياب التنسيق والقيادة خلال محاولاتهم السيطرة على بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس). وبعد اكثر من اسبوع على انطلاق هجمات الثوار المبتهجين بسيطرتهم على العاصمة الليبية، باتجاه بني وليد اثر فشل مفاوضات لدخولها بشكل سلمي، لم يحرز هؤلاء سوى تقدم بسيط واصبحوا يتكبدون خسائر بشرية بشكل يومي. في موازاة ذلك يتحدث العديد من المقاتلين عن تململ في اوساط الثوار جراء "خيانات" يتعرضون لها من قبل زملاء لهم، ينتمي معظهم الى بني وليد نفسها. وقتل واحد على الاقل من الثوار امس واصيب آخرون بجروح في انفجار وقع عن طريق الخطأ في سيارة كانوا يقودونها قرب موقع يتمركز فيه الصحافيون على بعد حوالى 15 كلم من بني وليد. وبعد دقائق من هذا الحادث، فقد مقاتل آخر السيطرة على سلاحه فبدا باطلاق النار في كل اتجاه وكاد يصيب اربعة من زملائه. ويفتقر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي في بني وليد الى التنظيم والتنسيق، وغالبا ما تحدث خلافات بين الكتائب المختلفة التي تضمهم حول احقية الدخول الى جبهات القتال. وبعد حوالي عشرة ايام من المعارك العنيفة، اصبح يتوجب على الراغبين بالمشاركة في القتال الحصول على اذن رسمي من قبل قادة ميدانيين. على الصعيد ذاته قالت بريطانيا امس إن طائراتها هاجمت مقاتلين موالين للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي في ثلاث مناطق مختلفة بعد يوم من انتقاده لحلف شمال الأطلسي قائلا إن القصف الذي يقوده الحلف لن يستمر. وقالت وزارة الدفاع إن الطيران البريطاني دمر منشأة للقيادة والسيطرة في بني وليد ثم دمر هدفا ثانيا مماثلا في هون على بعد 260 كيلومترا الى الجنوب الشرقي. وأضافت ان طائراتها من طراز تورنادو (جي.آر4) قصفت بعد ذلك مدرسة سابقة في سرت مسقط رأس القذافي والتي كانت قاعدة للمركبات المدرعة والمدفعية المضادة للطائرات. وقال القذافي في رسالة مسجلة الثلاثاء "طائرات حلف شمال الأطلسي (في ليبيا) لن تدوم." وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بعد ذلك بقليل أن العمل العسكري للحلف في ليبيا سيتواصل ما دامت الحاجة تقتضي ذلك.