أحكم الثوار الليبيون سيطرتهم التامة على مدينة سبها وكافة أحيائها بمن فيهم القذاذفة قبيلة معمر القذافي. وقال عبدالمجيد سيف النصر عضو المجلس الوطني الانتقالي عن سبها "الجميع أصبح مع الثورة والمدينة أصبحت مؤمنة وفي يد الثوار، ونحن نحافظ على الأمن فيها في إطار تقاليدنا وعاداتنا ولا نريد إراقة الدماء". وتابع مع ذلك "هناك بعض التحركات الفردية غير المنظمة لبعض الأشخاص الذين يدافعون عن أنفسهم وعن جرائمهم، لكن المدينة مؤمنة ويمكننا تأمين وصول أي صحفي إليها". وأعلن سيف النصر سقوط "أربعة شهداء من الثوار ومقتل 11 من عناصر كتائب القذافي في معركة السيطرة على سبها". وأضاف في اتصال هاتفي "هناك أيضا عدد من الجرحى، لكن ليس لدي أرقام محددة حاليا". ومن جهته أكد محمد وردكو ممثل "كتيبة درع الصحراء" في سبها وشقيق قائدها بركة وردكو "سيطرنا سيطرة تامة على مدينة سبها، ولم تعد هناك مقاومة". وكان وردكو أكد أول من أمس دخول قوات النظام الجديد في ليبيا سبها "وسيطرتهم على مطارها والقلعة وكتيبة". وفي سياق متصل أحرز الثوار تقدما كبيرا في منطقة الجفرة جنوب سرت وسيطروا على أنحاء واسعة منها. وقال عضو المجلس الوطني الانتقالي عن الجفرة مصطفى الهوني "سيطرنا على أكثر من 70% من مناطق الجفرة" التي تضم أربع مدن رئيسية هي ودان وهون وسوكنه وزلة. وفي جبهة بني وليد استهدفت أربعة صواريخ جراد أمس موقعا أساسيا للثوار بالقرب من المدينة التي تمثل أحد آخر معاقل القذافي، حيث استقدم الثوار مجموعة من الدبابات لاستخدامها في المعارك الهادفة إلى السيطرة على المدينة. وكان مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبد الله كنشيل أعلن قبل ساعات من هذا الهجوم استقدام مجموعة من الدبابات "ستستخدم لدك حصون القوات الموالية للقذافي في بني وليد". وأضاف "نحتاج إلى كثافة نارية لمواجهة القناصة"، مشيرا إلى حشد مجموعات من الثوار من أجل "شن معركة حاسمة خلال 48 ساعة". وعلى بعد حوالي 20 كلم من بني وليد بدأت مجموعة من المقاتلين تجهيز أربع دبابات أحضروها من مناطق أخرى. وقال المقاتل سعد أبو عجيرة "استقدمنا أربع دبابات جديدة لاستخدامها في المعارك". وأضاف أن "هذه الدبابات التي كانت تستخدمها قوات القذافي قبل الثورة، حان الوقت كي نستخدمها ضدها نحن". وقال المهندس عبدالرحمن محمد مختار الذي كان يقود إحدى الدبابات "تعلمنا تصليح هذه الآليات وهي من نوع تي-52 في جبهات القتال خلال مراحل الثورة". إلى ذلك قالت بريطانيا إن طائراتها هاجمت مقاتلين موالين للقذافي في ثلاث مناطق مختلفة بعد يوم من انتقاده لحلف شمال الأطلسي قائلا إن القصف الذي يقوده الحلف لن يستمر. وذكرت وزارة الدفاع أن الطيران البريطاني دمر منشأة للقيادة والسيطرة في بني وليد ثم دمر هدفا ثانيا مماثلا في هون إلى الجنوب الشرقي. في غضون ذلك يعتزم الاتحاد الأوروبي دعم الحكومة الليبية الجديدة في بناء قوات أمنية. ومن المنتظر أن يتشاور وزراء دفاع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في هذا الأمر اليوم وغدا في مدينة بريسلاو البولندية خلال لقاء غير رسمي. ولن تقتصر المفاوضات على التعامل الأوروبي المشترك مع هذا الشأن الليبي بل من المنتظر أن يكون هناك تنسيق على الصعيد الثنائي بين هذه الدول منفردة والحكومة الليبية. وقال دبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي يعتزم التركيز على المساعدات المدنية ومن بينها على سبيل المثال المساهمة في تدريب قوات ليبية وحماية الحدود ودعم تجهيز قوات شرطة للتدخل السريع بالإضافة إلى تقديم مساعدة في تدريب قوات السواحل الليبية.