كنت في جلسة مع أحد مديري المدارس وكان الحديث حول غياب سلطة المدرسة وهيبتها وانعكاس نتائج ذلك على المستوى التربوي والتعليمي في عطاء المدرسة وأدائها من حيث التدني وعلى هيبة المدرسة فيما يتعلق بالإدارة مع الأساتذة وفيما يتعلق بعلاقة المدرس مع طلابه وقبل كل شيء علاقة مدير المدرسة بمرجعيته المباشرة وان هذه العلاقة تكاد تكون بسطجية ليس لمدير المدرسة في الغالب غير نقل الخبر أو الحال لمرجعه وانتظار الرد. وقد تحدث معي مدير المدرسة بأن مدرسته والمدارس الأخرى مثلها تعاني تدني مستوى الأداء التربوي والإداري والعلمي في المراحل التعليمية تحت تأثير انعدام سلطة الإدارة في المدرسة وتدني مستوى هيبتها عند المدرس والطالب وولي الطالب وذكر لي ان عنده من المدرسين من لا يصلح ان يكون معلم مدرسة كتاتيب من حيث العلم والعقل والأمانة وقد يصل الأمر إلى الجانب الأخلاقي ،وذكر لي ان عدد الغائبين من المدرسين أمس سبعة مدرسين صفوفهم ملاعب للطلاب فيها. وذكر وتألم وتحسر والواقع ان نتيجة المقارنة بين التعليم قبل أربعين عاماً ونتيجة التعليم في وقتنا الحاضر تؤكد الفرق الكبيربين الفترتين لا من حيث أدب الطالب واستقامته ولا من حيث تحصيله العلمي ولا من حيث احترامه لمعلميه ولا من حيث رجاحة عقول المعلمين، وصدق المثل السائر حيث يقول: كما تكونون يول عليكم. لقد قامت وزارة المعارف سابقاً بتعديل اسمها وتغييره إلى اسم جديد يهدف إلى اعتبار ما يعنيه مبدأ أساساً للنشاط والأداء فصار اسم الوزارة وزارة التربية والتعليم وكم نتمنى ان يكون بهذا القصد من التغيير أثر في التحصيل والعطاء. تربية تعطي العالم هيبته واحترامه وتعطي الطالب حقه في التعليم والتربية وتعطي المدرسة حقها في الهيبة والثقة والمعذرة على تحقيق أهداف الوزارة من التغيير .اقترح على وزارة التربية والتعليم ان تعطي مدير المدرسة سلطة يستطيع بها إدارة المدرسة حيث يكون لرأيه ورغبته في الاصلاح والتدبير أثر مقبول لدى مرجعه والا يكون مجرد بسطجي ينقل للمرجع ما يحتاج نقل ويتلقى من مرجعه التوجيهات والأوامر. ولعل الوزارة تعتذر أو ترد على هذا فإن غالب مديري المدارس ليسوا على مستوى المسؤولية ولئن كان هذا الرد فهو رد أقبح من الفعل إذ يجب ان يختار المدير وفق معايير خلقية وعقلية وعلمية وان يعطى من الحوافز المالية الجاذبة ما يغريه على قبول الإدارة وإذا كانت الوزارة تحتاج إلى مزيد من احتياطات للثقة في قرارات المديرين لمدارسهم فيمكن ان ينشأ في كل مدرسة مجلس إدارة مصغر ممن يختار من المدرسين وبرئاسة المدير وعضوية الوكيل يكون لقراراته نفاذ واعتبار الا ماشذ مما يحتاجه النظر ويقتضيه. يختص المدير باعداد برنامج أعمال هذا المجلس مما يراه محققاً نظره لمصلحة المدرسة وهيبتها وعطائها سواء كان ذلك مما يتعلق بالمدرسين أو بالطلاب أو بأوليائهم وأذكر ان أحد أبنائنا المبتعثين في فرنسا كان منه تساهل في التجاوب مع إدارة مدرسة أولاده وأعطي إخطاراً من المدرسة بأن عدم تعاونه مع المدرسة يعطي إدارة المدرسة حق سحب ملف أولاده واخراجهم من المدرسة والتعميم على المدارس بعدم تلقيهم. أقول قولي هذا وأؤكد ان إدارة لانفاذ لتوجيهها هي إدارة بريد وتوصيل واتصال فهل تريد الوزارة من إدارات المدارس ان تكون كذلك ؟انها الآن شبه ذلك. والله المستعان،،،