"عَلَى قَدْرِ أَهلِ العَزمِ تَأتِي العَزائِمُ ... وتَأتِي عَلَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارِمُ " استوقفني هذا البيت من احدى قصائد شاعر العرب المتنبي وانا اتابع لقاء خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بشعبه وهو يحط بقدميه على ارض المطار معافى بفضل الله ونعمه بعد رحلة علاجية . فالعزم والمكارم التي تحدث عنها المتنبى في ذلك البيت ، وتجسدت خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين في مطار الرياض ، مشاعر حب ووفاء ، موصول بين القائد وشعبه ، ليست جديدة على علاقة جلالته بالشعب السعودي ، وابناء الامتين العربية والاسلامية ، الذين كانوا في حالة ترقب وانتظار خلال ثلاثة اشهر مضت . قائمة الشواهد على مبادرات القائد وقيمه وخصاله الحميدة تطول ، الى حد استحالة حصرها في مقالة او كتاب ، والقرارات التي اصدرها فور عودته نزر يسير ، من سيل متدفق لا ينضب بإذن الله ، وغيض من فيض انتفعت به البشرية في ارجاء المعمورة على مدى السنوات الماضية ، وستظل تنتفع به الى ما شاء الله . والمشاعر الطيبة ، الصادقة ، التي تحيط بجلالته ، وتبحث عن لحظة التجسد ، تنبض في قلوب لا تعد ولا تحصى من البشر ، عرف اصحابها خادم الحرمين الشريفين أبا وإنسانا ، يسهر على معاناتهم ، ليكرس معنى جديدا للقيادة . ففي رحلته العلاجية كان جلالته دائم السؤال عن تفاصيل احوال شعبه واوضاعهم ، مبتغيا مرضاة الله عز وجل ، متمثلا ما جاء في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" غير عابئ بالمرض . ولم تفارق جلالته هموم الأمتين العربية والإسلامية ، فقد كان من خلال اتصالاته ، مع اشقائه واخوانه ، القادة والزعماء ، دائم السؤال عن احوال العرب والمسلمين. فالوفاء والحب ، شعور متبادل بين القائد وأبناء شعبه وأمته ، نهر لا يتوقف عن الجريان ، لا تخطئه عين ، ولا يغفل عنه عابر سبيل . وقضايا الشعب والوطن والعرب والمسلمين الشغل الشاغل لخادم الحرمين في حله وترحاله . ضرب خادم الحرمين مثلا ، وقدم نموذجا يحتذى ، في العطاء والبناء والتجديد والعصرنة واضعا امام عينيه قول الله عز وجل "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال " وقابل شعبه وشعوب الأمة العطاء بالعطاء ، والحب بالحب ، والعمل بالعمل . ذلك النموذج من معمار العلاقات بين القيادات والشعوب الذي تجلى في استقبال خادم الحرمين يستحق ان يعمم في مناطق الازمات والحروب ليكون عنوان استقرار وتنمية فهو من النماذج المشرقة الكفيلة بتخفيف معاناة الانسان اينما وجد . وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نتقدم من جلالته والأهل في المملكة وشعوب الأمتين العربية والاسلامية بأحر التهاني راجين من العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ذخرا للعرب والمسلمين .