النجاحات التي حققها الحكم الدولي المونديالي خليل جلال في أكثر من مناسبة خارجية، وحصوله على العلامة الكاملة من القيمين والمراقبين، وكذلك المحليين، رغم اتخاذه بعض القرارات المثيرة للجدل التي تخضع لأكثر من رأي قانوني وإداري، ولكنها في الأول والأخير يترك تقديرها لحكم الساحة الذي يعيش المباراة بكل دقائقها وثوانيها؛ لأن ليس فيها كسراً لقاعدة القانون أو مخالفة للنص، وبما يتوافق مع النقل المطابق للمعلقين الناضجة ميدانياً وبتلك الكيفية التي تتطلبها إدارة المباراة بأهميتها نقاطياً، وصعوبة إدارتها قانونياً. وبذلك الأسلوب الذي اتخذه حكمنا وكان مرضياً ومقنعاً وهذا لا يمنعني من إبداء بعض الملاحظات التي أعتقد أنها ليست بعيدة عن فكر (خليل) وبخبرته الطويلة وهي التشدد في التطبيق بما يعيق سير المباراة بإطلاق الصافرة على بعض الأخطاء (الخفيفة) التي تحتاج إلى جعل المباراة تسير من مبدأ التقليل من احتساب عقوبات على (توافه) الاحتكاكات وأكده في متناول اللعب كالكتف المباح غير المؤذي كعطاء وممارسة تتطلبها ممارسة كرة القدم (الرجولية) التي ينشدها المشاهد بما لا يتعارض مع القانون تطبيقاً بشفافية إدارية. المسؤول الذي يتبادر للذهن؟ لماذا يحقق الحكم السعودي نجاحات باهرة خارجياً؟ والجواب أنه يكون بعيداً عن تلك الشغوط التي تأتي من بعض الإداريين والإعلاميين الذين لا شغل لهم سوى التشكيك في نزاهة وقدرة الحكام مما يفقد الثقة ويخلق فجوة بينه وبين اللاعبين والجماهير ونحن نشاهد تلك الحالة المؤلمة، عندما يتخذ الحكم قراراً في مبارياتنا الداخلية بتلك الصيحات التي لم نتعود عليها سابقاً، وقد أتت من بعض الدخلاء على رياضتنا، وكان حكامنا مناراً لكل الساحات العربية والعالمية على مدى عقود من الزمن قبل أن تأتي هذه الفئة التي لا تعرف أبجديات القانون بل ربما أن كثيرا منهم لا يعرف وزن الكرة ولا محيطها ولم يسبق له ممارسة هذه اللعبة. أتمنى أن تتوالى نجاحات حكمنا داخلياً كما هي خارجياً وأن نبتعد عن الاعتماد على الحكام الأجانب.. إن شاء الله. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم