تتوالى الكوارث التحكيمية بأسلوب تسلسلي مباراة بعد أخرى في مشاهد أحدثت ردود فعل متباينة قولاً وفعلاً سواء داخل الميدان أو خارجه من بعض الإداريين الذين يرون ان حقوقهم القانونية والإدارية قد سلبت بفعل فاعل نتيجة سوء تقدير من حكم أو مساعد اجتهد وصاحبه عدم التوفيق وهي حالات ارتبطت بعطاء الحكام وأدائهم في كل أنحاء العالم كواقع لابد من قبوله رضينا أو أبينا لأن الحكام بشر يصيبون ويخطئون في مهمة من منظومة كرة القدم تحتاج إلى اتخاذ القرار السريع حسب رؤية وتقدير الحكم المناط به مسؤولية كل القرارات القانونية والإدارية التي تتطلبها حالات المخالفة التي يرتكبها اللاعبون من بداية المباراة حتى نهايتها يتقبلها العاقلون ويرفضها الآخرون حسب المقياس للثقافة المكتسبة والتعامل مع تلك الأخطاء وبروح وطنية تكون داعماً لقدراتنا التحكيمية الوطنية والأخذ بيد ذلك الحكم الذي يبذل كل جهده لانجاح المباراة كهدف ينشده بعيداً عن التأويلات وكيل التهم وتلك الضغوط التي تمارس دون ان تجد قراراً رادعاً يوقف تلك التصاريح التي يطلقها بعض الإداريين والمسؤولين قبل المباراة وبعدها كوسيلة فاشلة وهزيلة لن تنطلي على تلك القدرات التي تتطلع إلى احتلال مراكز متقدمة في صفوف الحكام العالميين وهذه الأمنية تحتاج إلى مساندة وتضحية لكي تكون داعمين لأبناء هذا البلد مؤمنين إيماناً تاماً بأن أخطاء الحكام عقوبة ولا يمكن ان تدخل في خانة العمد والقصد مهما تكررت الأخطاء وضعف التقديرات وهي قناعة ذاتية لدى الكثير من الإداريين العقلاء الذين يتسمون بالتسامح والصفح عن أخطاء تقع عليهم وتأتي لصالحهم في مناسبات أخرى بصورة طبيعية علينا ان نتقبلها ونتعايش معها بعقلية رياضية واقعية ولابد من الاعتراف بتلك الحالة التي يمارسها الحكام بتلك التقديرات السريعة بقرارات تأتي من قناعة (آنية) يأتي معها القرار الذي قد لا يرضي الجميع وقد تأتي ردود الفعل المصاحبة لتنقيد تلك العقوبة شائنة بعيدة عن المفهوم الصحيح للقانون. النقد الذي يأتي من باب التعريف بالخطأ حق مشروع شريطة ان يأتي من أصحاب التخصص الذين مارسوا التحكيم ولديهم الخلفية التي تخولهم في ابداء الرأي القانوني لكي يستفيد ذلك الحكم من النقد الاصلاحي الذي يوضح تلك الأخطاء التي وقع فيها. اعرف ان الأخطاء التحكيمية هذا الموسم كثيرة وثقيلة وأنها أضرت بكثير من الأندية.. ولكن علينا ان نتعامل معها بأن هؤلاء الحكام هم أبناؤنا ومجتهدون وبعضهم تجربته قصيرة يحتاج إلى مساندة ودعم.. كما أني على علم بأن الكثير من المسؤولين لسان حالهم أننا نصرف الملايين وقد تأتي صافرة ضائعة وتذهب تلك الجهود وقد تكون تلك الصافرة من حكم استقدم من بلاد أخرى وبملايين الريالات ونتقبل القرارات بكل هدوء وكرم ضيافة ونقسو على ابن البلد وهذا حالنا منذ ان لجأنا إلى (الاستعانة بحكام أبو عشرة) الذين طبقوا أخطاء بدائية تكررت في عشرات المباريات ورصد تلك الأخطاء نقاد سعوديون متخصصون بكل واقعية وحيادية وبرؤية قانونية بتخصص الممارسة الميدانية. لعلي أطرح سؤالاً هل يمكن ان تتقبل الدول الأخرى بعضاً من حكامنا لممارسة البدائية التحكيمية في ميادينهم؟ طبعاً الجواب معروف بعدم تلبية هذا الطلب. إذاً المدرسة الوحيدة هي الميدان السعودي لكل الكفاءات الواعدة شريطة ان يكون لدى هذا الحكم الخلفية الرياضية ممارسة وقراءة قانون وقدرة على التطبيق وشجاعة في اتخاذ القرار المناسب لكل خطأ يراه بعيداً عن الخوف والتردد وتلك القرارات المتباينة في العقوبات الإدارية والقانونية. علينا الصبر والدعاء لحكامنا بالنجاح. أستاذ محاضر في قانون كرة القدم