يملك بعض الحكام القدرة التامة على قراءة المباريات التي يكلف بإدارتها وتتولد لديه بعض القناعات المسبقة بحسن سلوك اللاعب وسوء سلوك آخر وينطلق في إدارته المباراة بتلك الكفاءة التي اجتمعت لديه من الخبرة الميدانية والمشاهدة للأداء الميداني وهي معلومات تنفع الحكم عند إدارته المتتالية ليرسخ المفهوم الصحيح للحكم الناجح بعيداً عن العشوائية في تطبيق مواد وفقرات القانون فيبتعد عن التشدد والبحث عن اطلاق الصافرة على كل صغيرة مما يعطل سير المباراة ويقضي على جمالها وحلاوة الأداء من اللاعبين الذين يبحثون عن أداء تحكيمي ليسمح لهم بممارسة العنف القانوني ان جاز التعبير والتفسير. ٭ لقد كنت وأنا حكماً استمتع وأنا أشاهد زميلي الحكم الدولي السابق الأستاذ غازي عبدالرحمن كيال (أبو فيصل) عندما يكون رائعاً ومستعداً لتلك المباراة فهو لاعب دولي سابق ممتاز في نادي الاتحاد وقد جاء للتحكيم من بابه القانوني وبذلك أعطى للتحكم السعودي والعربي صورة حسنة وتم اختياره من قبل الاتحاد الإيراني لإدارة نهائي البطولة الإيرانية وقد قاد تلك المباراة بكل نجاح وللحقيقة والتاريخ فإنني أتمنى ان أشاهد الآن ذلك الأسلوب الذي يدير به ذلك الحكم عند الكثير من حكامنا الذين لا يعرفون من القانون سوى قراءته النظرية ولا يملكون القدرة على التطبيق الصحيح على أرض الملعب لأنهم وبكل صراحة بعيدون عن معرفة العلم التطبيقي للقانون عند حدوث بعض الأخطاء القانونية. فبعضهم لا يفرق بين التزحلق بقدم أو بقدمين لقصد لعب الكرة وقد شاهدنا هذا النقص في المعرفة عندما تم طرد لاعب الهلال (الهليل) من قبل الحكم الدولي زميلنا (خليل جلال) فاللاعب بحث عن الكرة بطريقة قانونية كحق ممارسة غير قابلة للجزاء وخاصة الطرد الذي تعرض له هذا اللاعب ظلماً نتيجة سوء تقدير من الحكم والأمثلة على أرض الميدان كثيرة ومتعددة لا حصر لها ونحن نتمنى ان يكون الحكم السعودي الذي سوف يمثلنا في المحافل الدولية يملك التمييز بين الخطأ والأخطاء فتلك المناسبات الدولية ليست للمجاملة فيها مكان فاما ان يكون التقدير للأداء ممتازاً وأما ان يبعد الحكم ويكون ضيف شرف نادماً على أدائه المتواضع الذي ينعكس على سمعة مستوى التحكيم في بلاده وهذا ما لا نتمناه لكل حكم سعودي وعربي. ٭ إنني أناشد لجنة التحكيم الرئيسية على تكتيف المحاضرات التطبيقية التي يحتاجها الحكم في أدائه للمباريات مصحوبة بالمحاضرات النظرية ولتكون المتابعة للأداء الميداني هي الأساس في التقييم بعيداً عن الحفظ النظري فقط الذي قد يعطل أداء بعض اللاعبين ويضر بهم خارجياً عندما يقابلون أداء تحكيماً صحيحاً. ٭ إن من مسؤوليات الحكم التعامل مع كل اللاعبين لحسن التطبيق حسب المادة (5) من القانون كسلطة وليس تسلطاً ليكون أداؤه مرضياً ومقنعاً للمشاهد وللمراقب الفني الذي يقيم ذلك الأداء بكل دراية ومعرفة مسبقة كمراقب مارس التحكيم سنوات عدة وظهر بصورة ممتازة مقنعة للحكم نفسه بأن هذا المراقب يملك القدرة على تقييم أدائه. ٭ لقد كنا في السابق نرى حكاماً يطلقون الصافرة على كل حركة في الملعب ويعطلون سير المباراة ويقتلون أداء اللاعبين ومجال تلك المباراة وأصبحت صفة ملتصقة بأدائهم لأنهم لم يمارسوا لعب كرة القدم بل ان بعضهم يحكم كرة اليد والسلة والطائرة والتنس والقدم معاً فيختلط عليه معايير تلك القوانين ويصبح أدائه مشوهاً للعب كرة القدم وبذلك يطفن اللاعبين ولا يقرحون بمشاهدته في كثير من المباريات وقد أخذ منه الكرت الأحمر ذات مرة من يده داخل الملعب من قبل اللاعب أمين دابو وقد شوه تلك المباراة بأدائه المتواضع وهذا ما شاهده كل الجماهير داخل المملكة وخارجها. ٭ ان على الحكم الذي يبحث عن النجاح ان يكون مميزاً للأخطاء القانونية التي تقع بكل تهور واهمال ومن تلك الممارسة القانونية التي تصاحبها الممارسة الرجولية التي يجيزها له القانون.. وللحديث بقية. ٭ أستاذ محاضر في قانون كرة القدم