ما زالت معاناة أهالي وسكان حي التوفيق والسامر مستمرة من تجمعات المياه التي تحاصر منازلهم وأدت إلى تهجيرهم ومغادرتهم إلى شقق الإيواء. ومما زاد مخاوفهم تسرب المياه من سد التوفيق الذي أغرقت المياه المتسربة منه أجزاء من الحي كما رصدتها كاميرا الرياض ومازالت المياه المتسربة تغطي شوارع الحي. الرياض في جولتها رصدت الجهود المبذولة في المواقع المتضررة وقابلنا العديد من المتضررين وكانت لنا جولة داخل الحي بقارب إنقاذ للدفاع المدني الذي كان تواجد آلياته وأفراده محل تقدير أهالي الأحياء المتضررة. "أمانة الحدود الشمالية " تواجد مسئولو أمانة الحدود الشمالية وأعضاء بلدية رفحاء في حي السامر والتوفيق بآلياتهم المجهزة وأفرادها المدربين حيث باشروا مهامهم بإنزال مضخات عملاقة وبدأوا سحب المياه من شوارع الحي وتفريغها في مجرى قام بحفره أهالي الحي، حيث تم تكسير الإسفلت وعمل قناة تصريف لأرض فضاء مجاورة للمخطط. الأهالي يحفرون قناة للتصريف شرق طريق الحرمين.. وسد التوفيق يهددهم وتحدث ل"الرياض" كل من رئيس قسم الحركة والصيانة م. صالح السحيباني ورئيس قسم النظافة نواف السبيعي بأمانة الحدود الشمالية ورئيس قسم الحركة ببلدية رفحاء، حيث أوضح م. السحيباني مشاركتهم بتسعة وايتات وخمس مضخات وخمسة شيولات وقلابات، في حين كان غياب أفراد وآليات أمانة جدة مثار استغرابهم ورصدت" الرياض" قيام جميع المسئولين الموفدين من أمانة الحدود الشمالية بالعمل الميادني ومباشرتهم مهامهم بحس المسئولية والالتزام المهني. تعزيز وردم لأماكن تسرب المياه حفاظاً عليه من الانهيار " تسجيل الأضرار " واشتكى الأهالي من آلية تسجيل الأضرار، حيث ذكر عبدالله السريحي عدم وجود آلية منظمة لتسجيل الأضرار، وإنما اجتهادات، حيث يطلبون وثائق مثل صك الملكية وهو موجود بمنازلنا التي لا نستطيع الوصول إليها. وطالب بتواجد ميداني وتنظيم العمل حتى يتم استيفاء بياناتهم. ومحمد الشهري شكا من طريقة توجيه المتضررين لمقار الإيواء، مؤكداً رفض الكثير من الشقق المفروشة إسكانهم. ويحمل المواطن ردة الطلحي أحد سكان حي السامر بشدة أمانة مدينة جدة استمرار النفايات ومخلفات السيول، مطالبا بمحاسبة مسئوليها على تقصيرهم وإهمالهم، يقول الطلحي: تواجد بالموقع وكيل الأمين هشام عابدين ورفض التحدث إلينا، ولم يسمح لسكان الحي بالحديث معه وغادر مسرعاً. ويشير الطلحي إلى آليات الضخ القادمة من أمانة الحدود الشمالية ومحافظاتها والقصيم في حين غابت أمانة جدة بمنسوبيها وآلياتها عنا، ويتساءل الطلحي قائلاً: أين ضمائرهم؟ ويروي الطلحي مأساتهم التي بدأت من الساعة 12 ظهراً من يوم الأربعاء حين بدأ الدخان يتصاعد من عدادات الكهرباء ونداءات الإغاثة تصدر من النساء والأطفال لإخراجهم من بيوتهم، بعدها بدأ الدفاع المدني في إنقاذ الأهالي وإخراجهم من الحي. عدد من المواطنين يتحدثون ل»الرياض» "تغيير في معالم الحي" محمد الشهري باشر حديثه بلوم جميع المسئولين في جدة على تقصيرهم، وقال أن جميع الجهات كان تجاوبها معدوماً في بداية الأزمة ومحمد الشهري يروي بمرارة معاناتهم مع محولات الكهرباء التي بدأ الدخان يتصاعد منها في حين كل جهة ترمي المسئولية على الأخرى ولا تجاوب من أحد. وقال الشهري أنهم محاصرون في الحي بسبب عدم وجود مخرج آخر غير الذي تغمره المياه وأشار إلى عمارة يقول أنها في المخطط عبارة عن مدخل آخر للحي، ولكن تم تمليك الأرض وأقيمت عليه عمارة حجزت المياه داخل الحي، وهذا التغيير في معالم المخطط أسهم في محاصرتنا وخراب بيوتنا ويطالب بهدم العمارة وتعويض المالك لتكون منفذاً للحي. ويقول أحمد الأحمري: حاصرتنا المياه في بيوتنا من يوم الأربعاء ولم نتمكن من مغادرتها إلا يوم الجمعة وذهبنا لمراكز الإيواء وكان رد أحد أفراد الدفاع المدني بحي الصفا أن "استأجروا على حسابكم وبعدين نعطيكم". بحيرة أمام السد متجهة للأحياء وأضاف أن سياراته الأربع تقبع داخل المنزل وهي مغمورة بالمياه وينتظر الفرج. سد التوفيق والخوف من الكارثة استطعنا بعد معاناة الوصول للسد الاحترازي الذي أنشأته الأمانة لحماية أحياء السامر والتوفيق من أخطار السيول المتجمعة خلف السد وكان واضحاً وجود تسرب كبير للمياه من أسفل السد وتكون بحيرة كبيرة تنساب مياهها لداخل الأحياء مع وجود صدع في الخرسانة من أحد جوانبه ولو تعرض السد لانفجار فسوف يتسبب في غرق الأحياء التي تقف خلفه، في حين تباشر الآليات عملية ردم أسفل السد من الجهة المواجهة للأحياء وتغيير لمجاري التنسيم التي تبدو مهترئة، ويتخوف سكان الحي المجاور للسد من انهياره في ظل غياب تطمينات الجهات المعنية سواء الدفاع المدني أو الأمانة. ويطالب أحمد الرباعي أحد سكان الحي بسرعة تصريف المياه المتجمعة خلف السد كونها مصدر تهديد لهم. في حين يرى الأهالي أن السد هو سبب كارثة الحي ولم يكونوا في مثل معاناة هذا العام مطالبين بإزالته والبحث عن بدائل أخرى مناسبة.