أبدى عدد من سكان أحياء السامر 3 والتوفيق والربيع مخاوفهم من استمرار تسرب مياه السد الاحترازي الذي لا يبعد سوى 100 متر فقط عن حي السامر3، منتقدين في الوقت ذاته ما وصفوها ب "الحلول العقيمة" التي تتخذها الأمانة لحمايتهم من خطر انهيار السد. وفي الوقت الذي شهد فيه الطريق المؤدي إلى السد خلال الأيام الماضية جولات مكثفة لأهالي تلك الأحياء للتأكد من نقص المياه التي تجمعت خلف السد، ما زالت أمانة جدة تعيد المياه المتسربة من تحت "السد" مرة أخرى إلى الحوض لتتلقاها من جديد من ذات المكان. علي الزهراني، وسعد بركي، وفهد مبارك، من أهالي حي السامر 3، التقتهم "الوطن" أمس، بجوار السد، وأبدوا تخوفهم من انهيار السد في أي لحظة، وخصوصا إذا هطلت أية أمطار مستقبلا، وأن أكثر ما يثير قلقهم هو استمرار تسرب المياه من تحت السد منذ سيول الأربعاء التي شهدتها جدة، دون أي إجراء من الأمانة لحماية السكان من الخطر. وبيّنوا أن سكان أحياء السامر 3 والتوفيق والربيع سيضطرون للهروب من منازلهم عند سقوط أية أمطار مستقبلا، انطلاقا من معرفتهم الحقيقية بالوضع الحالي للسد، وأن السد أصبح مزارا للسكان، ليس من أجل النزهة، وإنما للاطمئنان على سلامته من الانهيار. وأوضحوا أن السد الاحترازي الذي أنشأته الأمانة فوق حيهم لم يعد يحتمل أية سيول جديدة، وبدأت مياهه تتسرب داخل شوارع الحي، مغرقة المنازل، وأن هذا السد لم يصمم لحفظ المياه القادمة من أعلى الوادي خلال سقوط الأمطار، وإنما تم عمله لحماية الأحياء من خطر بحيرة الصرف الصحي إبّان تهديدها أحياء جدة قبل تجفيفها. وكشف المواطنون عن أن المياه التي تجمعت في شوارع الحي بفعل تسرب مياه السد، تزداد يوما بعد يوم، بسبب عدم قدرة السد على مواجهة هذه الكميات الكبيرة من المياه، وأنهم خاطبوا الأمانة أكثر من مرة لبحث هذه المشكلة، واتخاذ تدابير وقائية تمنع انهيار السد حال سقوط الأمطار، وأن الأمانة تصر على حلولها العقيمة المتضمنة سحب المياه المتسربة من تحت السد، وإعادتها مرة أخرى للحوض عبر آليات تدفع من أجلها آلاف الريالات يوميا. ووصف كل من ناصر الحربي، وفيصل الغامدي، وحامد شهيلي، السد الاحترازي، بأنه عبارة عن أكوام من الأتربة والحجارة، وضعت فوق الأرض، وتم عمل جسر خراساني فوقها، وأن هذا السد لا يستند في تأسيسه لأسس علمية، وأن الأمانة أنشأت هذا السد، من أجل حماية الحي، ولم تقم بتصريف المياه التي تتجمع خلفه، مما جعله يهدد بكارثة جديدة. وكانت أمانة جدة قد أكدت في بيانات سابقة لها، أنها ركبت 5 مضخات أعلى السد، لسحب تجمعات المياه من غربه إلى شرقه، وتفريغها إلى مجرى السيل الشمالي للتقليل من أضرار المياه الجوفية في الحي. وأوضحت في بيانها، أن ذلك يتزامن مع استمرار عمل مضخات سد السامر بكامل طاقتها، إضافة إلى تفريغ نحو 140 ألف متر مكعب يومياً عن طريق سبع مضخات نحو مجرى السيل الشمالي، مشيرة إلى أن المياه المتجمعة خلف السد الاحترازي قدرها مختصون بالأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بأكثر من 8 ملايين و844 ألف متر مكعب تقريباً، وبارتفاع يصل إلى 9.2 أمتار تقريبا.