يدل الاستفتاء في السودان أن الاتجاه الغالب هو انفصال الجنوب عن الشمال، وتم هذا الاستفتاء في اليوم الأول 9 يناير 2011 في هدوء تام مما سفه التوقعات التي كانت ترى حدوث كثير من أعمال الشغب ووضعت السلطات الأمنية في الشمال والجنوب الكثير من الاستعدادات لمواجهة ما قد يثار من شغب أثناء هذه الانتخابات، إن كانت كل المؤشرات للاستفتاء تؤكد بأن نتيجته انفصال جنوب السودان عن شماله فإن مركز كارتر قد أعلن بلسان جيمي كارتر ان اختيار الجنوبيين للانفصال سيندمون عليه لأن الاقليمالجنوبي يفتقد تماماً لمقومات الدولة التي خالفت كل الظن حيث تمت عمليات الاقتراع في الاستفتاء في هدوء تام في كافة ولايات السودان في كل المراكز الشمالية والجنوبية وبحضور كثيف من المراقبين من الاتحادين الأفريقي والأوروبي والمنظمات الدولية والاقليمية والمدنية والصحفيين من كافة أنحاء العالم الذين سيشهدون عمليات الاستفتاء من يوم الأحد 9 يناير 2011م إلى يوم السبت 15 يناير 2011م وسيتم كل ذلك تحت مراقبة دولية مستمرة مكونة من الوحدة الأوروبية ومركز كارتر، وجامعة الدول العربية والأممالمتحدة ومراقبين من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمراقبين المحليين ووسائل الإعلام المختلفة، وثبت للجميع ان لجنة الاستفتاء تؤدي عملها وفق الضوابط والقيود القانونية. في جوبا عاصمة جنوب السودان أكد الفريق أول سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني عمر حسن البشير قال بصفته رئيس حكومة جنوب السودان بأنه أدلى بصوته بمركز الراحل الدكتور جون قرنق ، وانتظمت صفوف الآلاف من قوات الجيش الشعبي للادلاء بأصواتهم، وتمت عملية الاقتراع بانتظام في كل الولاياتالجنوبية الأخرى وتعمد سلفاكير مبارديت ان يقرر بوضوح أمام المقر الرئيسي في جوبا «لاعودة إلى الحرب» وأضاف بأن الاستفتاء ليس نهاية المطاف وختم تصريحه لابديل للتعايش السلمي بين الشمال والجنوب وسبق هذا التصريح، تصريح من الخرطوم في الشمال جاء على لسان الرئيس السوداني عمر حسن البشير لا حرب بين الشمال والجنوب وإنما تعايش سلمي بين الشمال والجنوب إذا استمرت الوحدة بين الشمال والجنوب أو تم الانفصال بينهما، وهذا التصريح يعني ان التعايش السلمي حاصل بين اقليمي الدولة الواحدة أو بين اقليمي الدولتين لأن السودان يرحب بالنتيجة التي سيتوصل لها الاستفتاء. إن كانت كل المؤشرات للاستفتاء تؤكد بأن نتيجته انفصال جنوب السودان عن شماله فإن مركز كارتر قد أعلن بلسان جيمي كارتر ان اختيار الجنوبيين للانفصال سيندمون عليه لأن الاقليمالجنوبي يفتقد تماماً لمقومات الدولة وتفسير هذا التحذير الصادر عن جيمي كارتر انعدام الثقافة في الجنوب وان معظم الستة ملايين نسمة في أرض الجنوب التي تشكل سدس السودان يعيشون على الفطرة وحياتهم تتسم بالبدائية ومن الأفضل لهم الاستمرار في الوحدة مع الشمال السوداني خصوصاً وان دوافع الانفصال هي تعكس رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تسعى إلى تقزيم الدول العربية وتبدأ هذا التقزيم في السودان الذي تناصب واشنطون الخرطوم العداء، وأرسلت إليه المراسيل تدعوه إلى الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها، حتى تتخلص من الضغط عليها بالمطالبة تارة بمحاكمة الرئيس عمر حسن البشير وتارة أخرى بفصل جنوب السودان عن شماله، ورفض الرئيس السوداني عمر حسن البشير وأصر على موقفه الملتزم بالمبادرة العربية التي تطالب بكل الأرض المحتلة منذ عام 1967م مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، التي أخذت ترفع علم جنوب السودان في تل أبيب وتروج وسائل إعلامها بأن سيطرة جنوب السودان على مياه النيل تفتح الطريق بالحصول على هذه المياه بدلاً من صبها في البحر الأبيض المتوسط. يدعو ثامو امبكي رئيس جنوب أفريقيا السابق، ورئيس حكماء أفريقيا حالياً إلى حكم فيدرالى بين الشمال والجنوب ومعنى ذلك ان الاقليمالجنوبي من السودان يحصل على استقلاله، ولكنه يرتبط مع الشمال تحت مظلة الحكم الفدرالي الذي يعني وحدة الخارجية والدفاع والبرلمان والتعليم ويصبح كل اقليم من الاقليمين مستقلاً تماماً عن الآخر بحكومته وبرلمانه الاقليمي وكافة مظاهر الحياة المختلفة، وجاءت هذه الدعوة من رئيس حكماء أفريقيا ثامو امبكي ليحمي جنوب السودان من عدم قدرته على إدارة شؤون الدولة الجديدة بسبب طبيعة الأرض التي لا منفذ لها، وتكوين الإنسان الذي يحتاج إلى كثير من الصقل بسبب تخلفه وبدائيته، هذه الدعوة بالحكم الفدرالي التي رفعها ثامو امبكي وجدت هوى عند الولاياتالمتحدةالأمريكية مما دفع واشنطون إلى تأييدها ودوافعها إلى ذلك تحقيق المزيد من تقزيم السودان لأن اقرار الحكم الفدرالي في السودان يفتح الباب من وجهة نظر واشنطون إلى التوسع فيه خصوصاً وان دارفور جعلت منها الولاياتالمتحدةالأمريكية على «كف عفريت» وكذلك هناك اتجاه إلى جعل شرق السودان يتمتع بالاستقلال النسبي عن السودان، ودوافع أمريكا إلى خلق العديد من الولايات بالسودان . إن الثلاثة الاقاليم تتمتع بالخيرات الكثيرة، فالجنوب السوداني يشكل سلة الخبز للعالم وتتواجد به آبار بترول وفي إمكانه السيطرة على مياه النيل بالتكنولوجيا الإسرائيلية المدعومة من أمريكا. أما دارفور فبها اليورانيوم وكثير من المعادن والثروات .وأما على شواطىء البحر الأحمر يوجد على أرض السودان المتاخمة له آبار بترول ، وإذا عرفنا ان أرض السودان اليوم تتسع ليكون مجالها الاقليمي مليون ميل مربع لأدركنا ان النظام الفدرالي في السودان في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب، وهذه الحقيقة هي التي جعلت واشنطون تتعاطف معه بحجة أنه يماثل نظامها وطلبت من سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون ان يصدر من الأممالمتحدة قراراً يؤيد تفتيت السودان إلى ولايات متعددة يربطها ببعضها نظام فدرالي.. ولما كانت واشنطون لها استراتيجية ترمي بها إلى تغزيم الدول العربية وعملقة إسرائيل بموجب خطة الدكتور هنري كيسنجر فإن من المتوقع ان تلجأ أمريكا إلى فرض النظام الفدرالي إلى المستقبل على غير السودان.