سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملايين السودانيين يشاركون في انطلاق استفتاء الجنوب التاريخي أوباما يعد بتطبيع العلاقات مع الخرطوم حال الالتزام بالسلام.. وعنان وكارتر يدعوان الى احترام النتائج
توجه ملايين الناخبين في السودان للتصويت أمس في استفتاء تقرير مصير تاريخي لجنوب البلاد، وستستمر عملية التصويت لمدة 7 أيام للاختيار ما بين وحدة أصبحت بعيدة وانفصال بات شبه مؤكد ما لم تحدث معجزة لم تكن في الحسبان. موسى يصف الاستفتاء ب «الحدث الضخم».. وكيري يعتبره بداية فصل جديد في تاريخ السودان ودشن النائب الاول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب عملية التصويت في مركز للاقتراع بمدينة جوبا حاضرة الاقليم فجر أمس. ووصف بداية التصويت باليوم التاريخي بالنسبة لسكان الجنوب، وقال عقب الإدلاء بصوته، إن الروابط التى تجمع شعبي شمال وجنوب السودان كثيرة، و"نحن حريصون على استمرار هذه العلاقات إذا ما صوت الجنوبيون لصالح الانفصال". وكرر كير وعودا بعدم العودة الى الحرب مع الشمال، وقال: "الان حانت لحظة اتخاذ أهم قرار في حياتنا أحثكم على اتخاذ القرار بأسلوب هاديء". ويصوت في الاستفتاء حوالي 3 ملايين و930 ألفا داخل وخارج السودان. ورأى كير انه "لا بديل عن التعايش السلمي" بين شمال وجنوب السودان، وقال إن الاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة جديدة. ونام ناخبون امام مراكز الاقتراع طوال ليل الاحد في الجنوب، واصطفت طوابير طويلة امام مراكز الاقتراع قبل الفجر في جوبا أمس، بينما انطلقت شاحنات تبث موسيقي وشعارات امام مبان غطتها ملصقات مؤيدة للانفصال في المدينة. وغنى تلاميذ المدارس وساروا عبر الشوارع في الوقت الذي أقامت فيه جماعات محلية استعراضات رقص عفوية على جانبي الطرقات في احتفالية مسبقة بقيام دولة جديدة في أفريقيا. واستقبلت مراكز الجنوب أعدادا غفيرة للناخبين على عكس الشمال الذي شهد إقبالا ضعيفا في اليوم الاول. وتشهد المراكز في الجنوب والشمال حضورا كثيفا للمراقبين المحليين والدوليين. وقال وزير الإعلام بحكومة الجنوب برنابا بنجامين ل "الرياض" إن مرحلة الاقتراع بدأت بنجاح كبير، وإن الجنوبيين متحمسون للإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم الدستوري. وأبدى تمسك شعب الجنوب بإقامة علاقات طيبة بين الشمال والجنوب، وأكد انحياز جميع الجنوبيين لدعم الانفصال. وفي الخرطوم قال رئيس مفوضية الاستفتاء البروفيسور محمد إبراهيم خليل ان المفوضية جهزت ثلاثة آلاف مركز للاقتراع بداخل وخارج السودان ويشرف ويقوم بالعمل بالمراكز تسعة آلاف موظف. وأشار إلى أن تقديم 64 طعناً فقط في مرحلة التسجيل يؤكد أن العملية مرت بسلام، كما أن هذه الطعون تم النظر فيها من قبل اللجان المختصة بالاستفتاء ولم تذهب أية شكوى إلى دائرة الاستئنافات بالمحكمة. ومن جهته أعلن رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق محمد عطا في مؤتمر صحفي بالخرطوم أن البلاد لا تواجه أي مخاطر ترتبط بعملية الاستفتاء. ودعا حكومة الجنوب للوفاء بقرار طرد حركات دارفور من الجنوب، مؤكدا التزام الحكومة بعدم دعم أي عناصر تهدف لتخريب الأمن في الجنوب. وشدد على أن الأجهزة الأمنية ملتزمة بحماية وتأمين الاستفتاء والحفاظ على سلامة المواطنين بالشمال والجنوب. وأكد أن الأوضاع الأمنية بكافة أرجاء البلاد والجنوب تشهد استقرارا كاملاً ولا توجد مؤشرات مقلقة بشأن الأمن. جنوبيون يحتفلون بمشاركتهم بالإستفتاء حاملين علم الدولة الجديد (الأوروبية) من جهته، وصف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس عملية الاستفتاء على انفصال جنوب السودان بأنه حدث " ضخم في حاضر العرب". وقال موسى، في خطاب امام البرلمان العراقي:" نحن نجتمع صباح يوم التاسع من يناير وهو اليوم الذي يجري فيه استفتاء في السودان قد يؤدي الى انفصال جنوب السودان عن شماله وهو حدث ضخم في حاضر العرب". وأضاف :" العراق بلد رئيسي فلا يمكن ان يمر هذا الحدث دون ان يكون له فيه موقف والموقف الذي نتخذه في الجامعة العربية هو ان الاستفتاء أمر مقرر ومتفق عليه في تأريخه وانه في النهاية قرار المصوتين ولكن يجب ان نعمل جميعا على حماية المجتمع السوداني ليكون هناك من الان عمل ودعوة الى التكامل والتراص والتعاون بين شمال السودان وجنوبه في اطار الفضاء السوداني الكبير الذي يجب الا ينفصل وان شكل دولتين منفصلتين ". كما وصف السناتور الاميركي جون كيري من جوبا الاستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان الذي بدأ الاحد بانه "فصل جديد في تاريخ السودان". على صعيد آخر، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه في حال اختار القادة السودانيون السلام، ستقابلهم الولاياتالمتحدة بتطبيع العلاقات ورفع العقوبات الاقتصادية. وقال أوباما في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أكرر عرضي للقادة السودانيين، ففي حال نفذتم تعهداتكم واخترتم السلام، يوجد طريق لتطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة من ضمنها رفع العقوبات الاقتصادية واطلاق إجراءات، بموجب القوانين الأميركية لإزالة السودان عن لائحة الدول الراعية للإرهاب". غير أنه حذر من أن الأشخاص الذي لا يلتزمون بالسلام سيتعرضون للمزيد "من الضغوط والعزلة". ووصف اوباما الاستفتاء ب"التاريخي" ، الذي لن يؤثر بالسودان فحسب بل بأفريقيا جنوب الصحراء أيضاً وبالعالم كله. ودعا إلى ضمان إجراء الاستفتاء بحرية وبدون ترهيب، وحثّ جميع الأطراف على الامتناع عن الإدلاء بتصريحات تحريضية أو القيام بأعمال استفزازية، قد تزيد التوتر أو تمنع المشاركين من الإدلاء بأصواتهم بحرية. ودعا القادة من الشمال والجنوب إلى العمل معاً "لمنع وقوع أعمال عنف وضمان ان الحوادث المنعزلة لا تؤدي إلى زعزعة الاستقرار"، وحثّ على ضرورة ألا يستخدم أي طرف أي قوات بالوكالة ليحصل على الأفضلية خلال انتظار نتائج الاستفتاء. ودعا أوباما إلى تنفيذ كامل بنود اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بين الشمال والجنوب في العام 2005، وحلّ مسألة منطقة أبي بالوسائل السلمية، وشدد على أهمية حماية الأقليات الشمالية في الجنوب والجنوبية في الشمال وتوزيع متوازن لعوائد النفط. من جهته، اعتبر الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان من جوبا ان المشاركة الكثيفة في الاستفتاء على مستقبل الجنوب السوداني يجب ان تدفع "الجميع الى القبول بنتائج" هذا الاستفتاء. وقال انان الذي يشارك في مراقبة الاستفتاء وهو يزور مركز اقتراع في احدى مدارس جوبا عاصمة جنوب السودان "من المهم ان يدفع هذا الحماس للاقتراع الجميع الى القبول بنتائج الاستفتاء". واضاف: "آمل بان يوافق كل الأطراف على النتائج عند اعلانها لان الشعب في النهاية هو السلطة الاخيرة". وأنان هو أحد مديري مركز كارتر الذي انشأه الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر والذي يشارك في مراقبة الاستفتاء. كما قال جيمي كارتر الذي كان برفقة انان "ان المعلومات التي تصلنا من الشمال كما من الجنوب تفيد بان الوضع هادىء ومسالم... هناك اليوم قبول في الشمال كما في الجنوب، انه في حال كان الخيار مع الاستقلال، وهو الامر الذي لا نعلمه بعد، لا بد من احترام هذا الخيار". وعلى الصعيد الأمني، أكد مسؤولون أمس ان مسلحين من البدو العرب قتلوا شخصا على الأقل في سلسلة من الاشتباكات في منطقة ابيي السودانية المتنازع عليها مما يؤجج التوتر في بداية الاستفتاء. وقال مصدر في الاممالمتحدة لم يتمكن من تأكيد سقوط قتلى ان مجموعة صغيرة من رجال قبيلة المسيرية شنت هجومين على مواقع للشرطة في وسط المنطقة المنتجة للنفط. وقال القيادي بقبيلة المسيرية محمد عمر الانصاري ان اشتباكا وقع مخلفا عددا غير معروف من القتلى لكنه أصر على ان جنودا جنوبيين هاجموا رجاله في البداية. سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب يدشن عملية الإستفتاء (أ.ف.ب)