أدى أمس في رحاب المسجد النبوي الشريف أكثر من 200 ألف حاج و450 ألفا من المصلين والزوار صلاة الجمعة، حيث خطب المصلين فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم الذي أوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، ثم تحدث عن الحج كأطول عبادة بدنية تظهر فيه كل شعائر الإسلام بجلاء ووضوح تام. وذكر فضيلته بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر صاحبه وخليفته أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- على المؤمنين في حجة السنة التاسعة من الهجرة فامتثل الصحابة لأمر نبيهم وأدوا المناسك مؤتمين به، عقب ذلك حث فضيلته ضيوف الرحمن على حمد الله وشكره على ما من به عليهم من أداء الفريضة، موصيا إياهم الحرص على أن تكون صحائفهم بيضاء لا يشوبها شائبة، محذرا من الشرك وما يقود إليه من أقوال أو أفعال تنافي التوحيد الخالص لله عز وجل. وقال في خطبته: تفضل الله على عباده بتنوع العبادات منها ما هو باطن في القلب ومنها ما هو ظاهر على الجوارح، وأركان الإسلام والإيمان مدارها على ذلك، وقد عاد الحجيج من المشاعر بعد أداء أطول عبادة بدنية، وعلم المناسك أدق ما في العبادات وهذا ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل أبا بكر رضي الله عنه أميرا على الحج في السنة التاسعة لسعة علمه وفضله، حتى يعلم الناس أحكام الحج. 200 ألف حاج و450 ألفاً من المصلين والزوار للمسجد الشريف وأضاف: في الحج تظهر شعائر الإسلام في جمع الناس على الحق يقصدون مكانا واحدا ويعبدون ربا واحدا ويتبعون نبيا واحدا ويتلون كتابا واحدا فيه تزول فوارق زخرف الدنيا ويظهر الخلق سواسية لا تمايز بهم فالجميع في لباس واحد كلباس الأكفان، والله سبحانه يظهر آيات لخلقه على صدق رسله، فإبراهيم عليه السلام يدعو ربه: "فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم" فاستجاب الله دعاءه: "وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق". آلاف المصلين أدوا الصلاة تحت المظلات وأضاف: من أدى فريضة الحج حري به بعد أداء هذا الركن أن يحفظ صحيفته بيضاء نقية فإنه من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه وأن يكون قدوة لغيره في الصلاح والاستقامة والتفقه في الدين والمحافظة على الصلوات جماعة في بيوت الله، ويجب أن يكون داعيا بالحكمة والموعظة الحسنة، مبتدئا دعوته بذوي القربى وصادقا ربه مع ربه في دعوته وفي سائر أعماله، فالزموا سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم وأخلصوا لربكم واحرصوا على نفع إخوانكم المسلمين وتعليمهم ما ينفعهم ويصلحهم من أمور الدين فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وقد أدى حجاج بيت الله -أمس- صلاة الجمعة تحوطهم عناية الله ورحمته ويحفهم تسامحه وغفرانه وتغشاهم السكينة والوقار بعد أن من المولى عليهم بأداء المناسك في كل راحة وطمأنينة وسط منظومة خدماتية متكاملة وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية -حفظهم الله-، وقد تهيأ البعض منهم لمغادرة الأراضي المقدسة والعودة إلى بلاده بينما آثر الآخرون أن يقضوا أياما مجاورين للحرم النبوي ينهلون من فيض الحسنات والبركات يلازمون الروضة الشريفة ويسلمون على خير الخلق صلى الله عليه وسلم وصاحبيه العظيمين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقد تابع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة تدفق الحجاج إلى الحرم الشريف واطمأن سموه على سير الخدمات ومواكبتها لمواكب الحجيج حيث احتشدت بهم المدينة أسواقها وفنادقها وشوارعها ومسجدها الشريف وقد علا البِشر وجوههم والسرور نفوسهم وهم يقضون أياما مباركات في المدينة النبوية.