أدى يوم أمس الرابع عشر من شهر ذي الحجة أكثر من 200ألف حاج صلاة الجمعة في رحاب المسجد النبوي الشريف حيث خطب المصلين فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي الذي أوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل، وقال في خطبته: لو اعتبر الناس وتفكروا في تقلب الليل والنهار وانقضاء الأعمار وبغتة الآجال وغرور الآمال وفتنة الأهل والمال وسرعة تعاقب السنين والانخداع بزخرف الدنيا والانهماك في ملذاتها وقد آذنت بزوال، لوتفكروا واعتبروا في ذلك لأصلحوا الأعمال وقدموا لآخرتهم الحسنات وكفوا عن السيئات ولكان همهم حسن المآل وعاقبة الأحوال ولنزعوا من شر الأخلاق إلى أفضل الخصال. وحذر فضيلته من الاغترار بالنعم والجرأة على الله عز وجل موضحا أن طريق النجاة واحد لا ثاني له وهوما سلكه السلف الصالح رضوان الله عليهم. ومضى الشيخ الحذيفي في خطبته متحدثا عن صفات السلف الصالح وما كانوا عليه من خير عظيم، مستشهدا بجوانب من أقوالهم وعباداتهم، ثم تحدث عن نعمتي الصحة والفراغ موصيا كل مسلم اغتنامها في العمل الصالح المقرب إلى رضوان الله وجنته المبعدة عن سخطه وناره. وقد أدى حجاج بيت الله صلاة الجمعة تحوطهم عناية الله ورحمته ويحفهم تسامحه وغفرانه وتغشاهم السكينة والوقار بعد أن من المولى عليهم بأداء المناسك في كل راحة وطمأنينة وسط منظومة خدماتية متكاملة وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسموولي عهده الأمين - حفظهما الله -، وقد تهيأ البعض منهم لمغادرة الأراضي المقدسة والعودة إلى بلاده بينما آثر الآخرون أن يقضوا أياما مجاورين للحرم النبوي ينهلون من فيض الحسنات والبركات يلازمون الروضة الشريفة ويسلمون على خير الخلق صلى الله عليه وسلم وصاحبيه العظيمين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. ويوم أمس تابع صاحب السموالملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة تدفق الآلاف من الحجاج إلى طيبة الطيبة واطمأن سموه على سير الخدمات ومواكبتها لمواكب الحجيج حيث احتشدت بهم المدينة أسواقها وفنادقها وشوارعها ومسجدها الشريف وقد علا البِشر وجوههم والسرور نفوسهم وهم يقضون أياما مباركات في المدينة النبوية. وبذلت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي جهوداً مضاعفة لتهيئة جميع أجزاء المسجد النبوي للمصلين من ميادين وأسطح وممرات وقامت بأعمال النظافة والصيانة وقامت بفرش أكثر من 14ألف سجادة في جميع نواحي المسجد من أسطح وساحات. كما جندت أمانة المنطقة جل طاقاتها للاهتمام بالخدمات البلدية والإصحاح البيئي ومراقبة الأسواق والمطاعم بمتابعة وتوجيه من معالي الأمين المهندس عبدالعزيز الحصين. وقامت الشؤون الصحية بتجنيد كل طاقاتها لاستقبال أي حالة طارئة للحجاج الذين يحتاجون إلى عناية طبية خاصة حيث قامت بتهيئة المراكز الصحية الثلاثة (باب جبريل والحرم وباب المجيدي) ووفرت كافة المستلزمات الطبية لهم بالإضافة إلى دعم هذه المراكز بالكوادر الطبية والفنية اللازمة. كما استعدت جميع الجهات الأمنية من دوريات وشرطة ومرور ودفاع مدني وكذلك فروع الوزارات المدنية من حج وشؤون إسلامية وتجارة لاستقبال حجاج بيت الله كل وفق اختصاصه سيرا على الخطة التي وضعت مسبقا سعيا لتطبيقها بحرفية ومهنية تكفل للحاج الراحة والطمأنينينة والعودة إلى بلاده وهوينقل أجمل الصور وأنصعها عن البلدة الطيبة المباركة التي شرفها الله برعاية البيتين وقاصديهما.