يكاد ثنائي أشهر مسلسل سعودي (طاش) عبدالله السدحان وناصر القصبي هما الوحيدان اللذان أكملا عملهما سوياً لأكثر من عشرين عاماً تقريباً، وهما بنفس التوهج والتطور والبحث عن نجاح يضاف لمسيرتهما، وحقق هذا الثنائي المميّز العديد من القفزات في مسلسلهما الشهير، ولم يطفح على سطح هذا العمل أي مشاكل أو غِيرة فنيّة يمكن أن تتسبب في إلغائه، فكان نتيجة ذلك توأمة فنية ما زالت تقدم نشاطها بنجاح ملفت. فيما لا يزال بقية نجوم الدراما السعودية عائمين يبحثون عن "توأمة" فنية تصنع لهم نجاحاً مُماثلاً، وتكون انطلاقة لخلق منافس جديد لثنائي طاش، وقد جاءت الفرصة في السنوات الماضية لتقديم ثنائيات جديدة إلا أنها لم تستمر واختفت سريعاً. الحيان وحبيب ثنائي لم يكتمل ولو عدّدنا بعض هؤلاء النجوم.. سنجد أن الفنان محمد العيسى لم يعتمد على صنع شخصية مستقلة به حتى الآن رغم تقديمه الكثير منها وإجادته في تقمص أي شخصية باحترافية فنان مبدع، وكذلك زميله الفنان فايز المالكي الذي لم يخرج حتى الآن من شخصية (مناحي) بشكل مطلق وهي التي رافقته منذ بداياته في تصوير إحدى كليبات الأغاني.. هذا الثنائي كوّن ثنائياً جديداً من خلال مسلسل (إخواني وأخواتي) الذي نال صدى واسعاً لدى الجمهور قبل سنوات, وتوقفا بعد ذلك رغم نجاحهما، فاتجه العيسى إلى زميله الآخر الفنان بشير غنيم الذي هو الآخر لا يزال يقدم نجوميته على استحياء ويظهر غالباً كنجم ثانٍ, ليقدما المسلسل الرائع (ماكو فكه)، ويواصلا عملهما سوياً بتقديم مسلسل (فيه شي غلط).. لكنهما أيضاً افترقا سريعاً دون أن يُكرّساً من ثنائيتهما المميزة في أعمال لاحقة. ثنائي طاش.. نجاح مستمر فيما اتجه الفنان فايز المالكي وحيداً ليقدم مسلسل (أبو شلاخ البرمائي) في العام الذي يليه وقد مر المسلسل بهدوء وكأنه لم يكن، ليعود بعدها للعمل مع زميله حسن عسيري الذي يبدو أنه لن يفارق شخصية (مفرّح) التي انتقل بها من مسلسل (طاش) ليقدما الثنائي الجديد مسلسل (بيني وبينك)، ولكن الحال لم تستمر في الجزء الرابع بعد أن انسحب المالكي وذهب إلى طريق آخر ينشد نجومية خاصة به لوحده في مسلسل (سكتم بكتم).. فيما لا يزال العسيري يبحث عن موطئ قدم في عالم الثنائيات ومع أكثر من اسم. أما الفنان فهد الحيان فقد سلك هو الآخر نفس الطريق وقدم مسلسل (غشمشم) برفقة الفنان حبيب الحبيب في بداية الأمر، وحصد الثنائي نجاحاً كبيراً في أول جزءين من المسلسل, ولكن ما لبثا أن افترقا وتنازل أحدهما عن الآخر. ويبقى الممثل القدير راشد الشمراني مُغرداً خارج السرب حيث اكتفى بدور (الجوكر) في معظم الأعمال التي يشارك بها زملاءه ويشاركه بهذه الصفة الفنان حبيب الحبيب، وكذلك الفنان يوسف الجراح الذي صنع من شخصية "حمتو" بطولة خاصة ضمن إطار موهبته، متجاوزين بذلك أمر الثنائيات ومُحلقين بإبداعاتهم معاً، حتى كسبوا احترام المشاهد ومحبته. وسنعود مجدداً للحديث عن استمرارية هذه الثنائيات، والنظر لها كصورة عكسية لنجومية ثنائي طاش، فجميع هؤلاء النجوم يندرجون ضمن قائمة فناني الكوميديا، وجميعهم يبحث عن النجومية ولكن هذه الصفة البعض يريدها أن تكون له وحده ومن ثم يأتي دور زميله الآخر، فيما نجومية ثنائي طاش تعتمد على التزاوج في الموهبة وإكمال كل منهما للآخر حتى في إدارة مؤسستهما، فبروز أحدهما قد يلغي الآخر، وهو ما اتفق عليه الاثنان.