تأتي مباراة القمة التي تجمع قطبي الكرة السعودية هذه الليلة في استاد الملك فهد الدولي وسط أجواء متفائلة وروح عالية لدى الفريقين خاصة بعد أن حقق فريق الهلال بطولة الدوري واستمر النصر بتقديم المستويات والنتائج الجيدة, والثابت أن المباريات التي تلعب بطريقة خروج المغلوب دائما ما تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت والعديد من المواقف وقد تكون الحسابات الفنية لدى المدربين واللاعبين في هذه المباراة أكثر وضوحاً وأكثر تحديدا للأهداف فلا بديل للفوز والكل يدرك أن لهذا اللقاء أهمية خاصة واعتبارات استثنائية وهذا ما يزيد من قوة المواجه ومن حالة الترقب والإثارة ,ولا شك أن هذا النوع من المباريات يحتاج ألي المزيد من الاستعداد الذهني والنفسي واللياقي والتركيز العالي والاهتمام بجميع التفاصيل الصغيرة والكبيرة . - الطريقة 4-4-2 او4-5-1 هي العامل المشترك الذي يجمع أفكار وتشكيلة الأجهزة الفنية في كلا الفريقين إلا أن الأخطاء الدفاعية والخوف من استقبال الأهداف المبكرة يفرض التباين والاختلاف بأسلوب التنفيذ وطريقة الأداء ,فعلا الجانب الهلالي يبذل اللاعب أسامة هوساوي ومعه رادوي مجهود مضاعف لتغطية الفراغات والأخطاء التي تحدث في المناطق الخلفية لظهيري الجنب "لي يونغ" "والزوري" وفي المقابل فإن العمق الدفاعي للفريق النصراوي يشكل اكبر العوائق التي قد تحد أو تقلل من انطلاقات ومساندة حسين عبدالغني والدوخي وبكل تأكيد أن وجود ياسر القحطاني والسهلاوي كهدافين من طراز مميز وعلى قدر كبير من الذكاء والسرعة يزيد من أعباء ومسؤولية الخطوط الخلفية في كلا الفريقين وتبقى منطقة الوسط هي المحك الأساسي والحقيقي لحسم المباراة ولتفوق فريق على الأخر, خصوصا مع تكامل التواجد للمحترفين الأجانب ومحاولة كل واحد منهم إثبات الأفضلية وترجيح كفة السيطرة والفاعلية بصنع الهجمة وتسجيل الأهداف من خلال الانضباط التكتيكي وتنويع الهجمات والتسديد البعيد والالتزام بتنفيذ المهام وتوزيع المجهود ومن هنا تكتمل الصورة ويتضح مدى قدرة الأجهزة الفنية على تمرير الأفكار وتطبيق الخطط واستغلال الأخطاء ,لاسيما وان الفريقين يملكان من النجوم ما يكفي لتطبيق التعليمات وصنع الفارق وتحقيق الفوز . -يشكل اللاعب محمد الشلهوب مركز الثقل الجديد في الفريق الهلالي فمن خلاله ترسم الهجمة وتسجل الأهداف وتبدأ مسألة تغير المراكز وتطبيق المهام الهجومية والدفاعية بشكل منسق ومتناغم مع توغل الفريدي ومساندة رادوي وتحركات ويلهامسون مع نيفيز والقحطاني. - تعتبر الألعاب الثابتة التي يجيد إرسالها اللاعب حسين عبد الغني من خلال الضربات الركنية والفاولات البعيدة عن المرمى واحدة من أهم المفاتيح التي من الممكن أن يسجل الفريق النصراوي عن طريقها الأهداف . -يجيد اللاعب نفيز التمركز واستغلال الكرات العكسية عن طريق ويلهامسون وقد يتكرر هذا المشهد في هذه المباراة أكثر من مرة خصوصا إذا ما لعب برناوي في العمق الدفاعي ولم يستطع حسين تغطية هذه الثغرة. -في المباريات الكبيرة تصبح الفرصة سانحة وثمينة لكل لاعب لكي يقول كلمته الخاصة ويعلن عن قدومه بكل قوة وثبات ومباراة الليلة واحدة من أهم المباريات التي من الممكن أن يجدد معها ياسر علاقة مع الشباك وتسجيل الأهداف أو تثبت نجومية السهلاوي كرقم صعب كواحد من أفضل المهاجمين لهذا الموسم. -أصبح من الصعب أن يتم إيقاف المد أو الضغط الهجومي للفريق النصراوي بعد أن ارتفعت درجة التفاهم والانسجام بين فيقاروا واحمد عباس وحسام وغالب والسهلاوي وهو ما يتضح من خلال تسجيل الأهداف واختلاف المصادر بأسلوب سهل وترتيب رائع ومثالي من جميع الخطوط . - التحكيم والوقت الإضافي وضربات الترجيح واستثمار البدلاء أو الأوراق الرابحة من الأمور التي تشغل تفكير الأجهزة الفنية ولاشك أن عامل الخبرة وذكاء المدربين هو الفيصل بكيفية استغلال كل هذه الأمور والخلاصة أن الجماهير الرياضية على موعد مع مباراة تخضع لكل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة وتفتح المجال لكل الأجهزة الفنية واللاعبين لإثبات الوجود وتحقيق الشهرة ومواصلة التألق والإبداع.