مناسبة العيد واسطة عقد بالنسبة للأيام ، فهي لا تتكرر سوى مرتين في العام ومن كمال فرحة المناسبة وسعادتها ، أن يكون الناس بين أهلهم ومعارفهم ، وقد تفقد جل فرحتها في الغربة وبعيداً عن الأهل والديار . لهذا نلاحظ توافد الجميع إلى بلدانهم من مختلف المدن وأماكن العمل قبل العيد بأيام قلائل من أجل أن تكون المناسبة في مكان النشأة ، حتى صارت كلمة العيد مرادفة لكلمة العودة والاعتياد ، فاعتادوا اجتماعاتهم وألفوا أن تكون بين بعضهم وفي بلدانهم ، فلا يشعرون بالأنس والإحساس بالعيد إلا بذلك الاجتماع في محيطهم الصغير ، الذي طرحت فيه بذور ذكرياتهم فنمت وترعرعت ومدت جذورها في الأوطان. ولكلّ وطنه الذي يشعر أنه كل شيء بالنسبة له ، فالماء هناك عذب ولو كان به مرارة ، والهواء معتدل ونقي ولو كان حارا وغبارا ، ورؤية الأطلال من جدران ومقاصير تعد من أبهى المناظر . هكذا هو الانتماء للموطن والمحبة الحقيقية التي تنمو منذ الطفولة ، غير مصطنعة ولا محدودة بأبعاد ، بل تحتوي كل المجموعة فيشعر الأشخاص بالسعادة ، فجذورهم تروي أغصانهم وتظلل على بلدهم الذي يتذكرونه في كل مناسبة . هذا شاعر من مدينة القصب وهو : إبراهيم بن عبدالكريم العتيق ( أبو فائز) رحمه الله. قد لا تكون له قصائد كثيرة ، ولكن مناسبة العيد السعيدة فتحت صفحة لأحاسيسه فعبر بقصيدة حول العيد جواباً لمن سأله : أين ستقضي أيام العيد ؟ فكان جواب السؤال هذه القصيدة المعبرة : قالوا العيد؟ قلت : العيد بالديرة اترك اللي إلى جاء العيد ما جاها من جفا ديرته ما يرّجي خيره حالف إني فلا أنسى ملحها وماها دبج ماها بريقي كنّه الشيره أبهج الكبد من جمّة ركاياها شوفة الجرف والعود ومقاصيره عندي أحسن من الأهرام وبناها عاش من هو على الديرة ضفى خيره القصب مثل باقي المدن ساواها إن الشاعر يقبل كل ما في بلدته ويستلذ شرب مائها وإن كان في الأصل ليس عذبا لكنه عنده بطعم الشيرة ، وهي السكرة المذاب على النار حتى أصبح يشبه العسل ، وفي آخر القصيدة يشيد بحكومتنا التي امتدت خيراتها لكل البلدان ، وليست لبلدته القصب فقط ، بل عموم المملكة فتساوت في الازدهار والرفاهية فكانت في فرحة تغنينا عن بلدان العالم . وتبقى الديار غالية عند أهلها في كل وقت وحين . فهذا الشاعر : عبدالله بن سعيد من أهالي ملهم يقول في قصيدة يترجم فيها إحساسه الصادق تجاه بلدته ملهمويصف كيف يراها جميلة في عينيه طيبة في نفسه مهما كانت ظروفها وأحوالها : يقول : لو غبت عن ديرتي ما نيب ناسيها سمومها بارد وبرودها دافي دار نشينا بها كلنا حلاويها هي أمنا اللي شربنا درها الصافي يا حلو ماها ومشتى في ضواحيها والقيظ مقياظنا مختلف الأصنافي