يحتفل المؤمنون هذه الأيام المناسبة حلول العيد السعيد مبتهجين مسرورين يحمل كل منهم للآخر أسمى آيات التهاني والتبريك بهذه المناسبة العطرة لما لها من مكانة عظيمة في نفوسهم فهم ينتظرونها بقلوب مطمئنة قلوب راجية من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامهم وقيامهم بروح عالية الهمة صلبة الإرادة قوية الإيمان ليحيوا حياة طيبة.. كما أن للعيد فرحة غامرة يتباشر بها الصغار قبل الكبار وموكباً يسبح فوق تيار الزمن يحمل الفرح والأغاريد والورود ويمر بنا فيعطينا ونأخذ منه يعطينا الذكريات الجميلة ويجدد حماسنا للحياة ونعطيه الابتسامة فهو نورٌ من الأنوار الربانية تحمل في القلوب المهمومة همها وتزيل سوادها وتمنحها الضياء والنور والفرحة والسرور وتتغلغل هذه الأنوار إلى النفوس المكتئبة والمتشاحنة فتغسلها وتنقيها وتعيدها بيضاء نقية نقاء الفطرة فلا يشد العيد رحاله إلا وقد أعاد المياه إلى مجاريها وأعاد العلاقات والوشائج إلى طبيعتها وأضاء طريق المستقبل. @ العيد فرصة تجديد للباطن.. للنفس ومشاعرها.. للقلب ووجدانه.. للروح وسبحاته تجديد بالحب والإيمان والمثل العليا وفرحة تعكس أشواق الناس إلى فرح وسرور وكسر فجوات الطبقية في المجتمع ورفع مشاكل الفقر والبؤس والاستعداد لهذا اليوم الجميل يكون مبكراً لشراء الملابس الجديدة وأحياناً التراثية القديمة والهدايا. @ للعيد تلك المناسبة السعيدة ذكريات جميلة يحملها في أيامه والتي سطرها عدد من الشعراء منهم الشاعر محمد بن أحمد السديري الذي قال في عيده: اليوم أنا عيّدت عيد بعد عيد وانزاح عن قلبي عنا كل شده وعقب المحل سيحان صدري مواريد مثل القفور بنبتها مستجده @ إن للفرقة والبعد حنيناً عند الالتقاء في مناسبات (العيد) سواء بالسفر لهم والزيارات المتبادلة من أحد الطرفين ويصور الشعر ذلك في قصائد عدد من الشعراء منهم الشاعر عبدالرحمن السديري الذي قال: العيد يا سليمان قربت حراويه الناس فرحوا به وأنا ما زهالي الناس فرحوا به وشفقوا لطاريه وانا تلطف به او تلطف بحالي فيما قال الشاعر ابن لعبون: أربع بناجر في يد المزيون توّه ضحى العيد شاريها عمره ثمان مع عشر مضمون مشي الحمام الراعبي فيها @ للعيد بين الأهل والأحباب معان خاصة للتقارب نكهة عيد أخرى يكون العيد سيمفونية حياة للفرح الأبدي على تراب الوطن يعيش الفرد منا أريحية النفس وأفراح الذات وللعبد هنا كل المعاني وعبر مساحات الوطن تنداح الأحرف المجيدة المملوءة بالأصالة والتراث والعادات الرصينة والتقاليد الجميلة له وتلك الظاهرة الاجتماعية قال عنها إبراهيم عبدالكريم العتيق رحمه الله: قالوا العيد قلت العيد في الديرة اترك اللي إلى جاء العيد ما جاها من جفا ديرته ما يرّجي خيره حالف إني فلا أنسى ملحها وماها ديح ماها بريقي كنّه الشيره أبهج الكبد من جمّة ركاياها شوفة الجرف والعود ومقاصيره عندي أحسن من الأهرام وبناها عاش من هو على الديرة ضفى خيره القصب مثل باقي المدن ساواها @ بطاقة للشاعر محمد بن عون الله الشلاحي المطيري: الفرحة اللي مالها حد وقياس بعيد رمضان الله علينا يعيده تعايدوا فيه الأحبه من الناس لو المنازل عن بعضها بعيده كل يعايد قربته رافع الراس ويلبس من الفرحه ثياب جديده @ خاتمة: خلال أيام العيد وأوقاته الحلوة نشاهد على محيا الناس المرح والسرور والبسمة التي قد علت على شفاههم ولا تفارقهم وهم يتخاطبون فيها بينهم مرددين عبارات المعايدة (عيدكم مبارك.. عيدكم سعيد.. من العايدين.. عساكم من عواده.. كل عام وأنتم بخير) إنها عبارات لطيفة وكلمات جميلة ملؤها الحب والود والاحترام.. ختاماً نسأل المولى عز وجل أن يتقبل من المؤمنين صالح الأعمال ونتمنى لهم عيداً سعيداً وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات وأن يتقبله بقبول حسن إنه سميعٌ مجيب الدعاء.. نكرر التهنئة وبكل الحب ونقول (عيدكم مبارك) وكل عام والجميع بخير.