يعد "درب زبيدة " من أشهر المعالم الإسلامية على الإطلاق وبدأت فكرة إنشاء هذا الطريق حسب الرويات عام 800 م في العصر العباسي وينسب للسيدة زبيدة بنت جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور زوج الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد وتعتبر بركة الظفيري هي أولى محطات هذا الدرب في الحدود السعودية وتقع شمال محافظة رفحاء بالقرب من الحدود السعودية العراقية ، وكان يسلكه الحجاج القادمون من العراق للديار المقدسة ، ودرب زبيدة ذو أهمية تاريخية كبيرة إذ انه من أهم الطرق الصحراوية البرية الحيوية في العصر العباسي وتقع على هذا الدرب برك وحصون وقلاع كانت تستخدم لتأمين الحجاج ويمتد من الكوفة بالعراق مروراً بشمال السعودية ووسطها إلى أن يصل إلى الأماكن المقدسة في المدينةالمنورة ثم مكةالمكرمة،وتشير المصادر التاريخية ان هدف هذا الدرب خدمة حجاج بيت الله الحرام من بغداد (عاصمة الخلافة العباسية) الى مكةالمكرمة وإثراء الثقافات والعادة والتبادل التجاري في ذلك الوقت بطول يتجاوز ال ( 1400 كلم ) تقريباً حيث تم وضع علامات على الطريق لإرشاد الحجاج في ذلك الوقت وتم وضع برك لجمع الماء بطريقة ذكية جداً وفي أماكن مختارة بعناية فائقة وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج للتزود بالماء ،ويمر بالعديد من الجبال والرياض والمرتفعات والمنخفضات والتضاريس المختلفة ، وذكر هذا الدرب في كتب الجغرافيين والرحالة القدامى من المسلمين وغيرهم ،وذكره الرحالة الفنلندي جورج فالين وذكرته الليدي آن بلنت في كتابها(رحلة الى بلاد نجد)، ومع مرور السنين لا يكاد يعرف هذا الدرب في الوقت الحالي إلا كبار السن أو المهتمون بهذا المجال إذ ان بعض معالم هذا الطريق اندثر تماما وقد اختفت في بعض الأماكن وتظهر أطلالها في أماكن أخرى ولكنها في الطريق إلى الاندثار تماماً وبعض أجزاء هذا الطريق. وبالرغم من أن بعض السيارات لاتزال تسلكه إلا أنه يخيل لك أنه طريق صحراوي وليس معلماً إسلامياً شهيرا لعدم وجود لوحات تشير إليه أو أي اهتمام بهذا الدرب الشهير دون ان تجد من يهتم بها رغم تاريخها المشرق والهام وأنها واحدة من أشهر المعالم الإسلامية.