الكوكني، (COCKNEY) كنية أهل لندن، خاصة من يعيش في منطقة الإيست إند. وتعارف الناس أن "الكوكني" هو كل من ولد في بيت على مسمع أجراس كنيسة سانت ماري لي بو. كما تشير كلمة الكوكني إلى لهجة من لهجات اللغة الإنجليزية يغير متحدثوها أصوات الصوائت في مثل نطق كلمة LADY، لتصبح LYDY، وكلمة ROAD، لتصبح ROWD، كما يُسقطون حرف ال H في بداية الكلمات، كما قد يضيفونه لكلمة تبدأ بأحد الصوائت مثل ARD ويقصدون HARD، وHANSWERED ويقصدون ANSWERED وكانت كلمة كوكني تعني في الأصل البيضة المشوهة. ويوجد قاموس يشرح تلك اللهجة. ومسألة اللهجات لدى البشر - حتى من يقيمون فى منطقة ما من مناطق الوطن العربي - مقبولة منذ القدم، ولا عيب فيها ولا نقيصة، والبعض يتعمدها ويفخر بها. وما سأدرجه هنا ماهو إلاّ طرح واقع، وملاحظات شخصية، أرجو أن لا تجرّ إلى تصوّر الإساءة، أو الهزء والتندّر. في الوطن العربي تكثر مفردات لغات التخاطب لدى عامة الناس. فإن كنت تتحدث مع واحد من أهل الكويت، مثلا، أو تحاوره، أو تتناقش معه، فعليك الانتباه عندما يقول: "غرّر" بحرف الغين، فإنه يقصد "قرر"- من القرار. كذلك نسمع في أحاديث السياسة عبارات مثل: "تغريب وجهات النظر (بالغين)" والمقصود سياقا: "تقريب وجهات النظر" (بالقاف). والملاحظ أيضا أن تعبيرات كهذه تتكرر عند السودانيين، مع تباعد المسافة الجغرافية. كرم أهل الأحساء، في بلادنا يجعل فاتح الباب للضيوف، أو القادمين يقول: "قلء طو" أي الكلمة المتعارف عليها "إقلطوا" أي أدخلوا.. وصادف أن قصيمياً طرق باباً ليسأل عن منزل قريب له، فقال فاتح الباب "قل طو" واستغرب القصيمي هذا الطلب من الأحسائي لكنه - مع ذلك - قال: طو!! والمصري لا يمكن أن يأتي بعبارة فيها كلمة "صاحبي" دون أن يردفها بكلمة "واحد" - فيقول: واحد صاحبي. كذلك نجد عند اهل مصر خاصية نطق أخرى تلازم تعبيرهم وهو كسر الموصوف كأن يقول: أمني قومي، ويقصد أمن قومي. وتطال هذه اسماء العلم، فلا يقول المصري "ديك تشيني" مثلا بل ينطقها "ديكّي تشيني" رامسي فيلد (رامس فيلد) إلى آخره. وعجز متصفحو اللهجات عن ضبط (تس) في لهجة أهل القصيم، وهي التي يستعملها العامة بديلاً لحرف الكاف. لاحظوا أن البشر تعوّدوا على اختلاف اللغات واللهجات. وفي التنزيل الحكيم. (وَمِنء آيَاتِهِ خَلءقُ السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ وَاخءتِلاف أَلءسِنَتِكُمء وَأَلءوَانِكُمء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلءعَالِمِينَ).