أدى يوم أمس غرة شهر ذي الحجة عشرات الآلاف من ضيوف الرحمن صلاة الجمعة الأخيرة للموسم الأول في رحاب المسجد النبوي الشريف حيث توافق الجمعة القادمة يوم التروية التي يقضيها الحجاج على صعيد منى الطاهر ، وقد خطب بالمصلين أمس فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم الذي أوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل وقال : اختار الله عز وجل أمكنة بالشرف والفضل ، واختار من العام أزمنة يزكو بها العمل الصالح ويتضاعف، فاختار من شهور العام أشهر الحج ورمضان ، ومن الليالي والأيام العشرة الأخيرة من رمضان وعشر ذي الحجة ، وأيام ذي الحجة تفضل على أيام العشر الأواخر من رمضان قال صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام- يعني أيام العشر - قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ، قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء " ، ومن العمل الصالح فيها المزيد من بر الوالدين وصلة الرحم والصدقة والصوم والذكر وتلاوة القرآن وتفريج الكروب والتكبير ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يكبرون حتى في الأسواق. وأضاف : لقد فاضل الله بين أحوال الناس في الحياة فمنهم من يوفق لفعل الخيرات ، والمسارعة للحسنات والاستجابة إذا طلب لمعونة أو تفريج كربة يحتسب ذلك عند ربه عالما بأن ما عند الله خير وأبقى ، وهذا الصنف من الناس يسعده أن يقضي حاجة أو يعين مريضا أو فقيرا أو يطعم جائعا أو يفرج كربة ، فترى القلوب له محبة والألسن له داعية والقلوب حزينة ، ومن الناس من يحرم مثل ذلك ولا يسارع إلى فعل الطاعات ، فاحرصوا أن تكونوا من السباقين فإنكم ملاقو ربكم مجزيون بأعمالكم وتذكروا قول الله سبحانه وتعالى : " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " وقد شهدت حركة مغادرة حجاج بيت الله الحرام إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة تصاعداً ملحوظا وكثافة كبيرة بلغت الجهود معها ذروتها بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، الذي حث الجميع على القيام بها على الوجه الأكمل. من جهة أخرى احتشدت أسواق المدينة وفنادقها وشوارعها ومسجدها الشريف بضيوف الرحمن وقد علا البِشر وجوههم والسرور نفوسهم وهم يقضون الأيام التي تسبق أداء فريضة الحج في طيبه الطيبة ، وبذلت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي جهوداً مضاعفة لتهيئة جميع أجزاء المسجد النبوي للمصلين من ميادين وأسطح وممرات وقامت بأعمال النظافة والصيانة والفرش ، كما جندت أمانة المنطقة جل طاقاتها للاهتمام بالخدمات البلدية والإصحاح البيئي ومراقبة الأسواق والمطاعم ، وقامت الشؤون الصحية بتهيئة المراكز الصحية المحيطة بالحرم الشريف ، ووفرت كافة المستلزمات الطبية بالإضافة إلى دعمها بالكوادر الطبية والفنية اللازمة.