هل فكرت يوماً بالشعور الذي ينتاب رجل الإطفاء وهو يسير في وسط الدهاليز لمبنى يحترق وقد امتلئت الطرقات بالغاز الكربوني السام الذي يقتل الأرواح في ثوان؟. هل تخيلت شعور هذا المكافح وهو يتنفس من أنبوب الأكسجين في ذلك المكان المظلم باحثاً عن الضحايا على أمل إنقاذهم، انه أشبه بفيلم امريكي مثير ولكن الواقع دائماً أكثر خطورة ومن هنا كان الاختراع الذي يعمل عليه كل من هولكر كين وبورسيو سناز الباحثين الألمانيين مهماً جداً لإنقاذ حياة البشر في الحرائق، ويقوم هذا الاختراع على صناعة خوذه يمكن لرجل الإطفاء لبسها على رأسه ورؤية الأشياء بوضوح حتى مع وجود الدخان الكثيف وذلك بفضل الإشعاعين المتلازمين من نوع الليزر والأشعة تحت الحمراء لتغطية كافة درجات الكثافة الغازية التي قد تواجه رجل الإنقاذ كما يمكن للجهاز تفادي الخطأ الناتج من الموجات العنيفة للحركة الهوائية داخل الغرف والطرقات ومن ذلك الانفجارات الصغيرة واللهب المتطاير، ولعل أهم جزء في هذا الاختراع هو نية الباحثين في جعل هذه الخوذة مرتبطة بجهاز الهاتف النقال الذي يحملة معه فيمكن بسهولة إرسال المشاهد إلى القيادة القريبة منه وأخذ التعليمات والتوجيهات منهم مباشرة وبهذا يسجل الهاتف المتحرك نقله جديدة له في عالمنا المعاصر. الجهاز الجديد أطلق عليه اسم HeadSlam ويمكن استخدامها للبحث عن المزيد من التفاصيل حول هذا الاختراع الرائع الذي تم تصميم نموذج بدائي له مرتبط بجهاز حاسب نقال يقوم بتحليل البيانات وصنع الصورة من ارتدادات الموجات الليزرية والأشعة تحت الحمراء كما هو واضح في الصورة. قصة الساعات الفضائية يطلق على الساعات التي تستخدمها الاجهزة في الفضاء وأجهزة الملاحة الفضائية اسم ساعات الروبيديوم، وهي مهمة جداً نظراً لان انظمة الملاحة عبر الاقمار الصناعية GPS تستقبل البيانات من ثلاثة وأكثر من الاقمار الصناعية في نفس الوقت إلى المستخدم ولهذا فإن دقة البيانات الخاصة بتحديد الأماكن يتطلب تزامناً دقيقاً للوقت بين هذه الإشارات التي قد تاتي من أقمار صناعية متباعدة أو مختلفة البعد عن الجهاز المستقبل ومن هنا كانت الساعة الذرية العالية الدقة والحساسية مهمة جداً في وصول بيانات دقيقة وصحيحة عن مواقع الأجسام التي تتحرك على الأرض أو في الفضاء. ومؤخراً كشفت Spectra Time عن عقد بقيمة أربعة ملايين يورو لتوريد ساعات الروبيديوم للنظام الهندي الخاص بالملاحة عبر الأقمار الصناعية IRNSS والذي تشرف عليه وكالة الفضاء الهندية ISRO والتي تنوي الاستفادة منها في سبعة من الأقمار الصناعية التي سيتم وضعها على المدار الإستوائي الثابت كما سيتم وضع أربعة أقمار صناعية أخرى على المدار الجغرافي المتزامن بالاضافة إلى القسم الأرضي للتحكم والمكون من مركز للمراقبة وعدد من المحطات الأرضية الفضائية، حيث سيتم إطلاق أول هذه الأقمار العام القادم 2009م والذي سيكون في مقدوره تحديد أي مكان على الارض بدقة مطلقة تصل الى 20مترا على المستوى الاجمالي للهند ولمسافة 2000كلم فيما وراء الحدود. الجدير بالذكر ان دقة هذه الساعات يصل على أقل من عشرة مليار من الثانية في اليوم وهي دقة أفضل بعشرة ملايين مرة من الساعات الكوارتز، وتستخدم هذه الساعات الروبيديوم غاز الهيدروجين السلبي للعمل كما يجب أن يتم تزويد كل قمر صناعي بعدد لايقل عن أربع ساعات من هذا النوع.