انطلقت يوم أمس الثلاثاء فعاليات الملتقى العلمي عن الصحة النفسية بمشاركة نخبة من المتخصصين والأكاديميين. واحتوى البرنامج العلمي للملتقى على جلستين علميتين كما احتوى البرنامج على ورش عمل عن بعض المواضيع المتعلقة بالصحة النفسية . واشتملت الجلسة الأولى التي رأسها الأستاذ الدكتور محمد الصغير أستاذ الطب النفسي بجامعة الملك سعود على ثلاث محاضرات، ففي المحاضرة الأولى "التنظيمات والتشريعات وأثرها في تعزيز الصحة النفسية" تحدث الدكتور خليل بن إبراهيم القويفلي استشاري الطب النفسي بمجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام عن حاجة الصحة النفسية لهذه التنظيمات والتشريعات لتنظيم العمل ومعرفة الاحتياجات والأهداف التي يمكن تحقيقها ، مبينا بأن نظام الصحة النفسية في المملكة والذي استمرت دراسته لمدة 6سنوات معروض حاليا على مجلس الوزراء واستفاد هذا التنظيم من العديد من أنظمة الصحة النفسية العالمية وان شاء الله سيصدر قريبا. واشتكى الدكتور القويفلي من نقص الدراسات المتعلقة بمعرفة التكلفة الحقيقية للأمراض النفسية. وفي المحاضرة الثانية ألقى الأستاذ الدكتور محمد التويجري أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية محاضرة بعنوان "الإعلام والصحة النفسية التأثير المتبادل" بين فيها أن التأثير بينهما هو تأثير باتجاه واحد من خلال تأثير الإعلام على الصحة النفسية مبينا أن الصحة النفسية لم تصل بعد لمرحلة تمكنها من التأثير على الإعلام، وأشار الدكتور التويجري أن الإعلام يعتبر شريكاً قوياً في تربية أبنائنا وله تأثير وقوة نافذة لدرجة تفوق تأثير الوالدين، موضحا بأن الطفل اليوم يمكث أمام التلفاز أكثر من أي "مشتت" آخر. واستعرض الدكتور التويجري بعض الآثار السلبية التي يسببها التلفزيون - كمثال - على الطفل ومنها الاضطرابات العاطفية وتتمثل بالتأثر بما يعرض على التلفاز في الجوانب العاطفية مع الأسرة، والاضطرابات السلوكية ومن أهمها انقطاع التواصل بين أفراد الأسرة لانشغال كل منهم بما يشاهده ويعرض له. وعرض الدكتور التويجري دراسة عملت في العالم العربي توضح بأن 95% من الأطفال بين سن 8- 15سنة يشاهدون التلفزيون كوسيلة فريدة في الترفيه، وأفاد بأن 93% مما يعرض في التلفاز موجه للطفل بطريقة سلبية فهي تقدم الانحرافات السلوكية التي يمكن أن يتعلمها الطفل. وعن الآثار الإيجابية للتلفاز ذكر بأنها تتمثل في البرامج الحوارية والاستشارية النفسية والاجتماعية التي تعرضها بعض القنوات الجادة والبرامج التدريبية للفرد والأسرة في تطوير الذات، وغيرها من الإيجابيات. بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالحميد الحبيب مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة المدير التنفيذي لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض عن "رفع مستوى الخدمات في الصحة النفسية" قال فيها إن الإحصاءات العالمية أثبتت خطورة مشكلة الأمراض النفسية من ذلك أن 450مليون إنسان على مستوى العالم يعانون من اضطرابات نفسية . وتحدث الدكتور الحبيب عن أبرز التحديات التي تواجه الصحة النفسية منها السعة السريرية والمرضى المزمنون والتي أثبتت دراسة في مجمع الأمل بالرياض أن أكثر من 60% من المرضى بقوا أكثر من سنة في المجمع وأن 33% يعتبرون من المرضى مرفوضين من أسرهم، ومن التحديات نقص شديد في الخدمات المساندة وضعف برامج التأهيل والوصمة في المرض النفسي وغياب شبه كامل لبرامج الرعاية المجتمعية والعلاقة مع الإعلام والتي وصفها بأنها متوترة، وأوضح الدكتور الحبيب أن 20% من مراجعي الرعاية الأولية يعانون من اضطرابات نفسية، وأن في العام 2020سيكون الاكتئاب أحد مسببات الإعاقة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. بعد ذلك انطلقت فعاليات الجلسة الثانية التي رأسها مدير الخدمات الطبية استشاري الطب النفسي بمجمع الأمل بالرياض الدكتور رياض النملة وتحدث فيها كل من الأستاذ الدكتور عبدالله بن سلطان السبيعي أستاذ الطب المساعد بكلية الطب في جامعة الملك سعود في محاضرة بعنوان "الصحة النفسية في المملكة بين الطموحات والمعوقات .. التجربة المحلية"، ويحاضر الدكتور سعيد وهاس أستاذ مساعد علم النفس بجامعة الملك فيصل عن "وصمة المرض النفسي وتأثيرها على تلقي الخدمات النفسية"، والأستاذ الدكتور صالح أبوعباة أستاذ علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحدث عن "العاملين في الصحة النفسية بين التقليد والإبداع ". واحتوى البرنامج على ورش عمل حيث أدار الأستاذ عبدالمجيد طاش المحاضر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورشة عمل عن دور الاخصائي الاجتماعي في منع الأزمات، وأدار الدكتور محمود عبدالرحمن محمود مستشار التخطيط والتطوير بمجمع الامل بالرياض ورشة عمل عن البرامج الوقائية للصحة النفسية ، والشيخ عبدالمجيد بن سعادة أدار ورشة عمل بعنوان العلاج بالرقية الشرعية ضوابط وآليات، وأدارت الدكتورة بتول الحلو ورشة عمل عن برامج العلاج النفسي آلية التنفيذ وتقنيات المتابعة موجهة للأخصائيين النفسيين.