يستمد الحكم نجاحاته المتوالية من الفرص التي تتاح له على كل الأصعدة سواء كانت الداخلية او الخارجية بمختلف مسمياتها ومستوياتها. والحكم الناجح هو الذي يملك اكثر من اسلوب في تطبيق القانون والتعامل مع اداء اللاعبين. ومع التمسك - بالقانون وعدم كسر الأسس الرئيسة الا ان بعض الحكام وخاصة العرب متزمتون وتختلط عليهم كثير من الحالات فيحصل احتكاكات طبيعية غير مؤذية والكرة في متناول اللعب وتفاجأ بإطلاقه الصافرة وإبراز الكرت الأصفر وهذا ناتج عن ضعف التقدير او ربما اسلوب للسيطرة على مجريات المباراة كسلاح يضر باللاعب ويعطل طموحات وتطلعات اللاعبين في اداء رجولي مجاز ومسموح به قانونيا بعيداً عن الإهمال او التهور او الأفراط في استعمال القوة. @ لقد شاهدنا اداء الحكم العربي في دورة (بكين) وكيف انه لم يشارك في الادوار النهائية نتيجة بعض القرارات الجائرة التي صاحبها التزمت والتي اسفرت عن الطرد لأكثر من لاعب في الأدوار الأولية بداية من مباراة البرازيل وبلجيكا. @ لم يكن الحكم العربي مقنعاً بقراراته وبشخصيته المرتجفة والمهلهلة والمتبعثرة في اكثر اوقات المباراة ناهيك عن عدم قدرته في ايجاد المتعة والتشويق بعدم الإكثار من الصافرات التي ليس لها اي داع مما يعطل سير اللعب ويقتل حماس اللاعبين ويجلب الملل للمشاهد. @ نجاح الحكم ليس في كثرة الإنذارات ولا اللجوء للطرد ولكن الأهم هو كيف ومتى وماهي الأسباب هل هي مستحقة يشكر عليها الحكم او يلام في تلك القرارات الظالم التي شاهدناها برؤية قانونية ولدينا القناعة انها قرارات جائرة. @ لقد لاحظنا التأخر في تنفيذ الركلات الموضعية لأكثر من دقيقتين في حالات كثيرة والضعف في تطبيق (مبدأ اتاحة الفرص) مما جعل المخطئ يستفيد من خطئه ويقتل المتعة ويعطل سير اللعب ويوحي للمشاهد بأن هذا الحكم (راديكالي) في تطبيق القانون وليس لديه القدرة في تكييف المباراة بقدرته على التعامل مع كل الأخطاء لإيجاد المتعة الشاملة بدون كسر للقاعدة القانونية لأن الجماهير لم تأت لتستمع الى صافرة الحكم وانما لقدرته في بسط العدالة وروح القانون. @ مهم جداً ان يكون لدى الحكم قراءة تامة للمباراة التي سوف يقوم بإدارتها اياً كانت هذه المباراة وخاصة المباريات الدولية وماهو الأسلوب الذي ينهجه أولئك في ادائهم الميداني وماهي متطلباتهم بما يتفق والقانون لأن القارة الأوربية تختلف عن الآسيوية وامريكا الجنوبية عن القارة الأفريقية وهكذا وكرة القدم طابعها رجولي بتلك الشدة القانونية التي هي من طبيعة ممارسة كرة القدم المطلوبة والمحبذة لدى الجميع كمطلب رئيسي نابع من كونها كرة القدم .. *استاذ محاضر في قانون كرة القدم