* قانون كرة القدم الغريب والعجيب بين قوانين الرياضات الأخرى، لأنه يمنح الحق للحكم في تجاوز ما يحدث من أخطاء موجودة نصا في القانون بعد تقديره للحالة سلبا أو إيجابا، ولذلك فإن متطلبات حكم كرة القدم مختلفة تماما عن متطلبات حكم لرياضة أخرى، لما تتطلب منه من ممارسة وذكاء ومعرفة وثقافة وسرعة بديهة، وهذه كلها يجب أن تجتمع في حكم كرة القدم، وحيث أن قانون كرة القدم يتكون من 17 مادة من المادة (1) حتى المادة (7) هذه المواد تتعلق بتجهيز ما قبل المباراة، وأما ما يتطلب التركيز من الحكم فهمه ومعرفته المادتين (12) و(13)، بل تمثل هاتان المادتان أهمية كبيرة للحكم لمعرفة تطبيقها بما يحدث من أخطاء ومخالفات أثناء اللعب. أما باقي المواد فهي ربما يفهمها المشجع العادي في المدرجات كرمية التماس وركلة الزاوية وركلة الجزاء وركلة المرمى. ولذلك أستطيع أن أضع للحكم ثلاث جمل، وهذه الجمل الثلاث قد تخدم الحكم بدرجة 80% في سرعة اتخاذ القرارات من خلال ربط كل حالة بما يتماشى معها في الجمل الثلاث، والجمل الثلاث هي المختصرة لمحتوى نص القانون وهي تمنح المساعدة السريعة والفورية على أرض الواقع في الملعب لتطبيق العقوبات التي تتماشى مع ما تعنيه الجمل الثلاث، ولا توجد حالة ليس لها علاقة بالجمل الثلاث وهي :1 الحفاظ على سلامة اللاعبين، 2 المخطئ يجب ألا يستفيد من خطئه في كل الأحوال، 3 إمتاع المشاهدين. وهذه كلها تتطلب ثقافة لدى الحكم لكيفية إخراج مباراة تنسجم مع هذه الجمل، خاصة أن هناك من يسأل ما المقصود بإمتاع المشاهدين، وهذا سؤال مهم جدا، فالإمتاع هو جزء من مسؤولية الحكم الذي يعتبر المخرج الأول لإنجاح المباراة بحيث يتيح فرص استمرارية اللعب، حسب تقديره لحالات ليس فيها تأثير أو ضرر لكلا الفريقين رغم أنها تعتبر خطأ، فلا يستدعي إيقاف اللعب حيث إن أكثر ما يفقد المشاهدين المتعة ويتسبب في الملل من قبل بعض الحكام كثرة الصافرة في المهم وغير المهم، مما يظهر الحكم في الملعب أكثر ما يظهر فيه اللاعبون، وهذا يتعارض مع المبدأ المعروف، بعدم إظهار الحكم لنفسه ما عدا الوقت الذي تحتاجه الحالة، ويبحث عنه المشاهدون، ولذلك المقصود من الإمتاع القدرة على فهم ما يمكن التنازل والتغاضي عنه من الأخطاء غير المؤثرة وغير المستفيد منها الآخر لأي فريق، سلبا أو إيجابا، وهذه تتطلب ثقافة وذكاء وممارسة للعبة وخبرة وفهما لدى الحكم، حيث إن هناك أخطاء لم تخلف ضررا ولا استفادة بسبب ضعف بعض الحكام في فهم هذه الفلسفة وهذه الثقافة وهذا الوعي مما يعرضهم إلى كثير من الرفض وعدم القبول.