أطلق في وقت مبكر من أمس الخميس سراح سجين المدينةالمنورة (سعيد فرحان) بعد أن قضى ستة وعشرين عاما خلف قضبان السجن. سعيد ابتسم له الحظ أخيرا بعد أن اتفق إخوته على التنازل عنه لوجه الله تعالى رافضين قبول المبالغ الطائلة التي عرضت عليهم والتي قدرت بأكثر من عشرة ملايين ريال، ولم يكتف الإخوة بذلك بل توجهوا جميعا إلى السجن لاستقبال أخيهم وتهنئته بالخروج من السجن، حيث اصطحبوه إلى المسجد النبوي الشريف للصلاة فيه كأول إطلالة له على الحياة الجديدة، وبعد ذلك توجهوا جميعا إلى منزل الأسرة حيث كان بانتظاره بناته وبنات إخوانه. (الرياض) عاشت لحظة الإفراج وتحدث الابن الأكبر للسجين السابق سجدي سعيد فرحان ل(الرياض) قائلا: لا تسعني الفرحة وأنا أتوجه للسجن هذه المرة لا لزيارة والدي كالمعتاد بل لأعيده لمنزله وعائلته التي حرم منها وحرموا منه أكثر من ربع قرن. وأضاف: أشكر أعمامي وعماتي وخالتي (والدة القتيل) على تنازلهم كما أشكر كل من سعى في التنازل أو حاول رأب الصدع الذي حدث للأسرة عقب مقتل عمي - رحمه الله -. كما تحدث ل (الرياض) نايف فرحان (أخو السجين) قائلا: أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في خروج (سعيد) من السجن بدءا بإخوتي ووالدة القتيل ثم أهل الخير من أصحاب السمو الأمراء أو الفضيلة أو الأعيان الذين تقدموا بجاههم وعرضوا أموالهم في سبيل العفو بعد أن قضى زمنا طويلا في السجن تدهورت فيه صحته وأضحى لا يستطيع المشي أو حتى قضاء حاجته دون مساعدة. وأضاف (نايف): لم يكن والدي - رحمه الله - قاسيا في تعامله مع (سعيد) كما يتخيل البعض، بل كان عطوفا جدا عليه، حيث رفض حكم القصاص و أكد على القاضي - وقتها - أن يبقى في السجن حتى يصلح حاله ويؤتمن جانبه، خوفا من أن تتمزق الأسرة بثارات بين الإخوة (أشقاء القتيل) من جهة و (أشقاء سعيد). وأضاف: و قد تأثرنا جميعا بتدهور صحة (سعيد) قبل عدة سنوات حيث أجريت له عملية قلب مفتوح في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ومن ثم أضحى عاجزا لا يستطيع الحركة، وقد خشينا أن يموت داخل السجن كل ذلك ساق جميع أبناء (فرحان) للتفكير بجدية في إخراجه من السجن ليعيش بين أبنائه ما تبقى له من عمر، و أنا متأكد لو كن والدي حيا لتنازل عنه وأخرجه من السجن. و عن معاملة الأعمام لأبناء السجين أكد (نايف) أن سجدي و إخوته عاشوا و تربوا عند أعمامهم ولم يؤخذوا بجريرة والدهم، وقد تزوجوا من بنات أعمامهم (بمن فيهم أحد أشقاء القتيل). وستقوم عائلة (فرحان) بإقامة حفل كبير في المدينةالمنورة بمناسبة خروج (سعيد) من السجن حيث وجهوا الدعوة لعدد من الوجهاء والأعيان لحضور المناسبة.