أكد الشاب سيف بن سالم آل خاطر المعفي عنه صباح أمس، في ساحة القصاص بأبها في حديث خاص ل «الشرق»، من داخل مكتب مدير شعبة السجن، أن الدموع نزلت من عينيه بغزارة وسجد في ساحة القصاص شكراً لله، بعد أن تقدم إليه ولي الدم (والد القتيل) قبل لحظات من تنفيذ القصاص قائلا: «عتق لي ولوالدي». وقال إنه أوصل رسالة إلى والد القتيل وصاحب الفضل الذي أعتق رقبته مفادها «أنا ابن لك بدلا عن ابنك، ومدين لك طوال حياتي». وأوضح القحطاني أنه قضى في السجن سبع سنوات، منها عام في دار الملاحظة وست سنوات في السجن، أتم فيها حفظ 17 جزءا من القرآن الكريم، إضافة إلى إكماله المرحلة الثانوية. وأضاف أنه سيخرج إلى والديه ليقوم ببرهم والمكوث تحت أجنحتهم، معربا عن شكره لذوي الدم وعلى رأسهم والد القتيل سعد بن عائض، وابنه نايف وأخوته، ووجه الشكر لكل من سعى في مساعي الصلح، لافتا إلى أنه ينتظر خروجه بعد أن قضى فترة محكوميته المتعلقة بالحق العام. وحضر مدير سجن أبها المقدم عبدالله الشهراني، لقاء «الشرق» بالسجين، وبارك له خروجه، متمنيا له حياة جديدة بعد السجن، وأن يكون عضوا فاعلا في مجتمعه. الشيخ محمد بن كدم : تنازلنا لوجه الله ثم إكراما للأسرة الحاكمة إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل الشيخ بن كدم يتحدث للزميل سعيد آل ميلس (تصوير: عبدالله الوائلي) طريب – سعيد آل ميلس تحدث شيخ قبيلة آل قريش محمد بن غرم بن كدم ل»الشرق» بعد إعتاقه وأفراد أسرته للجاني سيف بن سالم آل خاطر، حيث لعب الشيخ محمد بن كدم دورا كبيرا في الوساطة لدى أبناء عمومته، لتخليص الجاني من القصاص حتى اللحظات الأخيرة من إعتاقه. وأكد بن كدم أنه على مدى سبع سنوات والأمراء والوجهاء يترددون على أسرتنا لإعتاق الابن سالم بن خاطر، ولكن قدرة الله لم تكتب له العتق إلا قبل التنفيذ بلحظات، بعد أن اختار والده وأشقاؤه ماعند الله وتنازلوا لا يرجون غير ذلك. وقال إن صاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله زارنا، وطلب منا العفو عن الجاني، ولكن في تلك اللحظة أصر والده على القصاص، حينها توقف الأمير أمام رغبة والده. وأضاف في الشهرين الماضيين استدعينا لمكتب سمو أمير منطقة عسير، وطلب منا العفو عن الجاني، ولكن والده كان ملحا على القصاص، وكان للأمير موقف يشكر عليه، حيث قال إننا لن نقف في وجه إقامة شرع الله بأي شكل من الأشكال، ولكن هي وساطة خير لإعتاق رقبة مسلم، وإن أصريتم على تنفيذ حكم الشرع فلكم ما تريدون، ولن يمنعكم أحد، وطلب منا سمو الأمير مهلة شهرين ووافقنا على طلبه، حتى أتى هذا اليوم الموعود بالعتق، نسأل الله أن يجعلها في موازين حسنات والده وإخوانه وأن يجزي الجميع خير الجزاء. وعن لحظات ماقبل تنفيذ الحكم وأسرارها قال: لحظات صعبة، فالقتيل ابننا، ومن هو في ساحة القصاص بمثابة ابننا الآخر، وكانت لحظات حرجة، وتوسلنا لوالد القتيل وكان لنا ماطلبناه قبل تنفيذ الحكم بثواني، عندما اقترب من الجاني وتحدث معه ثم أعلن العفو أمام الحضور لوجه الله. والد المعفو عنه : شكرا آل سعود ولمشائخ الجنوب إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل والد سيف يتحدث للزميل سعيد آل ميلس (عدسة: عبدالله الوائلي) طريب – سعيد آل ميلس قال والد المعفو عنه سيف بن خاطر نحمد الله على منه وكرمه ونجاة فلذة كبدي من حد القصاص، وأقدم من الشكر أجزله لخادم الحرمين الشريفين وابنه الأمير تركي بن عبدالله وسمو أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد وعموم قبائل الجنوب والأستاذ ماجد بن ختله على وساطتهم كل هذه السنوات حتى كلل الله جهودهم بالعفو والتنازل من نسل الكرام الأجاويد الشيخ عائض بن سعد وكافة أسرة آل كدم. وأكد بن خاطر أن أسرته ترتبط بأسرة آل كدم بعلاقات وطيدة على مدى سنوات ولكن هذه العلاقة تأزمت بعد الحادث الأليم ونحن على أمل من الله أن تعود المياه إلى مجاريها بعد هذا الموقف النبيل. وقال إن دور الأمير تركي بن عبدالله كان مثاليا حيث زار أسرة آل كدم في منازلهم بطريب وطلب منهم العفو والصفح، ولكنه حينما لمس رغبتهم في القصاص توقف عندها. أعقبه وساطات من سمو أمير منطقة عسير، ولكن عائلة القتيل أصروا على القصاص حتى أتت الساعه التي اشتروا ماعند الله وأعتقوا ابني بعد أن كان أقرب للموت منه إلى الحياة. وعن آخر تواصل تم بينه وبين ابنه قبل الحكم قال: من أربعة أيام لم اتصل به ولم أتحدث معه لأني كنت أخشى أن أتأثر أوأن أؤثر عليه باتصالي وعدم تحملي للموقف، لكنني كنت على تواصل مع من هم حاضرون في الساحة، والذين بشروني بعفو أحبتي أسرة آل كدم عنه، وأسأل الله أن يبدل أحزانهم إلى أفراح لما بعثوه فينا وفي نفوس الجميع من تباشير الفرح. وعن والدة سيف وكيف تلقت النبأ قال: منظر لايوصف فهناك من سقط مغشيا عليه من الفرح وأمه انهارت وهي تبكي وتلهج بالدعاء لأسرة آل كدم بأن يحرم الله وجوههم على النار كما أعادوا لها فلذة كبدها سيف.