من مهد الذهب كانت الانطلاقة نحو عالم جديد لسجين المدينة (سعيد فرحان) الذي عاش خلف القضبان نحو 26سنة نتيجة قتل أخيه في عام 1403ه، اجتمع الاخوة في ليلة (الفرج) تباحثوا موضوع أخيهم فقرروا في نصف ساعة فقط أن يتنازلوا عنه لوجه الله تعالى. يقول نايف فرحان الأخ غير الشقيق لسعيد: اتفقنا هاتفياً على اجتماع سري يضم أبناء فرحان وأبناء السجين فقط وذلك في استراحة في المهد فانطلق كل واحد منا من عدة مناطق لنجتمع جميعا دون استثناء ودون تدخل أحد في قضيتنا لنقرر العفو عن سعيد دون أي مقابل، بعدها توجهنا الى المدينةالمنورة لنصل في الساعة الثانية ليلاً في انتظار الصباح وما أن صلينا الفجر حتى اجتمعنا مرة أخرى من أجل زيارة سعيد في سجنه وبالفعل توجهنا جميعا لمقابلة مدير السجن الذي سهل لنا زيارته فكان أن قابلناه وأبدى لنا أسفه الكبير على ما فعله وأنه نادم ويرجو عفو ربه. ويضيف نايف يقول: توجهنا بعد ذلك الى رئيس المحكمة في المدينةالمنورة وسجلنا تنازلنا عن القضية، فكانت كلمات الشيخ رئيس المحكمة فيها خير كثير وتوجيه سليم وحكم ومواعظ يستفاد منها، وقبل خروجنا وعدنا الشيخ بخروجه يوم غد السبت أو الأحد كحد أقصى بعد تنازل والدة القتيل في محكمة جدة حيث تسكن الأم هناك، وللمعلومية فإن والدة أخي القتيل لا تريد شيئا من (سعيد). تنازلت لوجه الله تعالى وترغب في الأجر والثواب. ويضيف نايف: رفضنا التدخل في القضية ورفضنا المال حتى أنه عرض علينا من شخصية كبيرة عن طريق ابن السجين (طلال) مبلغ (عشرة ملايين ريال) من أجل التنازل ورفضنا ذلك بحجة أن العفو ناتج عن قناعة ورغبة في الأجر والثواب. ويختتم نايف حديثه قائلاً: نحن نقدر من تحدث معنا في السابق عن موضوع أخينا ونشكرهم كثيراً وهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز والأميرة الجوهرة البراهيم. وكانت "الرياض" قد نشرت قضية السجين سعيد فرحان قبل عام حيث زارت سعيد فرحان في سجنه وأجرت معه حواراً مطولاً تحدث فيه عن معاناته من مرضه وطول بقائه في السجن وندمه على ما بدر منه. وسعيد فرحان الذي تجاوز عمره 60سنة قد دخل السجن في قضية قتل أخيه قبل 26سنة حيث تنازل والده عن القصاص بشرط بقائه في السجن حتى يؤتمن جانبه، وبعد وفاة والده تدهورت حالته كثيرا وأصيب بثلاث جلطات في القلب ليصاب بعدها بالشلل ويبقى حبيس كرسي متحرك داخل سجن محكم الاقفال، كما يعاني من تشوه في قدمه بعد كسر تعرض له في السجن، وللسجين (سعيد) ابنة تعاني من فشل كلوي عانت منه كثيرا وكانت دائما تزوره غير أنها انقطعت عنه بسبب مرضها.