تحظى منطقة تبوك بمقومات طبيعية تؤهلها لتصبح أحد أهم الوجهات السياحية في المملكة، مثل توافر الطبيعة الصحراوية الخلابة ، والشواطئ الجميلة، ومعالم التراث الثقافي المميز. ويمكن للسياحة إذا طُورت على نحو منظم ومتكامل ومستدام، الإسهام بشكل فعّال في اقتصاد منطقة تبوك من خلال زيادة الدخل، وتوفير فرص العمل للمواطنين، إضافة إلى إسهامها في حماية البيئة والتراث الثقافي للمنطقة، والمحافظة عليه ويقدر عدد زوار منطقة تبوك سنويا بحوالي (735) ألف زائر مرشح هذا العدد للزيادة بسبب اكتشاف الزوار للجمال الطبيعي في المنطقة وان هناك أماكن يمكن التمتع بزيارتها خلال الفصول الأربعة من السنة. الاستراتجية السياحية للمنطقة أعدت إستراتيجية التنمية السياحية في تبوك ضمن إطار مشروع تنمية السياحة الوطنية الذي أنجز الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية التي تمتد لعشرين عاماً، والخطة التنفيذية الخمسية للمرحلة الأولى من التنمية (مرحلة العناية المركزة). وتتبع الاستراتيجية عملية منظمة من المسح والتحليل وصياغة السياسات، وإعداد التوصيات حول تطوير المنتج والتسويق له، والعوامل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية والمؤسسية وغير ذلك. وتلخص الفقرات التالية النتائج والتوصيات الرئيسة للخطة توجت هذه الاستراجية بتوقيع اتفاقية بين إمارة منطقة تبوك والهيئة العلياء للسياحة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أمين عام الهيئة العلياء للسياحة. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك خلال لقائه برجال الأعمال بالمنطقة مؤخرا أنه تم خلال السنوات الماضية العمل علي تأسيس البنية التحتية والعمل علي اكتمالها مؤكدا سموه أن إمكانيات المنطقة المتعددة والمتنوعة تجعلها حاضرة في المشروعات الاستثمارية وخاصة السياحة. ميزات المنطقة تتمتع المنطقة، على امتداد شواطئ خليج العقبة والبحر الأحمر، بأهم عناصر الجذب السياحي والمتمثلة في الشواطئ الممتدة، والبيئة البحرية الخلابة، والجزر الممتازة لممارسة الغوص، والرياضة المائية. وقترحت الهيئة إنشاء محميتين بحريتين لحماية هذه الموارد الممتدة على الشريط الساحلي. تتوفر بالمنطقة الأراضي الداخلية، والمواقع الطبيعية المميزة التي تتمثل في التلال والجبال ذات التكوينات الصخرية الخلابة، فرصاً رائعة للتجول ومشاهدة المعالم السياحية، وممارسة الرياضة الصحراوية. واختيرت عدة مناطق كمحميات قائمة أو مقترحة، تشمل الأجزاء الشمالية الغربية، من منطقة الزيتة التي يشكل وادي رم الشهير في الأردن (الذي يطلق عليه وادي القمر) الامتداد الطبيعي لها، كما توجد بالمنطقة أودية ذات مناظر خلابة وتجري فيها العيون طول العام لترسم جداول المياه المتسللة بين الأشجار لوحة فنية من الجمال الطبيعي الخلاب ومن هذه الأودية وادي داما وغمرة وانقد ومدان. تشمل المنطقة على معالم التراث الثقافي المواقع الأثرية البابلية والنبطية وغيرها، إضافة إلى العديد من القلاع والحصون وطرق الحج والتجارة التاريخية، وسكة الحديد ومحطات طريق الحجاز الشهير. كما توجد بالمنطقة مواقع مهمة للتراث العمراني، والأحياء التاريخية في المدن والقرى، ومثال ذلك حي الوجه التاريخي الكبير الذي يحظى بعناية جيدة. كما تتوافر في المنطقة الحِرَف اليدوية، وفنون الأدب والشعر، وأنماط الفنون الشعبية، والمطبخ الشعبي، والأنماط الهندسية التقليدية، وبناء السفن. ويوجد بالمنطقة ناديا أدبيا وفرعا للجمعية السعودية للثقافة والفنون ويطالب عدد من المثقفين ضرورة المزج بين الإرث الثقافي للمنطقة وعناصر التطور الحديثة لرسم صورة ثقافية وتراثية تكون عامل مساعد لدعم قطاع السياحة. الزيارات السياحية لمنطقة تبوك تستقبل منطقة تبوك حوالي (745) ألف سائح داخلي سنوياً، حسب تقدير الهيئة العليا للسياحة ويأتي حوالي نصف هذا العدد لغرض الترفيه والتسوق (48%)، بينما يأتي حوالي (33%) لغرض زيارة الأصدقاء والأقارب. وتُعد مدة الإقامة قصيرة نسبياً مقارنة بالوجهات الأخرى، حيث يبقى أكثر من ثلاثة أرباع الزوار في المنطقة لأقل من أسبوع، وتبقى نسبة كبيرة (42%) في مرافق إيواء خاصة، في حين يقيم (30%) في الفنادق، و(21%) في الشقق المفروشة. ولا تتوافر الإحصاءات التي تشير إلى الزوار الدوليين، بخلاف إشارة مسئولو الفنادق إلى أن حوالي (30%) من النزلاء من غير المواطنين، وينتمي العديد منهم لفئة رجال الأعمال من المقيمين. وتُعد مدينتا تبوك وحقل الوجهتين الرئيستين في المنطقة. بناءً على مسح أعدته الهيئة العليا للسياحة عبّر زوار المنطقة عن رضاهم الكبير عن الزيارة؛ حيث قيم (96%) من الزوار الذين قضوا أكثر من ليلة في المنطقة زيارتهم بين ممتازة وجيدة، كما أشار معظمهم إلى رغبتهم في تكرار الزيارة. وكان المناخ والشواطئ والبيئة المساعدة على الاسترخاء محط اهتمام وتقدير الزوار. وعلى الرغم من ذلك فقد ذكر البعض أن نظافة الشواطئ، ودورات المياه، ومنافذ الدخول، ووسائل الترفيه وخاصة للأطفال من الأمور التي تستدعي الاهتمام والتحسين. القوى العاملة في السياحة يقدر التوظيف الكلي في قطاع السياحة في منطقة تبوك (شاملاً قطاع المطاعم والمأكولات السريعة) بما يزيد على (5) آلاف موظف، (650) منهم مواطنين؛ حيث يوظف قطاع الفنادق والشقق المفروشة حوالي (400) موظف، منهم (90) مواطناً، ويوظف قطاع وكالات السفر (65) موظفاً (9) فقط منهم مواطنين، ويوظف قطاع المطاعم والوجبات السريعة العدد الكثير منهم. وتعتبر الجهات المقدمة للخدمة من أهم أماكن التوظيف في العصر الحالي ولذا فإنه أصبح من الضروري توجيه عدد من طالبي العمل للقطاع السياحي الذي يحتاج إلي موارد بشرية مؤهلة ومدربة للقيام به حيث أصبحت الخدمات السياحية تجذب عدد كبير من الشباب.