تقع منطقة المدينةالمنورة في شمال غرب المملكة ويمتد ساحل المدينةالمنورة لمسافة "200 " كيلو متر على البحر الأحمر وتحدها منطقة تبوك من الشمال وحائل والقصيم والرياض من الشرق ومنطقة مكةالمكرمة من الجنوب وتتشكل جغرافية المنطقة من السهول الساحلية والهضاب المنخفضة والأودية . وتغطي الحرات البركانية التي يهتم السياح عادة بمميزاتها الجيولوجية جزءاً كبيراً من المنطقة وتمتد جبال الحجاز في المنطقة الوسطى من الشمال إلى الجنوب لأكثر من "300 " كيلو متراً ويتراوح متوسط ارتفاعها ما بين ألف وألفي متر ويبلغ عدد سكان المنطقة " 5 ,1 " مليون نسمة حسب إحصاءات 1425ه 2004م . وأظهر تقرير لهيئة السياحة بالمدينةالمنورة نقلته وكالة الأنباء السعودية أن الاقتصاد في منطقة المدينةالمنورة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياحة من ناحية أداء الشعائر الدينية حيث يفد إليها سنوياً حوالي " 9 " ملايين زائر ويوجد فيها " 45 " فندقاً تحوي " 10 " آلاف غرفة . وتشتهر المدينةالمنورة بإنتاج الأنواع المختلفة من التمور التي تعد من أهم المنتجات الزراعية فيها وتبرز التنمية الصناعية في مدينة ينبع الصناعية التي أسستها الهيئة الملكية للجبيل وينبع كما يعتمد اقتصاد المنطقة أيضاً على التجارة وصيد الأسماك . وعد التقرير استراتيجية تنمية السياحة في منطقة المدينةالمنورة التي أبرزتها الهيئة العليا للسياحة اسهاماً من الهيئة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثقافية في سياق أهداف التنمية السياحية الوطنية المرتكزة على تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية إقليمية متوازنة وتوفير فرص التوظيف والعمل للمواطنين حيث أعدت الاستراتيجية ضمن إطار مشروع تنمية السياحة الوطنية وهي استراتيجية تمتد إلى " 20 " عاماً حتى العام 1445ه الموافق 2023م . وأبرزت الخطة الاستراتيجية خطة عمل خمسية للمرحلة الأولى من التنمية تسير وفق عملية منظمة ومتتابعة من المسح والتحليل وصياغة استراتيجية التنمية السياحية الإقليمية وإعداد التوصيات الخاصة بكافة نواحي التنمية السياحية وتحديد أساليب التنفيذ ويتضمن هذا التقرير النتائج والتوصيات الأساسية الخاصة بالإستراتيجية . وتتمثل الرؤية والأهداف الاستراتيجية للتنمية السياحية بمنطقة المدينةالمنورة بجعل المنطقة وجهة سياحية رئيسة في المملكة وتعزيز وضعها وجهة دينية ذات أهمية عالمية وتطوير أنماط سياحية رئيسة أخرى تتسم بالاستدامة والانسجام مع القيم الإسلامية والطابع الثقافي والبيئي والتراثي للمنطقة . وتشتمل المهمة الخاصة بالتنمية السياحية في المنطقة بتوفير قطاع سياحي متنوع يستند إلى مجموعة كبيرة من المنتجات السياحية والأسواق السياحية ذات الصلة في المنطقة وتطوير النشاطات السياحية المرتبطة بالمواقع الإسلامية وتنمية السياحة المرتكزة على التراث والثقافة والبحار والشواطئ والموارد الطبيعية . وتتمثل الأهداف الاستراتيجية حسب التقرير في ربط أهداف التنمية السياحية بالفرص الاقتصادية المجدية التي تعود بالنفع على المجتمعات المحلية وتطوير المنتج السياحي والترويج للأسواق السياحية وإدارة الاثار البيئية والاجتماعية والثقافية وتحسين الجودة البيئية وتطوير هياكل مؤسسية فعالة والتغلب على معوقات التنمية . وفي مجال الموارد السياحية أشار التقرير إلى أن منطقة المدينةالمنورة تزخر بتراث ثقافي غني وخاصة المدينةالمنورة نفسها التي تحظى بأهمية عالمية نظراً لتوفر المواقع الإسلامية بها وفي مقدمتها المسجد النبوي الشريف وبعض المساجد الأخرى ذات الأهمية التاريخية وهناك مواقع أثرية وتاريخية مهمة أخرى تتركز في منطقة العلا و توجد مدائن صالح التي تعود إلى الدولة النبطية ومواقع الخريبة التي تعود إلى الدولة الدادانية واللحيانية بالإضافة إلى بقايا المدن الإسلامية في العلا ومحطة سكة حديد الحجاز وإدراج مدائن صالح ضمن قائمة مواقع التراث العالمي مؤخراً وبشكل عام تعد العلا أهم مناطق التراث الثقافي في المملكة. كما توجد في المنطقة العديد من الآثار المهمة في خيبر والمدن التاريخية والأحياء الحضرية والعديد من الطرق التجارية والتاريخية المهمة مثل طرق الحج إضافة إلى بعض المتاحف والحرف اليدوية و غيرها من عناصر التراث غير المادي التي تميز المنطقة . وتتوافر في منطقة المدينةالمنورة الشواطئ الجميلة وموارد الحياة البحرية المميزة المناسبة للترفيه والرياضات المائية كالغوص في منطقتي ينبع والرايس كما تتمتع المنطقة بمواقع طبيعية جميلة وحياة برية متنوعة كما تم إنشاء مدينة صناعية جديدة في ينبع . ويضم قطاع الفنادق في المدينةالمنورة حسب سرد التقرير إلى تواجد " 41 " فندقاً تضم حوالي " 9500 " غرفة يوجد منها "600 " غرفة في ينبع وأكثر من " 100 " غرفة في العلا إضافة إلى وجود العديد من المجمعات السكنية للشقق المفروشة وبيتين للشباب ويوجد في المنطقة " 54 " وكالة سفر إلى جانب " 219 " وكالة لتقديم خدمات العمرة كما يوجد في منطقة المدينةالمنورة "800 " مطعم إضافة إلى "54 " وكالة لتأجير السيارات والعديد من المرافق الأخرى مثل الحدائق والمرافق الرياضية والحدائق الحضرية والطبيعية . ويشير المخطط الهيكلي للسياحة إلى ارتباط منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة مع بقية مناطق المملكة بعلاقات تنموية سياحية وطيدة خاصة فيما يتعلق بالسياحة المرتبطة بالمواقع الإسلامية حيث تجذب سياحة التراث والثقافة وسياحة البحار والشواطئ العديد من الزوار من بقية مناطق المملكة كما يأتي بعض السياح من الدول المجاورة لزيارة المواقع الأثرية في المدينةالمنورة والمناطق الأخرى الواقعة شمال غرب المملكة . وأرجع التقرير تركيز سياسة واستراتيجية التنمية السياحية في المنطقة على تنوع المنتجات والأسواق السياحية مع تنمية السياحة المرتبطة بالمواقع الإسلامية وتطوير سياحة التراث والثقافة وسياحة البحار والشواطئ كما تركز الاستراتيجية بصورة خاصة على تطوير وإيضاح مرافق الزوار في مواقع التراث الثقافي ومعالم التراث غير المادي وحماية البيئة البحرية والساحلية والمحافظة عليها وتطوير المنتجعات والنشاطات البحرية والشاطئية . وأبان التقرير أنه يجري العمل حالياً على تطوير السياحة البيئية في العديد من المواقع الطبيعية الخلابة والحياة الفطرية المرتبطة بها وتحسين الدخول والتنقل فيما بين المواقع السياحية وتركز الاستراتيجية كذلك على تحسين الجودة البيئية مع تطوير هياكل مؤسسية فعالة للسياحة في المنطقة وتم تحديد خمس مناطق للتنمية السياحية في المنطقة وهي المدينةالمنورة والعلا وينبع والرايس وبدر وخيبر وتم تحديد العديد من المواقع السياحية خارج مناطق التنمية السياحية وتندرج مناطق التنمية السياحية في المدينةالمنورة والعلا وينبع إلى جانب موقع غزوة بدر في مقدمة المناطق التي ستحظى بالتنمية على المدى القريب . كما أظهر التقرير خطة عمل الهيئة العليا للسياحة والتي بدأ بها العمل لإعداد خطة التنمية السياحية وإدارة المناطق الساحلية للبحر الأحمر وذلك كمرحلة أولية ترمي إلى تأسيس وجهات سياحية مترابطة على البحر الأحمر وتهدف من تنفيذها بالشراكة مع عدد من الجهات ذات العلاقة إلى الاستفادة من بعض الموانئ التاريخية في التنمية السياحية واستثمار المقومات البيئية والثقافية والبنية التحتية والظهير الجغرافي على امتداد محور البحر الأحمر السياحي وربطها مع بعضها البعض لتشكل منظومة سياحية متكاملة خلال المرحلة القادمة . وأعدت الهيئة العليا للسياحة توصيات عامة لتطوير وتحسين المنتجات السياحية في المنطقة أبرزها التقرير شملت مشروع المساجد التاريخية شاملة المسجد النبوي الشريف ومسجد القبلتين ومسجد قباء ومسجد الجمعة ومشروع مواقع الغزوات التاريخية لتحسين مواقع الغزوات المرتبطة بالرسول صلى الله عليه وسلم في بدر وجبل أحد والخندق وإعادة تأهيل الأحياء التاريخية شاملة العلا وأحد وخيبر وينبع القديمة ومشروع سكة حديد الحجاز مع إعادة تأهيل وتطوير بعض المتاحف .كما شملت التوصيات العامة تطوير الحرف اليدوية في المنطقة والتدريب عليها وإعادة تأهيل الأسواق الشعبية والمهرجانات والمناسبات الخاصة المتعددة وبرنامج الرياضات الصحراوية والمتاحف وإدارة المنطقة الساحلية وتحديد المتنزهات والمحميات البحرية والساحلية واختيار وتطوير المواقع الطبيعية وتحويلها إلى حدائق ومحميات وتحديد وحماية وتطوير مرافق الزوار والطرق التاريخية . واعتمدت الاستراتيجية حسب التقرير على تطوير المنتجات في مناطق التنمية السياحية ويشمل في منطقة المدينةالمنورة تطوير الفنادق في المنطقة الوسطى وترميم المباني التقليدية في المنطقة التراثية وتطوير مركزين ثانويين وتحويلهما إلى فنادق تقع خارج المنطقة الوسطى وتطوير وإقامة خط حديد مفرد بعد أن ثبتت جدواه لخدمة المنطقة الوسطى من المطار والمناطق الأخرى في المدينة وتطوير عدة متاحف وتطوير مجمعات كبيرة للمؤتمرات والأغراض التجارية والترفيهية قرب المطار وتحسين تصاميم الشوارع وتنظيم درب السيرة لربط المواقع التاريخية وتطوير مرافق ترفيه الزوار في متنزهات الفقرة والبيضاء ووادي العاقول وإعداد خطة للتنمية السياحية الشاملة بالمدينةالمنورة في المستقبل القريب لتوجيه المشروعات التنموية . ولفت التقرير إلى خطة منطقة التنمية السياحية في محافظة العلا حيث وافقت الخطة إلى تحديد المنطقة بأكملها متنزهاً وطنياً للتراث الثقافي وتطبيق معايير الحماية والمحافظة والتعريف بمرافق الزوار في مواقع مدائن صالح الأثرية والمباني التابعة لمحطة سكة حديد الحجاز والقلعة الإسلامية وتطبيق معايير الحماية والمحافظة والتعريف بمرافق الزوار في موقع الخريبة الأثري وتجديد أجزاء من العلا القديمة وتأهيلها لإعادة استخدام بعض المباني المرممة مرافق سياحية وإكمال مطل شفا حرة عويرض وتطوير متنزه شرعان والعديد من المناطق الأخرى الصغيرة وتنظيم منطقة وبرنامج للرياضات الصحراوية وتطوير الفنادق ومرافق السياح الأخرى وإعداد خطة للتنمية السياحية المتكاملة لمنطقة العلا في المستقبل القريب لتوجيه التنمية السياحية . وتضم منطقة التنمية السياحية أيضاً في ينبع تطوير المنتجعات البحرية والشاطئية وتشغيل النشاطات البحرية مثل الرياضات المائية والغوص وتحديد مناطق ساحلية وشاطئية معينة للحماية والمحافظة مثل أماكن تعشيش السلاحف والطيور وترميم حي الصور التاريخي وتأهيله لإعادة استخدام بعض مبانيه مرافق سياحية وتطوير متحف للحياة البحرية على مستوى عالي وتطوير مرافق التعريف والزوار في شاطئ الجكر والهوارة .ويشمل تطوير منطقة التنمية السياحية في مركز الرايس ومحافظة بدر على تطوير المنتجعات الشاطئية والبحرية وتطوير مرافق الزوار والتعريف في موقع غزوة بدر واستكشاف موقع الجار الأثري وتزويده بالإيضاحات ومرافق الزوار الأخرى وإعداد خطة مفصلة للتنمية المتكاملة لمنتجعات الرايس قبل البدء بأي تطويرات. وتضم خطة التنمية السياحية في محافظة خيبر على المحافظة على البقايا والآثار وفق خطة الحماية التي سيتم إعدادها في المستقبل وتطوير مرافق التعريف والزوار وتنمية المرافق السكنية للاستجابة للطلب المتوقع في المستقبل كما يتعين وضع معايير الحماية والمحافظة للمواقع السياحية الواقعة خارج مناطق التنمية السياحية وكذلك الأمر بالنسبة لمرافق التعريف والزوار .