رفع مجلس الشورى في مستهل أعمال جلسته العادية الثامنة والستين من الدورة الرابعة للسنة الثالثة والتي عقدت أمس الأحد برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظهما الله - نظير ما صدر عن مجلس الوزراء في الجلسة التي عقدها الاثنين الماضي التاسع عشر من شهر محرم الجاري، من قرارات مهمة تتعلق بقوت المواطنين في هذا الوطن، وتتلمس أمر التخفيف عليهم، كما تسعى لمعالجة التضخم في أسعار السلع. جاء ذلك في بيان تلاه معالي رئيس المجلس ورد فيه: "يسر المجلس في مستهل هذه الجلسة أن يرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظهما الله - الشكر والتقدير على ما صدر خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت يوم الاثنين الماضي، من قرارات مهمة دافعها التفاعل مع المواطن وهمه المعيشي ورفاهه"، مضيفاً "ان رعاية أمر المواطنين والتخفيف عليهم ومعالجة التضخم في أسعار السلع من أهم اهتمامات الدولة ومهماتها مما له علاقة مباشرة بقوت المواطن، وجاءت تلك القرارات مستهدفة هذه القضايا، وما من شك أن قرار صرف بدل غلاء المعيشة التراكمي وتحمل الدولة ل 50% من رسوم الموانئ ورسوم بعض الوثائق الرسمية وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي بنسبة 10% وبقية القرارات المصاحبة يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله على تحقيق رفاهية المواطن من منطلقات وطنية واقتصادية متعمقة وتيسير سبل العيش الكريم له، عبر قرارات حكيمة مدروسة تتواءم مع ارتفاع معدلات تكاليف المعيشة". وأبان معالي الرئيس ابن حميد "يرى المجلس أهمية استثمار المواطن لتلك القرارات بالتجاوب معها بشكل يفعّل من جدواها الاقتصادي كما يقع على عاتق الجهات التنفيذية المكلفة بترجمة تلك القرارات والتوصيات على أرض الواقع دور أساس في تفعيل هذه القرارات ومن ذلك متابعة الحملات الإعلامية التي كلف القرار بها وزارة الثقافة والإعلام، والتي نأمل منها أن تساعد المواطن على اتخاذ قراراته المناسبة سواء في اختيار السلع المناسبة أو توقيت شرائها". ثم رحب معالي الرئيس بوزير الثقافة والإعلام قائلاً: "إنه أمام مسؤوليات وزارة الثقافة والإعلام الكثيرة أعانها الله يسعدني أن يكون معنا في هذه الجلسة معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني لاستكمال مناقشة التقارير السنوية للوزارة للأعوام المالية 1424- 1425ه - 1426/1425ه( - 1427/2426ه، ولطرح استفساراتكم المباشرة على معاليه، حيث لا يسع المجلس في هذا المقام إلا أن يؤكد على الشركة الهادفة بين مؤسسات الدولة وقطاعاتها والتي يوليها المقام الكريم كل العناية والدعم لما فيه خير وصالح المواطن في بلادنا". وأكد معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أن مجلس الشورى دأب على استضافة العديد من كبار المسؤولين في الدولة للوقوف معهم على ما تقوم به أجهزتهم، مشيراً إلى استماعهم ايضاً لملحوظات الأعضاء حول أداء قطاعاتهم ليجيبون على أسئلتهم واستفساراتهم، في أجواء همها الوطن ومصلحة المواطن. وأوضح أن ما من شك أن أهمية الإعلام تتجلى في كونه الأداة الأبرز في الاتصال والتواصل مع المواطن ويتضح ذلك في الدور الذي يقوم به في التوجيه والتطوير الاجتماعي، فعن طريق التثقيف - كوظيفة أساسية لوسائل الإعلام - يكتسب الأفراد ويطورون كل ما يرتبط بثقافتهم من عادات وتقاليد وحتى لغة التخاطب والأدوات الثقافية الأخرى وأنماط السلوك وأساليب العيش والحياة، مستطرداً أنه بالإضافة إلى ذلك يقوم الإعلام بدور رئيس في التنمية الشاملة التي تنتظم مجالات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وغيرها، مما يرقى بالإعلام ليحتل دور الشريك في التطوير التنموي وعملية التنمية الشاملة والمستدامة حيث يقوم بتحريك الفعاليات المختلفة الحكومية وغيرها لحشد طاقاتها وتوجيهها لإنجاح خطط التنمية. وأوضح ان وزارة الإعلام كتاب مفتوح وعمل منشور ونشاط مبذول يراه الجميع وتتأثر به الكافة، والوزارة بحكم طبيعة عملها هذا تتلقى من وجهات النظر والرؤى ذات الوجاهة بل انها في موقعها عرضة للنقد والخطأ والصواب، مما تحتاج معه الوزارة إلى أن تضع ذلك كله محط اهتمامها وعنايتها، مع حسن الاستماع وقبول النقد والاحتفاء بالملاحظات وتفهم الطروحات، بل ان ذلك هو الميدان والمجال الذي يتجلى فيه الرأى والرأي الآخر والصدر الرحب الذي يقبل الوطن في كل طروحاته مقترنة ومنضبطة بثوابتنا وقيمنا الإسلامية وتقاليدنا الحسنة المرعية، مشددا ان هذه الأهمية التي يضطلع بها الإعلام جاءت دافعاً للمجلس أن يخص تقرير وزارة الثقافة والإعلام بمزيد من العناية والدراسة مثمنا لمعالي الوزير حضوره. في المقابل شكر معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد بن امين مدني الفرصة التي اتيحت له للمثول امام مجلس الشورى متمنيا سعة الوقت لمزيد من الحوار والنقاش مع اعضاء المجلس داعيا المجلس الى فكرة دعوة المسؤولين والوزراء للحضور امام المجلس لأكثر من مرة خلال العام من اجل مزيد من الحوار والنقاش وليس لمناقشة التقارير السنوية التي تقدمها وزارة الثقافة والإعلام أو غيرها من الجهات. وارتجل معالي وزير الثقافة والإعلام في البداية كلمة امام المجلس اوجز خلالها الحديث عن منجزات الوزارة والمهام والأدوار التي تضطلع بها وذلك في ظل خضوع تلك المهام والأدوار الاعلامية لأطر عديدة منها ارتباط الإعلام بالبيئة التي يكون فيها وخاصة ما يرتبط بشريعتنا الغراء، والمتغيرات العالمية والدولية المرتبطة بالاتفاقيات والمواثيق الدولية، بجانب اطار المجتمع والقيم والمبادئ، اضافة الى الأداء الإعلامي للوزارة في ظل سياسة إعلامية عليا، والتشريعات والأنظمة التي تضعها الوزارة وتعمل من خلالها، الأمر الذي لابد ان يؤخذ في الاعتبار كاشفا عن مهمات قطاعات وزارة الثقافة والإعلام والمشروعات التي تتطلع لرؤية النور قريبا منها ما يخص القطاع التلفزيوني حيث ينتظر اطلاق قناة خامسة لنقل وقائع جلسات مجلس الشورى وجلسات المجالس البلدية في مختلف مناطق المملكة ولازالت محل اجتهاد ودراسة في الوزارة كما أشار الى ان هناك قطاعات اخرى عاملة بالوزارة مثل قطاع الثقافة وقطاع العلاقات الثقافي الخارجية. وأكد الأستاذ اياد مدني انهم ساعون في وزارة الثقافة والإعلام نحو الاجتهاد في اداء العمل كمنظومة واحدة وفريق واحد بشكل يقوم على الدعم والتحفيز، كما أنهم ساعون الى أن يكون بالمملكة العربية السعودية هامش إعلامي يحقق الإبداع. في غضون ذلك علق معالي رئيس مجلس الشورى على حديث معالي الوزير ردا على ما استهل به حديثه بدعوة المجلس الى فكرة حضور المسؤولين لأكثر من مرة في السنة وليس لمرة واحدة لتتم مناقشة التقارير السنوية، قائلا "المجلس حينما يرى الحاجة لحضور المسؤولين والوزراء فإنهم يطلبهم كما أن اللجان بالمجلس تدعو المسؤولين ايضا متى ما دعت الحاجة وهذا بلاشك قناة مهمة من قنوات التواصل". وأوضح معالي الوزير خلال إجاباته وايضاحاته على مداخلات أعضاء مجلس الشورى على نقاط عدة منها معرض الكتاب الذي نظمته الوزارة أخيرا ومن كونه حوى عددا من الكتب الممنوعة حتى في أغلب المعارض الدولية، أوضح أن الوزارة رأت مشاركة معظم الجهات ذات العلاقة مثل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها كما أنها سمحت بفتح الباب لاستقبال الملاحظات من الجهات المتواجدة بالمعرض لتكون بمثابة الناقد لكل ما يعرض، ونعتقد أنه لا يمكن لأي جهاز في العالم أن ينجح بكل المقاييس دون أن يخفق في بعض الأمور وما وصلنا عن معرض الكتاب هو أنه ناجح بشكل كبير، وعن كون بعض المضامين الموجهة للشباب لا تتفق مع السياسة الإعلامية للمملكة أجاب أن القنوات والوسائل الإعلامية التابعة للوزارة تخاطب الجميع وموجهة للجميع بمختلف الفئات. وحول الأندية الأدبية والاهتمام بها وامكانية تحويلها الى مؤسسات، وعن ازدواجية الصلاحيات وتنازعها بين الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون بحيث لا يمكن تصنيف المسرح لأي من الجهتين، وكذلك عن دور المرأة في تلك الأندية، رد معاليه اننا في الوزارة لا نملك عصا سحرية لإحداث تغيير جذري فيما يتعلق بالأندية الأدبية وتبديل وضعها نظراً لتعدد التيارات فمنها من يرى أنه على حق في حين الآخر يرى أيضا انه على حق، ولكن على الرغم من ذلك فإن الوضع يشهد تحسناً كبيراً فالوزارة حرصت على وجود الأندية الأدبية خاصة في المراكز الرئيسية كالمدن الكبرى، كما حرصت على فتح أبواب التعاون بحيث تتكامل الجهود كما أن الوزارة شكلت لجاناً نسائية بتلك المراكز وبهذا فإن للجانب النسائي دورا، اضافة الى جمعية الثقافة والفنون لا تنازع أحدا على صلاحياته بل إن هناك تعاوناً وتكاملاً في الجهود المبذولة بينها وبين الأندية الأدبية.