السعودية: نستنكر الانتهاكات الإسرائيلية واقتحام باحة المسجد الأقصى والتوغل جنوب سورية    الجيش اللبناني يتهم الاحتلال الإسرائيلي بخرق الاتفاق والتوغل في مناطق جنوب البلاد    استبعاد ياسر الشهراني من معسكر الأخضر في الكويت للإصابة    مانشستر سيتي يواصل الترنح ويتعادل مع ضيفه إيفرتون    أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة عالمية لبناء مستقبل أكثر استدامة    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من الرئيس الروسي    «الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    السعودية وكأس العالم    أفغانستان: 46 قتيلاً في قصف باكستاني لمخابئ مسلحين    المملكة ترحب بالعالم    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    وطن الأفراح    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    %91 غير مصابين بالقلق    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعم المليك للأندية الأدبية.. طموحات المثقفين تتجاوز أسوار “شح الإمكانات”

استقبل الوسط الثقافي والأدبي قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- والقاضي بتخصيص مبلغ 10 ملايين ريال لدعم كل نادٍ أدبي، بالكثير من البشر والترحاب والتفاؤل، مشيرين إلى أن هذا الدعم خير دليل على ما تحظى به الثقافة من اهتمام متعاظم من قبل الملك عبدالله، مؤكدين أن الدعم المرصود من شأنه أن يعود بالنفع والفائدة على مسيرة الثقافة في البلاد أيضًا، ويقفز بها قفزات هائلة في طريق التقدم والرقي الثقافي الذي يشهده العالم، آملين أن يتم استثمار هذا الدعم في عدد من المجالات المهمة، وفي مقدمتها بناء مقار للأندية الأدبية، وتحقيق حلم المراكز الثقافية.. مؤكدين في الوقت نفسه أن هذا الدعم يلقي بالتبعة على المسؤولين في الأندية الأدبية، بما يحملهم مسؤولية تقديم برامج ثقافية ومنجزات أدبية تتناسب وحجم هذا الدعم، ولن يكون في مقدور هذه الأندية تحقيق ذلك إلا بوضع خطة واضحة ومرسومة لكيفية إنفاق هذا الدعم بالصورة المثلى..
فرحة المثقفين بعودة خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن سليمًا معافى، سبقت حديث المشاركين في هذا الاستطلاع حول أثر هذا الدعم على نشاط الأندية الأدبية، والطرق الأمثل، والمشروعات الأهم التي يجب أن توجه إليها هذه الأموال الضخمة..
معاني كثيرة
في البداية يقول مدير عام الأندية الأدبية في وزارة الثقافة والإعلام عبدالله الأفندي: باسم منسوبي الإدارة العامة للأندية الأدبية نهنئ الأدباء والمثقفين في المملكة بالمكرمة الملكية السخية لدعم الأندية الأدبية بملبغ وقدره 160 مليون ريال تصرف بواقع 10 ملايين ريال لكل نادٍ أدبي وهي مناسبة نحمد الله فيها على وصول خادم الحرمين الشريفين سالمًا معافى إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية امتدت إلى ثلاثة أشهر خارج أرض الوطن وتكللت بالنجاح، وهذا الدعم الملكي الكريم من حكومة خادم الحرمين الشريفين يدل على معانٍ كثيرة من أبرزها اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بشريحة مهمة من أبناء الوطن ألا وهم منسوبو الأندية الأدبية من الأدباء والمثقفين والمثقفات والشعراء والشاعرات والروائيين والروائييات والقصاصين والقصاصات وغير ذلك، وهو يدل كذلك على أن هذه الطبقة المثقفة يقع عليها عبء كبير في مجالات عدة من أبرزها: الارتقاء بالأدب والثقافة والوعي في المملكة العربية السعودية ليتناسب ذلك مع ما وصلت إليه بلادنا الغالية من رقي في مجال التربية والتعليم وما تبوأته من مكانة عربية وإسلامية ودولية كذلك، ونرجو من الله العلي القدير أن يكلل جهود العاملين في الأندية الأدبية بالنجاح والتوفيق تجاه الأدباء والأديبات الشباب نتيجة ما وفر وقدم من دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
مختتمًا بقوله: إن الدعوة موصولة أيضًا إلى أن تفتح الأندية الأدبية أبوابها لطاقات الشباب والشابات وأن يأخذوا بأيديهم وصولًا إلى نشر أدبهم وثقافتهم وأن تتاح لهم الفرصة كاملة لاعتلاء منابر الأندية الأدبية.
مؤسسات مدنية بصيغة إدارية
ويستهل الدكتور عبدالله الوشمي رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي حديثه بقوله: إن الحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا يبدأ عند هذه اللحظة التاريخية وإنما يمتد إلى نشر الجوانب الاجتماعية والثقافية وغير ها من الجوانب الأخرى، وهنا يمكن أن أشير إلى برنامج الابتعاث الذي مضى عليه أكثر من خمس سنوات ولازال يواصل جهوده الحثيثة في هذا المجال، ومركز الحوار الوطني الذي يعد من التجارب المميزة لهذا البلد. لكنني هنا أركز على الأندية الأدبية حيث أن جهوده في دعم الأندية الأدبية التي بدأت من زيادة عددها في عهده الميمون، وتأسيس الجمعيات الفنية والثقافية الأخرى، وحاليًا هذا الدعم المالي الكبير لهذه الأندية الأدبية.
ماضيًا إلى القول: أتطلع من مقام وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وزيرها الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة إلى أن تستثمر هذه اللحظة التاريخية بعودة خادم الحرمين الشريفين سالمًا معافى إلى أرض الوطن وذلك بوضع خطط تنفيذية وإستراتيجية لتأسيس مقرات لهذه الأندية الأدبية، وأن تتخذ الأندية الأدبية هذه المائة والستين مليون لتصبح مؤسسات مدنية بصيغة إدارية.
وفي ختام حديثه نقل الوشمي تحيات المثقفين والأدباء في المملكة لمقام خادم الحرمين الشريفين وتهنئته بسلامة الوصول.
مقار للأندية الأدبية
ويؤكد عبدالسلام الحميد رئيس مجلس إدارة نادي حائل الأدبي أن ما قدمه خادم الحرمين الشريفين للأندية الأدبية عبر مسيرتها يعد دعمًا كبيرًا، وما قدمه للأندية الأدبية مع سلامة وصوله إلى أرض الوطن يعد أيضًا دعمًا من نوع آخر.. ماضيًا إلى القول: من المؤمل أن يكون هذا الدعم حافزًا كبيرًا للعمل الثقافي بكل أشكاله ومن أهم أوليات الأندية الأدبية في المرحلة المقبلة هو بناء مقرات للأندية الأدبية وخاصة تلك الأندية التي لا تملك مقرات رسمية، فهذه الأندية الأدبية تعاني عددًا من المشكلات التي تقتضي النظر فيها والدراسة والمناقشة المقنعة للخروج بتصور واعٍ ومسؤول وما ينبغي أن يدركه المسؤولون في الأندية الأدبية ويتعاملوا معه بمصداقية ووعي وحضور يتناسب مع مسؤولياتهم، ومع حجم المشكلة وضرورة المتابعة ووضع الحلول ومناقشتها على بساط البحث، وهذه اللحظة فرصة لمراجعتها والرفع من شأن الأندية وتفعيل دورها بشكل كامل على الساحة الثقافية والأدبية في المملكة.
حافز كبير
كذلك عبّر رئيس مجلس إدارة نادي الدمام الأدبي محمد بودي باسمه وكافة أعضاء مجلس إدارة النادي عن عظيم شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتخصيصه مبلغ عشرة ملايين ريال دعما للأندية الأدبية والعمل على تحقيق رسالتها التنويرية والثقافية. مشيرًا إلى أن هذا الدعم المالي الهام جاء بعد استشعار حقيقي لدور هذه المؤسسات في الوقت الراهن كونها المؤسسة الرائدة في بلورة البعد الفكري واحتواء كل التوجهات الثقافية للنهوض بماهية المعطى الثقافي والوصول بها إلى طريق تلتقي من خلاله كل الأصوات الراسخة في أفق الإبداع بغية إتحاد في الكلمة والهدف والمصير.
مضيفًا بقوله: إن هذا الدعم يجعلنا نسابق الزمن للمراهنة على صنع هوية ثقافية ذاتية لهذا النادي واستغلال الفضاء الثقافي والهامش الفكري في المنطقة لصالح تحقيق إنجازات وخطط رسمت مع أعضاء مجلس النادي الجديد حين تعيينه، بل سيحقق جملة التوصيات التي خرج بها المجلس أثناء اجتماعاته الماضية كما يعين هذا الدعم عمل اللجان لرفع مسيرة النادي في مناشطه المنبرية والثقافية. كما أن هذا الدعم سيدفع فريق العمل لوضع تصور لتنمية النادي ماليًا والإسراع بالانتقال لمبنى المكتبة العامة في مدينة الدمام حيث سيكون المقر القادم للفعاليات.
وزاد على ذلك بقوله: هناك خطة عملية سنعمد لتحقيقها في المقبل من الأيام هي لدي ولدى الزملاء من أعضاء المجلس حيث سنخضعها للمناقشة وندرس من خلالها الأفكار والتطلعات في ضوء الفترة الزمنية الممنوحة لنا في النادي حيث سنواصل بها مسيرة زملائنا السابقين على مستوى المشروعات الثقافية الكبرى التي يقوم بها النادي حاليا وكذلك النشاط المنبري والمطبوعات أو حتى على مستوى مجلة دارين الدورية وما تطرحه من موضوعات متعددة ومتنوعة والمسارعة في تنفيذ مشروع الترجمة ومناقشة خطة العمل في هذا المشروع وإعانة اللجنة النسائية التي تقوم عبر منتداها بمهمتها نحو احتواء المثقفات ودعم إنتاجهم الثقافي وفتح المجال أمام طموحاتهم.
واختتم حديثه بمعاهدته لمثقفي المنطقة بأن يكون عونًا لطموحاتهم الثقافية ومساندا لمشروعاتهم الأدبية والعمل بمشيئة الله على استثمار كافة القنوات المتنوعة لخدمة المسيرة الثقافية في المنطقة الشرقية.
تطور مستمر
ويقول الدكتور مسعد العطوي رئيس مجلس إدارة نادي تبوك الأدبي: إن الثقافة بوصفها الانعكاس الجوهري لنشاط المجتمع وتطور الحراك التفاعلي على مختلف أنساقه المتنوعة سياسية أو اقتصادية أو تعليمية، هو ما وفر لها هذا الاهتمام الكبير ضمن هذه القرارات الصادرة بمناسبة رجل الثقافة الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، لا سيما وأن الحالة الثقافية في المملكة في تطور مستمر، والنمو آخذ في الازدياد بشكل إيجابي، علاوة على كثافة الحراك الثقافي الذي تتبناه المملكة عبر مختلف مؤسساتها الأكاديمية والمعرفية كما هو الحال مع مهرجان الجنادرية الثقافي والتراثي الذي أصبح نموذجًا فريدًا ضمن محيطنا الثقافي العربي والعالمي بوجه عام، ناهيك عن المؤتمرات والملتقيات التي تنظمها مؤسسة الملك فيصل ودارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني، وما تنظمه الجامعات كما هو الحال مع المؤتمر الأخير الذي نظمته الجامعة الإسلامية، وكذلك ما تقوم بتنظيمه الأندية الثقافية كالملتقى الأخير حول امرئ القيس في نادي القصيم، وكملتقى قراءة النص الشهير الذي ينظمه النادي الثقافي الأدبي بجدة، إلى غير ذلك. كل ذلك كفيل من وجهة نظري بأن تحظى الثقافة والمثقفين باهتمام بارز في على كافة المجالات، وما قدمه خادم الحرمين الشريفين من دعم بلغ 10 ملايين ريال لكل نادٍ أدبي هو خير شاهد على هذا الاهتمام والدعم.
هدية ضخمة
كذلك عبّرت الدكتورة عائشة يحيى الحكمي رئيسة اللجنة النسائية بنادي تبوك الأدبي عن سعادتها بعودة خادم الحرمين الشريفين إلى وطنه معافى، وارتباط هذه العودة بالقرارات الكبيرة التي أصدرها، قائلة: نسأل الله أن يزيل عنك الآلام والمتاعب يا خادم الحرمين الشريفين وأن تقر عينك بالحياة في وطنك آمنًا مستقرًا، وخاصة وأن كل الشعب السعودي في هذا اليوم المبارك يعيش فرحة الأفراح بقوة ظهورك أمس أمام المواطنين بعث البهجة في كل مكان في المؤسسات في البيوت في الأماكن العامة.
إن المواطن بحق سعيد اليوم، ولم يتفاجأ بالهدايا الملكية السخية إذ بشر سيدي سلطان بن عبدالعزيز في خطابه الضافي بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سالمًا معافى، عائد ومعه خير كثير. فإذا هي خيرات تعم كل المواطنين وتزرع السعادة في تفاصيل حياتهم، من تلك الهدايا الهدية الضخمة للأندية الأدبية (عشرة ملايين ريال) رقم كبير نسأل الله أن ينفع به القطاع الثقافي وأن يكون محفزًا للمبدعين نحو توظيف إبداعاتهم في خدمة الوطن والمواطن فهم يتحملون مسؤوليات لا تقل عن المسؤولية التي يستشعرها خادم الحرمين وهو يدفع بهذه المكرمة في صناديق الأندية الأدبية والتي يتعين عليها أن تقدر هذه الهدية وتؤسس بها بنية تحتية يحتاجها كل مثقف ومبدع خاصة الشباب. يدرك خادم الحرمين أنه وضع هذه الأموال في أيدي أمينة لذلك نتوقع أن يحظى الشباب ورعايتهم ثقافيًّا بجزء منها أو دعم مشروعاتهم الإبداعية بشتى الصور.
مختتمة بقولها: إن عناية خادم الحرمين بالأندية الأدبية وتخصيص بعض التفكير في شؤونها ووضعها والمسؤوليات القائمة عليها أمر لا بد من التفكير فيه؛ فالجوانب المعرفية والثقافية تعد أحد أهم اهتمامات خادم الحرمين، ودليل على أنه يفكر باستمرار في الرقي بمؤسساتها ودعمها.
حلم المراكز الثقافية
ويرى الناقد الدكتور معجب الزهراني بأن ما قدمه خادم الحرمين الشريفين للثقافة في المملكة بشكل عام من دعم عبر مسيرته الطويلة يعد أمرًا بارزًا وما هذا الدعم الذي قدمه للأندية الأدبية إلاّ خير شاهد على ذلك، ولفت الزهراني إلى المثقفين يأملون أيضًا من مقام خادم الحرمين الشريفين تحقيق عدد من المطالب المهمة والملحة، ضمّنها في قوله: أتمنى أن يتحقق مشروع المراكز الثقافية الذي طرحه معالي وزير الثقافة والإعلام بالشكل الذي يفي بالغرض، وكم أنا بشوق لرؤية تلك الصروح الثقافية التي تتزين بها مدننا، وما أروع وأجمل أن تأتلف الجموع رجالًا ونساءً، أطفالًا وشيبًا، في مركز ثقافي حضاري، يعكس في تصميمه روح وتاريخ المدينة العتيد، يكون مجهزًا بأحدث تقنيات الإضاءة، والتقنيات الفنية الأخرى من صوت وصورة، شامل على مسرح مغلق واسع، وآخر مفتوح بالشكل الذي يتناسب وطبيعة مناخ المدينة، وحاضنًا للعديد من المراسم الفنية، وقاعات للمحاضرات، وقاعات للعرض «أتيليه»، ومكتبة مكتنزة بمختلف المعارف الأدبية والفنية والموسيقية، علاوة على اشتماله للعديد من المقاهي الترفيهية ومكانًا للألعاب الترفيهية، ليكون مركزًا مكتملًا بحق تجتمع فيه العائلة بكل أطيافها لتشاهد مختلف المحافل الثقافية والفنية. إنه حلم ورجاء أن يتم، ويمكن ذلك إن وجدت الإرادة والجدية في العمل.
طموح ثقافي
ويرى حمّاد بن حامد السالمي رئيس نادي الطائف الأدبي الثقافي أن قرار دعم الأندية الأدبية الثقافية، جاء ضمن حزمة من قرارات موفقة لخادم الحرمين الشريفين، بعد عودته من رحلته العلاجية سليمًا معافى ولله الحمد. وإن معظم الأندية كما تعلم، لا تتوفر على مقار لها، وبهذا الدعم السخي، سوف تجد الأراضي المناسبة، وتشيد المقار التي تليق بالثقافة والمثقفين في المملكة. سوف نجد في بلادنا عن قريب إن شاء الله، مقار حضارية للأندية والمراكز الثقافية، وتتوفر فيها مكاتب إدارية راقية، وتتوفر بها صالات ثقافية، ومسارح، ودور سينما، ومراسم، وغيرها مما يتطلبه الفعل الثقافي الذي يطمح إليه المثقفون في هذه البلاد. كما أن هذا الدعم الذي بلغ 160 مليون ريال لستة عشر ناديًا، سوف يعزز من طباعة ونشر الكتاب، وسوف يسهم في ربط الشباب بالأندية، من خلال الأنشطة الثقافية المتنوعة.
زيادة المسؤولية
أما رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي أنور خليل فيقول: مما لا شك فيه أن الثقافة والفكر تشكّل مساحة واسعة في اهتمامات خادم الحرمين الشريفين سواء بالدعم المادي أو بإشراع نوافذها نحو مساحات أرحب من العطاء وما حوار الحضارات وأتباع الأديان السماوية وكذا المهرجان الوطني للتراث والثقافة والحراك الفكري الذي يحدثه والحوارات التي تتم فيه إلا دليل على دعم خادم الحرمين الشريفين لهذا التوجه الفكري والحواري.
مضيفًا: إن هذا الدعم السخي من خادم الحرمين للأندية الأدبية إلا لأهمية للدور الذي تقوم به هذه المؤسسات الثقافية للنهوض بالحياة الفكرية في بلادنا. وهذا الدعم السخي يلقي بالمسؤولية على عاتق الأندية لتطوير مشروعاتها الثقافية وتوسيع دائرة النشر والأخذ بأيدي المواهب الشابة نحو مزيد من الإبداع والتأليف لتأخذ بلادنا موقعها الطبيعي بين أمم الأرض فمنها عم الضياء ومنها أشرق النور.
انقطاع الحجة
ويرى الدكتور نبيل المحيش نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي أن هذه المكرمة الملكية الكبيرة تأتي تقديرا من القيادة الحكيمة في بلادنا للدور الكبير الذي تلعبه الأندية الأدبية وهو بالتالي تقدير لكل أديب ومثقف.
مواصلًا بقوله: إن هذا الدعم الكبير سوف يسهم بلا شك في دعم مسيرة الحركة الثقافية والأدبية في بلادنا وهي تحمل الأندية مسؤوليات كبيرة إذ لا يمكن لأي نادٍ الآن أن يتحجج بضعف الإمكانيات المادية وأتمنى من كل الأمانات والبلديات سرعة منح الأندية الأدبية أراض لبناء مقر لكل نادٍ أدبي وأتمنى من كل نادٍ أن يستغل هذا الدعم الكبير في عمل برامج يستفيد منها الشباب وخاصة اللذين لم يحصلوا على وظائف، وخاصة وأن هذا الدعم الملكي للأندية الأدبية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقدم صورة جلية عن الخطى التنموية العملاقة التي تنهض بها المملكة، ومن أهم الخطوات التنموية التي يمكن ملاحظتها سواء عبر هذا الدعم الذي بلغ 10 ملايين ريال لكل نادٍ أدبي هو الاهتمام الكبير والضخم بالأندية الأدبية والعمل على تطوريها، وهذا يعني أمرًا مهمًا وهو أن الاستثمار في المواطن وتطوره وتعليمه وتثقيفه وتوعيته والاهتمام بالأدب الذي يقدمه هو أهم أهداف التنمية التي تنهض بها المملكة. وما نتطلع إليه هو زيادة اهتمام هذه الأندية الأدبية بالأدب والثقافة عبر مجالاتها الواسعة والكثيرة، فالهدف والرغبة دائمًا هو أن نرى بلدنا في أعلى مستويات النمو والتطور..
ويضيف أعتقد أننا على المستوى الثقافي حققنا الكثير من التطلعات والآمال وما زلنا نحلم أيضًا بالكثير. ولعل من أهم ما يرجوه المثقف هو الشعور بالأمان الحياتي، وهذا يمكن تحقيقه من خلال إيجاد رابطة تجمع المثقفين والكُتّاب وتعنى بمشكلاتهم وقضاياهم ويكون بها صندوق يساهم في حفظ كرامتهم عند المرض لا قدر الله. والخلاصة أن هذا الدعم الملكي السخي يؤكد أمرًا كبيرًا ومهمًا وهو أن بلدنا المعطاء يمضي قدمًا في طريق التحديث والتطور والبناء لما فيه مصلحة الإنسان.
أندية مخطوفة
ويقول أحمد التيهاني عضو مجلس إدارة نادي أبها الأدبي سابقًا: إن الأمر الملكي بتخصيص 10 ملايين ريال لكل نادٍ أدبي إيجابي في حدّ ذاته، ودليلٌ على إيمان خادم الحرمين الشريفين بالثقافة، والفعل الثقافي بوصفهما الطريق السليم نحو التغيير، والإصلاح، بيد أنّ صرف هذه المبالغ في هذه المرحلة غير ذي جدوى؛ ذلك أنّ بعض الأندية الأدبية في المرحلة الحالية ليست في أيدي المثقّفين، وليست في أيدي الفاعلين في العمل الثقافي، ولا أبالغ إذا قلت: أن بعض هذه الأندية مخطوفة، ولا جدوى في هدر المال العام على أندية دُمّرت نتيجة أخطاء إدارية كبيرة ارتُكبت، ناجمة عن قرارات فرديّة قائمة على الواسطات والمصالح والمجاملات التي أدت إلى استجلاب الطارئين على الثقافة، والمتسلقين على أكتافها، وكانت النتيجة فشلهم التام في تحقيق طموحات المثقفين وطموحات السلطة وطموحات الوطن على حد سواء.. ولم يكن المال العائق الوحيد، وإنما كانت العقول العائق الأكبر في سبيل فعل ثقافي حقيقي. وقال إن بعض مجالس الأندية الأدبية مجالس غير شرعية، وغير قانونية، ولا يمكن أن تكون قانونية تحت أي لا ئحة في الدنيا.. فكيف نضع المال بين أيدي مجالس غير قانونية، أو مجالس مترهلة!
فيما يرى التريث في صرف المبالغ ريثما تُعقد الجميعات العمومية المنتظرة، وتُستعاد الأندية الأدبية من أيدي خاطفيها.. وعندها يكون من الممكن محاسبة المجالس المنتخبة في أوجه الصرف من خلال الجمعيات العمومية نفسها.
قيام الجمعية العمومية
واكتفى الكاتب محمد الشقحاء بالقول: أتمنى أن يساهم هذا الدعم الكريم في عقد الجمعية العمومية وانتخاب مجلس إدارة يدير مناشط النادي الأدبي كما وعدتنا وزارة الثقافة والاعلام بعد صدور نظام الأندية الأدبية، أما المناشط فهذا نابع من مقدرة الأعضاء المعيينين في تجاوز حاجز القلق باستيعاب تجربة من سبقهم في هذا المجال
حرية مطلوبة
وترى الكاتبة أميرة كشغري أنه من المهم جدًّا أن تكون للأندية الأدبية ميزانية تمكنها من المساهمة في الفعل الثقافي في إطاره الكبير..
مستدركة بقولها: لكن الأكثر أهمية أن تتمتع هذه الأندية باستقلالية في اتخاذ القرار بحيث لا تحتاج لإذن وتصريح قد يصل إلى أربعين يومًا قبل الموافقة على الفعالية، فالفعل الثقافي يحتاج إلى مناخ مفتوح من الحرية وقدر أكبر من البعد عن البيروقراطية الإدارية، وبدونهما لا يمكن لأموال كثيرة أن تخلق جو ثقافي فعال يساهم فيه المثقفون بجميع توجهاتهم واهتماماتهم وأعمارهم.
وعود كثيرة
ويستهل الشاعر حسن محمد الزهراني رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي حديثه قائلًا: بداية حمدًا لله على وصول قائدنا إلى ارض الوطن سالمًا معافى. ثم إن هذه اللفته الكريمة لا تكون إلا من قيادة واعية تدرك أهمية الثقافة في رقي المجتمع ودور المثقف في نشر الوعي والمعرفة والسمو بأرواح الناس إلى معالي الأمور ورفيع الأخلاق. ومما لا شك فيه أن هذا الدعم السخي سيكون له أكبر الأثر في إشعال الحراك الثقافي في وطننا العزيز بالصورة التي كنا نطمح إليها..
سنرى اختلافًا في الكم والنوع للنشاطات الثقافية في جميع الأندية الأدبية، وسنرى أضعاف الأضعاف من الإصدارات التي كانت تضخها الأندية في المكتبة العربية، وسينال كل مثقف حقه في المشاركة في نشاطات الأندية سنرى الجوائز التي كانت تخرج على استحياء ستقف بكل ثقة. وسنرى الملتقيات التي كانت تثقل كاهل الأندية تقام بكامل متطلباتها وتخرج كما يحطط لها لأن الإعانة السابقة بحق كانت لا تفي بمتطلبات وطموحات المثقفين وتجعلنا نقف في الأندية في حرج كبير إمام طموحاتنا الكبيرة وواقعنا الذي لا يصل إلى بعض أحلامنا الكبيرة.. هناك الكثير من الأفكار الرائعة التي وقف الحاجز المالي أمامها ستخرج إلى النور.. هناك الكثير من اللجان الثقافية التابعة للأندية الأدبية في المحافظات سترى النور. هناك الكثير من الأندية ستستثمر جزءً من المبلغ للبناء إذا يئسنا من وعد وزارة الإعلام مند ثلاثة أعوام بتخصص عشرة ملايين لكل نادٍ يمتلك أرضًا لينشئ بهذا المبلغ مبنى للنادي يليق بطموحات المثقفين في كل منطقة ويواكب المرحلة التي توجب علينا أن نكون أكثر تطلعًا للمستقبل وإن وفت الوزارة بوعدها السابق فأعتقد أن عشرة ملايين بالكاد تكفي لإنشاء مبنى متكامل يشمل كل المرافق الثقافية التى نطمح إليها من قاعات محاضرات مجهز بكافة وسائل التقنية ودور سينما ومسارح راقية وقاعات تدريب للمواهب الشابة وصالات متكاملة لجذاب كافة فئات المجتمع لهذا المرافق المدنية التي يجب أن تكون محطة تنمية فكرية وثقافية وأدبية راقية لتسهم في الرقي بهذا الوطن العزيز إلى مصاف الدول المتقدمة بأذن الله.. مختتمًا بقوله: باسم كل المثقفين: شكرا جزيلا لخادم الحرمين الشريفين على هده اللفتة الكريمة..
تسابق نحو الأندية
وتؤكد الكاتبة والقاصة شيمة الشمري في بداية حديثها أن حكومتنا دائمًا سباقة لإمداد الجهات الرسمية الثقافية وغيرها بما يتناسب مع حجم مسؤولياتها ويفيض، ونحن نجزم بذلك.. مستدركة بقولها: لكن هل سنستفيد نحن المثقفين والكتاب من كل هذه الملايين؟ أم أنها ستذهب في مهب المجهول، وبحر المجاملات للأقرباء والأحبة!!
مضيفة: عسى أن تفيد منها الأندية بتكثيف الأنشطة الثقافية والمشاركات من داخل وخارج الوطن، واستضافة كُتّاب وأدباء عرب، وعمل ملتقيات منظمة خاصة بالأدب والمهتمين به على مستوى المملكة والوطن العربي، كما أتمنى أن تفيد منها الأندية بطباعة كتب ونتاج المثقفين والأدباء وبشكل أجمل وأسرع مما هو عليه الحال الآن؛ فلا حجة لهم بعد هذه السيولة والوفرة.. وأهيب بالوزارة والقائمين عليها الدقة في اختيار المسؤولين عن الأندية في شتى المناطق، لأنها مسؤولية جسيمة لا يقوم بها أي إنسان، إنها أمانة وعي وفكر أمة لا يستهان بها. ولن يخفى علينا أنه سيكون لهذه المكرمة دور فاعل في التسابق على المناصب الإدارية في الأندية الأدبية، وهذا جميل إن حقق المنشود من المنافسة الشريفة التي ترقى وتطور وتغير في المجتمع من جيد إلى أجود. نسأل الله أن تكون سنة خير وأمن ورخاء على البلاد جميعًا..
نسف المعوقات
القاص والروائي حسن الشيخ مدير إدارة أدبي المنطقة الشرقية قال: لا شك أن الدعم السخي الذي تفضلت به حكومة خادم الحرمين الشريفين للمؤسسات الرياضية والخيرية والادبية هو دعم مهم وضروري للقفز بأداء كل هذه المؤسسات. وفيما يخص دعم الاندية الادبية تحديدًا، أرى أنه سيسهم في تنفيذ جميع برامج الأندية الأدبية، والتي بقيت في الأدراج سنين طويلة. وسينعكس هذا الدعم الكبير للأندية الأدبية على مسيرتها الثقافية، وسيحفز العاملين فيها على العطاء الحقيقي دون معوقات تذكر.
مختتمًا بقوله: الحقيقة أن الأندية الأدبية تحديدًا كانت تشتكي ولسنين طويلة من قلة الدعم المالي وعطلت الكثير من نشاطتها؛ أما الآن فإن العمل الثقافي سيقفز قفزة عالية، وستحقق الأندية جميع برامجها القديمة. وسيكون هناك مجال أوسع لدخول كل مجموع المثقفين من شباب وشيوخ في مناشط العملية الثقافية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.