في ما يأتي تذكير بالأحداث الجارية في السودان مع مرور حوالى عامين على بدء الحرب في 15 أبريل 2023 والتي أدت إلى سقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من 12 مليون شخص وتسبّبت في أزمة إنسانية كبرى، بحسب الأممالمتحدة. ويتواجه في هذه الحرب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي يعدّ الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. في العام 2021، أطاح الحليفان السابقان بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهم منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير في العام 2019. لكنّهما اختلفا لاحقاً بشأن مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش. بداية القتال في 15 أبريل 2023، أعلنت قوات الدعم السريع الاستيلاء على عدد من البنى التحتية الرئيسية في العاصمة الخرطوم. في الأثناء، نفّذ الجيش غارات جوية على قواعد تابعة لقوات الدعم السريع. في 16 أبريل، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق مساعداته، بعد مقتل عددٍ من عمّال الإغاثة في المعارك الدائرة في دارفور (غرب) عند الحدود مع تشاد. وفرّ الآلاف من سكان الخرطوم من المعارك، فيما أجلت الكثير من الدول رعاياها. مدنيون مسلحون في دارفور في إقليم دارفور الذي سبق أن كان مسرحا لفظائع في مطلع القرن الحالي، أشارت الأممالمتحدة في نهاية أبريل 2023 إلى ان أسلحة توزع على مدنيين محذرة من أن النزاع يؤجج المواجهات العرقية. انتُهكت هدنة أبرمت في 25 من الشهر ذاته بوساطة الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، سريعا مع تبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بخرقها. وعرفت اتفاقات أخرى لوقف إطلاق النار المصير ذاته. قوات الدعم السريع تتمركز في الخرطوم في 31 مايو من العام نفسه، علّق الجيش مشاركته في مفاوضات كانت جارية في السعودية. وقصفت قواته مواقع للدعم السريع بالمدفعية الثقيلة في الخرطوم. في السابع من يونيو، أعلنت قوات الدعم السريع الاستيلاء على مجمع اليرموك للصناعات العسكرية في الخرطوم. في 25 منه أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على المقر العام للشرطة في الخرطوم. تحقيق بشأن جرائم حرب في 14 يوليو، باشرت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا بشأن جرائم حرب محتملة في دارفور، ولا سيما أعمال عنف جنسية واستهداف مدنيين استنادا إلى انتمائهم العرقي. في منتصف أغسطس، امتدت الحرب إلى مدينتين كبيرتين جديدتين هما الفاشر في دارفور والفولة في ولاية غرب كردفان. البرهان في بورتسودان بعدما حاصرت قوات الدعم السريع البرهان على مدى أكثر من أربعة أشهر في مقر الجيش في الخرطوم، تمكّن من الفرار من العاصمة في نهاية أغسطس ووصل إلى بورتسودان، المدينة الساحلية الواقعة في شرق البلاد. في بداية العام 2024، سيطرت قوات الدعم السريع على غالبية العاصمة وكل دارفور تقريبا. كارثة إنسانية في مارس 2024، أعلنت الأممالمتحدة أنّ البلاد تشهد "واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية" في العالم. ومنذ ذلك الحين، استمرّت في إدانة الهجمات على المدنيين والمستشفيات، والنزوح القسري والمجاعة في مناطق عدّة. في مايو، بدأت قوات الدعم السريع حصار مدينة الفاشر، التي كانت العاصمة الوحيدة لإحدى ولايات دارفور الخمس التي نجت من سيطرتها. وفي أغسطس، عقدت محادثات سلام جديدة في سويسرا، لكنّها باءت بالفشل. في نهاية أكتوبر، حذّرت الأممالمتحدة من النطاق "المثير للذهول" لأعمال العنف الجنسي المرتكبة منذ بداية الصراع. إبادة جماعية في يناير 2025، اتهمت واشنطن قوات الدعم السريع ب"الإبادة الجماعية" وبارتكاب مجازر وعمليات اغتصاب جماعية، بينما اتهمت الجيش بارتكاب فظائع، بما في ذلك إعدام مدنيين. وبعدما تمكّن الجيش من قلب الموازين لصالحه في نهاية العام 2024 من خلال إعادة التمركز في وسط البلاد، شنّ هجوما كبيرا على الخرطوم. السيطرة على الخرطوم تشهد الفاشر عاصمة شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ مايو 2024، معارك شرسة. وبعد استعادة القصر الرئاسي في الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع في 21 مارس، أعلن الجيش في ال28 من الشهر نفسه أنه استعاد السيطرة الكاملة على عاصمة ثالث أكبر دولة في إفريقيا. ورغم الانتكاسات، أعلنت قوات الدعم السريع أنها ستمضي في "الدفاع عن تراب الوطن (...) فلا تراجع ولا استسلام"، مؤكدة أنها ستعمل "على حسم المعركة لمصلحة شعبنا وسوف نجرع العدو الهزائم".