أفاد متطوعون محليون بأن المدنيين في منطقة محاصرة جنوب العاصمة السودانية تلقوا مؤخرا، أول شحنة مساعدات منذ بدء النزاع قبل عشرين شهرا. ومنذ أبريل 2023 تدور حرب بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو في السودان، وقد أدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص. وقالت غرفة الاستجابة للطوارئ، وهي جزء من شبكة متطوعين تنسق المساعدات في الخطوط الأمامية في كل أنحاء السودان، إن 28 شاحنة وصلت إلى منطقة جبل أولياء، جنوبالخرطوم مباشرة. وضمت القافلة 22 شاحنة تحمل أغذية من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وشاحنة واحدة من منظمتي أطباء بلا حدود وكير وخمس شاحنات محملة بالأدوية من وكالة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف). وبحسب كل من المجموعة المحلية واليونيسف فإن الإمدادات ستساعد في تلبية "الحاجات الصحية والغذائية العاجلة لنحو 200 ألف طفل وأسرة". وجبل أولياء هو إحدى المناطق العديدة في السودان التي تواجه مجاعة جماعية بعدما قطعت الأطراف المتحاربة طرق الوصول إليها. وقال ممثل اليونيسف في السودان شيلدون يت "انقطع الوصول إلى المنطقة بشكل أساسي بسبب ديناميات الصراع"، مضيفا أن إيصال المساعدات استغرق ثلاثة أشهر من المحادثات، وتابع "تم احتجاز الشاحنات أكثر من مرة، وكان السائقون مترددين بشكل مفهوم نظرا إلى المخاطر التي تنطوي عليها" العملية. وفي مواجهة التفاقم الكبير للمجاعة، قررت برلين رفع مساعداتها للسودان إلى 330 مليون يورو، أي بزيادة مقدارها 86 مليون يورو مقارنة بالمساعدات التي وعدت بها خلال مؤتمر باريس في أبريل الماضي، وفق ما أعلنت المفوضة المكلفة سياسة حقوق الإنسان والمساعدة الإنسانية في ألمانيا لويز أمتسبرغ. ووجهت في بيان "نداء عاجلا" إلى الطرفين المتحاربين "لمنح كل المنظمات الإنسانية حق الوصول الكامل لتعزيز عملها المنقذ للحياة بدلا من إعاقته أو حتى منعه". كما دعت أمتسبرغ "الطرفين إلى احترام القانون الإنساني الدولي وإنهاء الحرب في نهاية المطاف، إذ إنه السبيل الوحيد لإنهاء المجاعة في السودان". ولم يتمكن الخبراء من إصدار إعلان رسمي عن المجاعة في الخرطوم بسبب العجز عن الوصول إلى المنطقة. وتتفشى المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان، بحسب ما أفاد تقرير مدعوم من الأممالمتحدة. وأظهر التقرير أن انعدام الأمن الغذائي بلغ مستويات أسوأ مما كان متوقعا، ومن المنتظر في الفترة ما بين ديسمبر 2024 ،ومايو 2025 أن يواجه 24,6 مليون شخص مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى من ذلك. وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن بعض المناطق التي تشهد "نزاعا شديدا"، بما فيها بعض أنحاء الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، قد "تكون تعاني ظروف مجاعة"، إلا أن عدم توافر البيانات الرسمية حال دون تصنيفها رسميا على هذا النحو. من جهته أعلن الجيش السوداني أن قواته قتلت 25 متمردا في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في غرب البلاد. وقالت القوات المسلحة السودانية ، في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك، :"دمرت قواتنا المسلحة والقوة المشتركة والمستنفرين مسنودة بالمدفعية سبعة مركبات قتالية من بينهم عربة مصفحة وصرصر ومدرعة "بي تي أر" إماراتية وقتلت 25 متمردا". وأضافت ، في تقرير عن الأحداث في محور ولاية شمال دارفور - الفاشر، إن"مدينة الفاشر شهدت هدوءا كبيرا مع استقرار الأوضاع ومع روح معنوية كبيرة للقوات وتضامنهم من أجل حماية الأرض وتوفير الحماية للمدنيين"، وأوضحت أنه "نتيجة للهزائم المتكررة وعدم صرف المرتبات ومطالبة البعض بالانسحاب نشبت اشتباكات بين متمردي المليشيا بالذخيرة فنتج جراء ذلك هلاك 14 منهم وجرح آخرين".