من أولويات الاقتصاد المتنوع والمستديم الاهتمام بالصناعة، وأن تكون الصادرات غير النفطية إحدى ركائز تحقيق التنمية وتنويع مصادر الدخل، وحتى يكون هناك تعزيز لتنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق العالمية، لا بد من وجود مبادرات مبتكرة، تُسهم في خفض التكاليف، وترفع كفاءة الإنتاج. هذا الأمر نراه اليوم من خلال خدمة «الإعفاء مقابل التصدير»، التي أعلنت عنها هيئة تنمية الصادرات مؤخراً، بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، والتي تضع المملكة في موقع متقدم لدعم المنتجين الصناعيين والمصدرين بشكل مباشر. مثل هذه المبادرات لها تأثير كبير في تطوير القطاع الصناعي، وتسهم في تخفيف الأعباء المالية على المصانع، ما يعزز قدرتها على رفع جودة الإنتاج وزيادة حجم الصادرات؛ نظراً إلى أنها تتيح للمصانع الوطنية إعفاءً من الرسوم الجمركية على مدخلات الإنتاج المخصصة للتصدير، بناءً على الأداء التصديري خلال الأشهر ال12 الماضية. ما يعني تحفيز المصانع على زيادة التركيز على الأسواق الدولية، ودعم تنافسية المنتجات الوطنية في ظل بيئة أعمال مرنة، وآليات تنفيذ سريعة، لدعم الصادرات غير النفطية وتنويع الاقتصاد الوطني. هذا الدعم هو امتداد لاهتمام كبير يحظى به قطاع الصناعة ضمن رؤية المملكة 2030، حيث يُرَكَّز على تحويل القطاع الصناعي إلى أحد المحركات الرئيسة للنمو الاقتصادي، والمبادرات المبتكرة ليست مجرد حوافز مالية، بل هي أدوات استراتيجية تعزز مكانة المنتجات الوطنية في الأسواق العالمية، إضافة إلى أنها تشجع على الاستثمار في تطوير التقنيات، ورفع كفاءة الإنتاج المحلي، ما ينعكس إيجاباً على الميزان التجاري، ويزيد إسهام الصناعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، وهي تعكس التزام المملكة بتأسيس قاعدة اقتصادية متنوعة ومستدامة تدعم التنمية على المدى الطويل. المتوقع مستقبلاً أن يكون هناك تأثيرات إيجابية لهذه المبادرة، تمتد إلى تعزيز استدامة القطاع الصناعي من خلال توفير بيئة أعمال تشجع على التوسع والتطوير، وعلى المدى البعيد، ستدفع المصانع الوطنية إلى اعتماد استراتيجيات إنتاج أكثر كفاءة، مما يرفع من جودة المنتجات، ويعزز قدرتها على تلبية المعايير العالمية، كما ستسهم في تحسين القدرة التنافسية للصناعات الوطنية في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، ما يعزز التنوع الصناعي. ومن المتوقع أيضاً أن تدعم هذه المبادرة الابتكار الصناعي عبر تحفيز الشركات على البحث عن حلول جديدة لتحسين الإنتاجية، مما يخلق فرصاً إضافية لنمو اقتصادي شامل ومتوازن.