سياق الحديث عن مشروع الترشح لكأس العالم 2034 مليء بالفخر، ليس فقط في الفوز بالاستضافة، إنما بطريقة العمل التي تمت خلال 434 يومًا، وعبر تسع مراحل بدأت منذ أكتوبر 2023 بإعلان نية الترشح حتى لحظة الفوز، والترتيبات التي صاحبتها، وطريقة ظهور ملف الاستضافة. هذه احترافية منظومة حريصة على رفع اسم المملكة بطريقة مختلفة ومميزة، ودليل ذلك التقييم الفني العالي الذي ناله الملف من قبل الفيفا. لكن، ماذا يعني استضافة المملكة لكأس العالم 2034؟ البطولة ليست مجرد حدث كروي، إنما نقلة نوعية على مستويات عدة؛ اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، ولها آثار إيجابية. إذ ستساهم في دفع عجلة الاقتصاد، وسيشهد قطاع السياحة نموًا هائلًا مع قدوم المشجعين والزوار من مختلف أنحاء العالم. كما ستزداد فرص الاستثمار الأجنبي، وستكون البطولة منصة لعرض البنية التحتية المتطورة للمملكة وقدراتها على إدارة الأحداث الضخمة، والتعريف بالمملكة وثقافتها، ومدى التطور الذي وصلت إليه، وتعزيز صورتها كوجهة رياضية وسياحية واقتصادية وثقافية. كذلك، ستخلق البطولة وما قبلها من مناسبات الكثير من الوظائف، وسيكون للشركات المحلية والدولية فرصة في المشاريع القادمة، والخطى ستكون حثيثة في البناء والتنمية والعمل الدؤوب لاستقبال العالم. وخلال السنوات المقبلة، وحتى يحين موعد البطولة، سيتردد اسم المملكة على المستوى العالمي، وستتجه أنظار العالم نحو البنية التحتية المتقدمة، والمرافق الحديثة، والمشاريع؛ مما يعزز سمعة المملكة كوجهة استثمارية جذابة، سنتحدث عن ثقافتنا، واقتصادنا، ومجتمعنا، وعن تنميتنا، ورؤيتنا، وطموحاتنا. سيعرف العالم أكثر عن المملكة، وستكون الفرصة مواتية لزيارتها والاستمتاع بتنوعها وفعالياتها وإمكاناتها السياحية، من فنادق ومنتجعات ومشاريع ترفيهية. كل ذلك من الآثار الإيجابية التي سنلمسها خلال هذه السنوات، قبل البطولة وبعدها. ولا ننسى أننا في عام 2030 سنستقبل العالم في معرض إكسبو، والذي سيكون محفلًا عالميًا يشكل دفعة قوية لتحقيق التطلعات نحو المستقبل. ولا شك أن الطموحات لا تتوقف، والمستقبل سيكون حافلًا بالكثير من المشاريع والتطلعات، فالرؤية الطموحة دفعتنا إلى أن نحلم ونحقق، وأن نتحدث ونرى إنجازاتنا على أرض الواقع، وأن نباهي بما حققناه. والمناسبات العالمية القادمة ستكون مدرسة في الاحترافية والتنفيذ، وستكون المملكة في قلب كل زائر يتطلع دومًا إلى العودة إليها، سيروي لحظاته الجميلة فيها، وسيتحرك وجدانه كلما رأى علم المملكة أو شاهد شيئًا من معالمها. الرحلة نحو 2034 بدأت، سنعمل وسنستمتع بها، وسنبهر العالم بتقدمنا حتى نصل إلى أهدافنا.