مدريد ودبلن وأوسلو تقدم ردًا «حازمًا» على الاستفزازات الإسرائيلية مقترح جديد للهدنة.. وحماس تتمسك بشروطها شن الجيش الإسرائيلي هجمات عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، الثلاثاء، مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها ال236، وسط قصف عنيف في رفح التي شهدت مجزرة بحق النازحين. يأتي ذلك، فيما تواصل الفصائل الفلسطينية شن عمليات ضد القوات الإسرائيلية في محاور التوغل وخاصة في جباليا التي تشهد اشتباكات ضارية. ونفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على مناطق متفرقة بالقطاع، حيث تركز القصف على حي تل السلطان وخيام النازحين في المنطقة، ومخيم البريج وحي الدرج في مدينة غزة، فيما قصف المدفعية الإسرائيلي الطابق العلوي في المستشفى الإندونيسي غربي رفح. وقصفت المدفعية الإسرائيلية شرق مخيم البريج وشمال مخيم النصيرات ومنطقتي المغراقة والزهراء وسط القطاع، حيث نزحت مئات العائلات بسبب القصف الإسرائيلي لمدارس الإيواء وعيادة تل السلطان والمستشفى الإندونيسي غربي رفح. وارتكب الجيش الإسرائيلي خلال ال24 ساعة الماضية 7 مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 66 شهيدا و383 إصابة. تحدٍّ لحكم محكمة العدل الدولية ندّدت حماس بالمجزرة المروّعة، بينما اتهمت الرئاسة الفلسطينية في بيان القوات الإسرائيلية «باستهداف... خيام النازحين في رفح بشكل متعمّد». من جهته، استهجن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الضربات الإسرائيلية، في حين وعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنّ بلاده ستبذل «كلّ ما في وسعها» لمحاسبة السلطات الإسرائيلية «الهمجية». وأكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية معتبراً الضربة الإسرائيلية في رفح «مروعة». وقال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن «الصور الواردة من المخيم مروّعة وتشير إلى عدم وجود تغير على ما يبدو في أساليب ووسائل الحرب التي تستخدمها إسرائيل»، داعياً في الوقت ذاته الفصائل الفلسطينية إلى التوقف عن إطلاق الصواريخ وإلى «إطلاق سراح جميع الرهائن». كما دان الأردن بشدة استمرار إسرائيل بارتكاب «جرائم الحرب البشعة» في غزة، معتبراً أنّ الغارة الإسرائيلية «تحدٍّ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني». كذلك الأمر بالنسبة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، الذي قال إن «إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي مع الإفلات التام من العقاب وفي تحدّ لحكم محكمة العدل الدولية». وأمرت محكمة العدل الدولية الجمعة إسرائيل «بوقف فوري» لعملياتها في رفح التي أجبرت هذا الشهر 800 ألف شخص على الفرار، بحسب الأممالمتحدة. على المستوى ذاته، دانت مصر الوسيط الرئيس إلى جانب قطر والولايات المتحدة، «قصف القوات الإسرائيلية المتعمّد لخيام النازحين»، مطالبة إسرائيل «بتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية». وحذرت قطر من أنّ القصف الإسرائيلي على رفح قد «يعقد جهود الوساطة الجارية»، داعية «المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين». وقال فيليب لازاريني، رئيس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي اضطلعت بدور مركزي في عمليات الإغاثة في القطاع المحاصر على منصة إكس إنه «مع مرور كل يوم، يصبح تقديم المساعدة والحماية شبه مستحيل». وأضاف أن «صور المجزرة هي شهادة على كيف تحولت رفح إلى جحيم على الأرض». رد حازم « على الاستفزازات الإسرائيلية أعلن وزير الخارجية الإسباني أن إسبانيا وإيرلندا والنرويج، ستقدم ردا «حازما» على «هجمات» الدبلوماسية الإسرائيلية. وقال خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحافة «سنقدم ردا (...) منسقا مع النرويج وإيرلندا اللتين تتعرضان لنفس النوع من التضليل الإعلامي الدنيء والهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي»، متحدثا عن «رد حازم وهادئ» على هذه «الاستفزازات». وأضاف في ختام جلسة مجلس الوزراء بعد اعتماد المرسوم الذي يعترف بدولة فلسطين رسميا «لا أحد يمكنه أن يخيفنا (...) نحن لا نصنع سياستنا الخارجية عبر الرد بالتغريدات، لدينا أفكار واضحة حول المسار الذي يجب أن نسلكه». وتابع أن رد دبلن ومدريد وأوسلو سيحصل «في الوقت المناسب». بهذا الصدد، اتهم ألباريس الخارجية الإسرائيلية بأنها «مهتمة بالحديث عن التغريدات أكثر من اهتمامها بقرارات محكمة العدل الدولية»، أعلى هيئة قضائية لدى الأممالمتحدة، التي أمرت إسرائيل الجمعة بوقف هجومها العسكري في رفح في جنوب قطاع غزة. واعترفت مدريد ودبلن واوسلو رسميا أمس الثلاثاء بدولة فلسطين. وأكد سانشيز الثلاثاء في إعلان مقتضب بالإسبانية والإنكليزية أن الاعتراف بدولة فلسطين «ضروري لتحقيق السلام» مشددا على أن القرار لم يتخذ «ضد أي طرف وخصوصا ليس ضد إسرائيل». وأضاف أن الاعتراف بدولة فلسطين يعكس «رفضنا التام لحماس التي هي ضد حل الدولتين». وكان سانشيز ونظيراه النرويجي والإيرلندي أعلنوا الأربعاء الماضي بشكل منسق الاعتراف بدولة فلسطين على أن يدخل القرار حيز التنفيذ الثلاثاء. مقترح جديد لصفقة تبادل الأسرى قالت هيئة البث الإسرائيلية إن فريق المفاوضات سلم الوسطاء -الثلاثاء- مقترحا أقره مجلس الحرب لإبرام صفقة تبادل للأسرى، بينما جدد القيادي في حركة (حماس) أسامة حمدان التأكيد على أن إسرائيل لن تستعيد أسراها لدى الفصائل في قطاع غزة إلا بالرضوخ لشروط المقاومة الفلسطينية التي قدمتها للوسطاء في قطر ومصر. وقال الوزير بمجلس الحرب غادي آيزنكوت -في حديث للقناة ال12 الإسرائيلية- إن هناك توافقا تاما بين أعضاء المجلس على ضرورة إبرام صفقة تبادل. وبحسب القناة ال12، فإن آيزنكوت قال إن حركة حماس ترمم قوتها لكن إبرام صفقة تبادل معها ضرورة إستراتيجية، مع وقف إطلاق النار بقدر ما يلزم، وفق تعبيره. وأكد آيزنكوت أن إسرائيل لم تتمكن حتى اللحظة من تدمير "قدرة حماس السلطوية" وأن مفهوم "النصر" هو تحقيق أهداف الحرب وتحسين الوضع الاستراتيجي لدولة إسرائيل مع مرور الوقت، حسب تعبيره. كما اتهم الوزير بمجلس الحرب أعضاء المجلس الوزاري المصغر بعدم القيام بدورهم بشأن صفقة التبادل. من جهته أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في كلمة أمام الكنيست- أنه لن يوقف الحرب على قطاع غزة وأنه ليس مستعدا لذلك حتى تحقيق النصر، وفق تعبيره. حماس تتمسك بشروطها من جانبه نفى القيادي في حماس أسامة حمدان تلقيهم أي تأكيد من الوسطاء بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى كانت إسرائيل ادعت أنها صاغتها. وجدد حمدان التأكيد على أن إسرائيل لن تستعيد أسراها إلا بالرضوخ لشروط حماس التي قدمتها للوسطاء في قطر ومصر، مؤكدا أن حماس لم تتلق أي شيء من الوسطاء. وقال إن مواصلة العدوان "تعني خسارة حياة مزيد من الأسرى في القصف الإسرائيلي" كما أكد أن المماطلة في المفاوضات "تعني أن الأسرى الإسرائيليين لن يعودوا إلا جثثا وربما لن يعودوا أبدا". وأضاف حمدان "المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها، وهذه نقطة الارتكاز ونقطة البداية". كما قال إن حديث الإسرائيليين عن وجود مقترح جديد "ليس إلا محاولة للتملص من قرار محكمة العدل الدولية والتهرب من تداعيات طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية وشراء الوقت لمواصلة المجازر في غزة". وأضاف حمدان "وافقنا على مبادرة قدمها الوسطاء بعد موافقة الاحتلال عليها، وبالتالي لن يكون هناك أي تفاوض قبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من وقف العدوان وسحب قوات الاحتلال وعودة النازحين وبدء الإعمار وفق خطة واضحة، وتبادل الأسرى لا بد أن يكون وفق خطة واضحة". وقال أيضا إن أي محاولة لتبادل الأسرى دون توافر هذه الضمانات "لن يكتب لها النجاح" مؤكدا أن المنطقة "لن تشهد أي استقرار طالما بقيت إسرائيل فيها". كما جدد حمدان التأكيد على أن فصائل المقاومة تواصل التصدي لجيش الاحتلال في كافة محاور القتال، وقال إن المقاومة تدير معركة طوفان الأقصى بكل قوة واقتدار، مؤكدا أن ارتكاب مزيد من المجازر في أنحاء القطاع "لن يحقق أي ضغط على المقاومة". الاحتلال يهدم أربعة منازل في أريحا هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أربعة منازل في مدينة أريحا. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال داهمت منطقة المرشحات المحاذية لمخيم عقبة جبر بتعزيزات عسكرية، وهدمت منزلا يعود للمواطن طارق جميل نجوم؛ بحجة عدم الترخيص. وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية الديوك التحتا، و هدمت منزلين يعودان لمواطنين من مدينة القدسالمحتلة، وأساسات منزل ثالث قيد الإنشاء، يعود للمواطن محمد أحمد سمارات من الديوك.