أعلنت مصادر طبية، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31,645 شهيداً، أغلبهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 73,676، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 9 مجازر في القطاع خلال الساعات ال24 الماضية، راح ضحيتها 92 شهيداً، و130 مصاباً. وكانت استهدفت طائرات الاحتلال الحربية، ومدفعيتها، عدة مناطق جنوب وشمال شرق خان يونس، وشمال رفح، جنوبي قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية، بأن غارات الاحتلال استهدفت المناطق الجنوبية لمدينة خان يونس، تزامناً مع قصف مدفعي وإطلاق نار من آليات الاحتلال شمال شرق المدينة. وأضافت أن طائرات الاحتلال الحربية شنت غارة شمال شرق مدينة رفح. كما قصف طيران الاحتلال الحربي منزلاً في شارع المنصورة بحي الشجاعية في مدينة غزة، ومناطق غرب مدينة غزة. رغم قيود الاحتلال.. الآلاف يشدون الرحال للأقصى لأول مرة مند 4 أشهر دخلت 13 شاحنة مساعدات إلى شمالي قطاع غزة، للمرة الأولى منذ أربعة أشهر. ووصلت 6 شاحنات إلى مستودع تابع لوكالة الغوث "أونروا" في شرقي جباليا، بينما وصلت الشاحنات السبعة الأخرى إلى حي الشيخ رضوان وحي الشجاعية في مدينة غزة ومخيم الشاطئ. وبحسب المعلومات الأولية فإن الشاحنات تحمل 5700 كيس طحين، وليس معلومًا آلية توزيعها، وإن كانت ستصل إلى الناس كطحين أو سيتم عجنها وخبزها في مخابز محددة وتوزيعها على الناس، خاصة أن المخابز في شمال قطاع غزة تعرضت لتدمير منهي منذ الأيام الأولى للحرب. وشاركت عشائر في غزة في عملية تأمين مرور الشاحنات من منطقة دوار الكويت إلى المناطق المقرر أن تصل إليها، وذلك بناءً على تنسيق مسبق بين هذه العشائر من جهة ووكالة الغوث من جهة أخرى. وكانت عشائر في غزة أبلغت وكالة الغوث استعدادها للمشاركة في عملية توزيع المساعدات، ولكن بالتنسيق مع الحكومة في غزة وأجهزة الأمن، وليس وفقًا للخطة التي أعدها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. ولا تتوفر حتى اللحظة معلومات إن كانت ستصل في الأيام المقبلة مزيد من الشاحنات لشمال قطاع غزة، خاصة أن العدد الذي وصل من الطحين لا يكفي لسد احتياجات المحاصرين في شمال قطاع غزة لأكثر من يومين بحسب التقديرات الأولية. دور الأمن في غزة ولتأمين دخول المساعدات الأولى إلى شمال القطاع أصدرت قوات الأمن الفلسطينية في غزة تعميماً للمواطنين، لتأمين وضمان وصول المساعدات بشكل آمن وللحفاظ على سلامة السكان، وشملت التعليمات منع التوجه إلى دوار الكويت وسط مدينة غزة، لتسلم المساعدات حيث استهداف المكان من قوات الاحتلال عدة مرات، كما طالب التعميم بعدم التجمهر في شارع صلاح الدين أثناء قدوم المساعدات، وحذر التعميم من مخالفة التعليمات تحت طائلة المحاسبة، ودعا المواطنين في غزة إلى التحلي بالمسؤولية، وعدم المشاركة في إشاعة الفوضى وتجويع أبناء الشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، قال مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي، رامي عبده في تغريدة على منصة "إكس": إن ورقة واحدة عممتها الأجهزة الأمنية في غزة، قوبلت بالتزام كامل من السكان، لتنجح تلك الأجهزة وللمرة الأولى بتأمين إدخال بعض الاحتياجات الإنسانية لتصل إلى أقصى نقطة في الشمال. وأضاف أن هذا المشهد يكرس الفشل الكبير للاحتلال وعجزه، سوى في ارتكاب المجازر واستهداف المدنيين الأبرياء. وأشار إلى أنه على مدار أكثر من 160 يوماً وجيش الاحتلال يستهدف عناصر الأجهزة الشرطية والمدنية في غزة لصناعة حالة من الفوضى والتشكيك بسيطرتها. وخلال الأيام الماضية، استهدفت قوات الاحتلال طوابير تنتظر المساعدات في غزة ومناطق أخرى بالقطاع، مما أسفر عن استشهاد العشرات. وطالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة كل دول العالم بفتح المعابر البرية، و"إدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات المتكدّسة بشكل فوري إلى شعبنا الفلسطيني الكريم في قطاع غزة، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، وفي مواجهة المجاعة". ضحايا تدافع وفي وقت سابق استشهد مواطن وأصيب آخرون جراء التدافع للحصول على مساعدات، أسقطتها طائرات في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بينما تواصل المنظمات الإغاثية الدولية دق ناقوس الخطر، بسبب الوضع الإنساني المتردي في القطاع المحاصر. ومع خلو أسواق شمال القطاع من أبسط المستلزمات، تتصاعد حدة التحذيرات من مجاعة حقيقية تتربص بالسكان. ووصف الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين، الوضع الإنساني في غزة بأنه يتجاوز الكارثي، وقال: إن المدنيين يواجهون مستوى غير مسبوق من الإهانة والبؤس والمعاناة بغزة. وأشار إلى أن عدداً لا يحصى من الناس ليس لديهم ما يفطرون عليه في شهر رمضان، موضحاً أن محنة الرهائن تمثل مصدر قلق إنساني خطير، ودعا إلى ضرورة الإفراج عنهم. وأفادت الأونروا بأن واحداً من كل 3 أطفال دون السنتين من العمر شمالي غزة يعاني سوء التغذية. وأضافت الوكالة عبر منصة "إكس" أن سوء التغذية ينتشر بسرعة بين الأطفال، وأنه يصل إلى مستويات غير مسبوقة في غزة، مؤكدة أن المجاعة تلوح في الأفق. توالي الإدانات لتكرار مجازر "الطحين" مطالب بفرض عقوبات طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل لعدم امتثالها لأمر محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات احترازية في قطاع غزة لمنع حدوث "إبادة جماعية". وقالت المنظمة عبر حسابها على منصة "إكس": إن "على الدول فرض عقوبات موجهة وحظر تسليح على إسرائيل، لتمتثل للأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية". وأشارت المنظمة إلى أن تل أبيب "لم تمتثل لأوامر المحكمة ولم تعمل على إيصال المساعدات، والخدمات الأساسية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة". وكانت محكمة العدل الدولية طلبت نهاية يناير الماضي، من إسرائيل اتخاذ جميع التدابير لمنع أي أعمال يمكن اعتبارها إبادة جماعية، وضمان عدم قيام الجيش الإسرائيلي بأي أعمال إبادة، ومنع أي تصريحات أو تعليقات عامة يمكن أن تحرض على ارتكاب إبادة جماعية في غزة. وطالبتها باتخاذ جميع الإجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية، وعدم التخلص من أي دليل يمكن أن يستخدم في القضية المرفوعة ضدها. وفي 29 ديسمبر الماضي، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة، قبل أن تعلن المحكمة رفضها مطالب إسرائيل بإسقاط الدعوى، وحكمت مؤقتاً بإلزام إسرائيل "بتدابير لوقف الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية". يوم مصيري للمفاوضات وصف الإعلام العبري، بأنه يوم مصيري للمفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار بغزة. وقالت صحيفة "معاريف" العبرية: إن رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع، سيتوجه إلى الدوحة للتباحث مع رئيس الوزراء القطري والمسؤولين المصريين، حول الاقتراح المطروح لصفقة الأسرى الذي قدمته "حماس" إلى الوسطاء. وأضافت أنه قبل ذلك سيجتمع مجلس الوزراء الحربي والمجلس الوزاري السياسي الأمني، لتحديد سياسة استمرار الاتصالات والخطوط الحمراء، وحدود ولاية الفريق المفاوض الذي سيتوجه إلى قطر. وأشارت إلى أنه نشرت تفاصيل إضافية بشأن الوثيقة التي قدمتها "حماس" إلى الوسطاء بشأن الصفقة. وبحسب التقرير، فإن المرحلة الأولى هي وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، والذي سيصبح وقفًا دائمًا لإطلاق النار في المرحلة الثانية. وطالبت "حماس"، كخطوة أولى، قوات الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من شارع الرشيد في مدينة غزة، وطريق رئيسي آخر في قطاع غزة، وهو شارع صلاح الدين، الذي يبلغ طوله 45 كيلومترا –من معبر رفح جنوباً، حتى معبر إيرز شمالاً. وأضافت بحسب "حماس"، فإن انسحاب الجيش الإسرائيلي، سيسمح بإعادة النازحين إلى منازلهم، وسيسمح بمرور المساعدات إلى شمال قطاع غزة مع "ضمان حرية الحركة". كما اقترحت "حماس" إطلاق سراح 50 أسيراً فلسطينياً، منهم 30 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، وذلك مقابل كل جندي إسرائيلي أسير، بالإضافة إلى إطلاق سراح النساء والأطفال والكبار والمرضى من الأسرى الإسرائيليين. وأشارت إلى أنه مع بداية المرحلة الثانية تطالب "حماس" بإعلان وقف دائم لإطلاق النار، قبل أي تبادل للأسرى يشمل بقية الجنود الإسرائيليين. والبدء في عملية إعادة تأهيل شاملة للقطاع. وأوضحت أنه في المجمل، تطالب "حماس" بإطلاق سراح حوالي 800 أسير. ولفتت الصحيفة إلى أن قطر قدمت لدولة الاحتلال، ورقة رد رسمية باسم "حماس" تتضمن قائمة المطالب. ووفق الصحيفة، تم تقديم الورقة إلى الفريق المهني الذي يدير المفاوضات في دولة الاحتلال. وكشف مسؤول إسرائيلي اطلع على محتويات الورقة: "هذه مطالب معقولة وتقدم إيجابي. ومن الممكن التوصل إلى اتفاق". إلا أن مكتب رئيس الوزراء ذكر أن "حماس تواصل تحصين نفسها بمطالب لا أساس لها من الواقع". وكانت حركة "حماس" أعلنت قبل يومين إنها قدمت للوسطاء تصوراً شاملاً عن اتفاق وقف إطلاق النار، يستند إلى "وقف العدوان على شعبنا في غزة وتقديم الإغاثة والمساعدات له، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع". وأضافت "حماس" في بيان لها، أن التصور يشمل أيضاً "رؤيتها فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى"، مؤكدة "انحيازها لحقوق ومصالح الشعب الفلسطيني". وتتوسط قطر ومصر بمساعدة الولاياتالمتحدة، بين حكومة الاحتلال وحركة "حماس"، من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى. أم تحتضن رضيعها الميت بعد استشهاده (رويترز) طفل مصاب يتلقى العلاج في المستشفى الكويتي برفح (غيتي) أب يحمل جثمان ابنه الذي استشهد في خان يونس (أ ف ب)