تعهّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه للعام الجديد الأحد "تدمير" القوات الروسية في أوكرانيا حيث أسفرت ضربات في دونيتسك وأوديسا ليل الأحد الاثنين عن مقتل خمسة أشخاص. وتصاعد القتال بين موسكو وكييف في الأيام الأخيرة مع هجوم غير مسبوق خلّف 24 قتيلاً السبت في بيلغورود الروسية عقب هجوم صاروخي على أوكرانيا الجمعة وصفته كييف بأنه "ضخم" وأسفر عن مقتل نحو 40 شخصاً. وأعلنت كييف أمس الاثنين يوم حداد على ضحايا هذا الهجوم الذين وصل عددهم إلى 19 في العاصمة الأوكرانية، وفق ما ذكرت البلدية. وتحدّث دينيس بوشلين، مسؤول إدارة دونيتسك المُعيّن من موسكو، عبر تيليغرام، عن حصيلة مؤقتة من أربعة قتلى و13 جريحاً في المدينة الواقعة تحت السيطرة الروسية. وكان بوشلين أبلغ في وقت سابق من المساء عن "عمليات قصف كثيفة" على مناطق عدة في دونيتسك أدت إلى إصابة سبعة أشخاص. بدوره، أفاد حاكم أوديسا أوليغ كيبر بأن "شخصا واحدا قتِل نتيجة هجوم معادٍ". وفي غرب أوكرانيا، قال حاكم منطقة لفيف ماكسيم كوزيتسكي إن منظومات الدفاع الجوي أسقطت مسيّرات أطلقت من روسيا في ساعات الصباح الأولى. وفي خطابه للعام الجديد، تعهّد الرئيس زيلينسكي تدمير القوات الروسية التي غزت بلاده قبل عامين تقريبا في نهاية عام اتّسم بفشل الهجوم المضاد الذي أطلقه كييف في الصيف وجمود شبه تام على الجبهة. وقال زيلينسكي "في العام المقبل سيعاني العدو ويلات إنتاجنا المحلي"، مضيفا أن أوكرانيا سيكون لديها مليون مسيّرة في ترسانتها خلال العام 2024. وأشار إلى أن أوكرانيا سيكون لديها أيضا طائرات مقاتلة من طراز إف-16 يوفرها لها شركاؤها الغربيون. من جهته أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالجنود الروس ووصفهم بالأبطال في خطابه الذي ألقاه بمناسبة العام الجديد الأحد والذي ركز فيه على الوحدة والعزم المشترك، دون أن يتطرق في حديثه إلى الحرب في أوكرانيا. وجاء الخطاب المسجل مسبقا على النقيض تماما من الخطاب الذي ألقاه بوتين العام الماضي ووقف فيه وراء جنود ذوي مظهر متجهم لتوجيه دعوة قوية للتضحية فيما وصفه بأنه قتال من أجل الحياة. وقال بوتين "إلى كل من هو في موقع قتالي أو في الصفوف الأولى في القتال من أجل الحقيقة والعدالة: أنتم أبطالنا وقلوبنا معكم. نحن فخورون بكم، ومعجبون بشجاعتكم". ولم يذكر بوتين في خطابه أوكرانيا بالاسم ولا "العملية العسكرية الخاصة"، وهو المصطلح الذي أطلقه على الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022. ونقلت وكالات أنباء روسية في وقت لاحق عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن بوتين اتصل هاتفيا بالقادة العسكريين الروس في ستة قطاعات بالحرب الروسية في أوكرانيا لتقديم التهاني لهم بالعام الجديد. وخفف بوتين في الأشهر القليلة الماضية من حدة رسائله القومية الحادة السابقة بشأن أوكرانيا وبات يركز على الاقتصاد والتضخم قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس. وقال "لقد أثبتنا أكثر من مرة أننا قادرون على حل أصعب المشكلات ولن نتراجع أبدا، لأنه لا توجد قوة يمكنها أن تفرقنا". ولم يتطرق بوتين في خطابه إلى مصير مئات الآلاف من الجنود الروس الذين يقال إنهم قتلوا أو أصيبوا، أو إلى وصول الصراع إلى الأراضي الروسية وهو ما تجلى في الهجوم الأوكراني السبت على مدينة بيلغورود على بعد 34 كيلومترا من الحدود. كما لم يتطرق إلى التمرد المسلح لمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة في يونيو. والأحد، قصفت روسيا خاركيف الواقعة في شمال شرق أوكرانيا ردا على هجوم غير مسبوق على مدينة بيلغورود الروسية التي تقع على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود الأوكرانية. واعتُبر الهجوم على بيلغورود الذي أسفر عن مقتل 24 شخصا وإصابة 108 آخرين وفقا لحاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف، الأعنف على المدنيين في روسيا منذ بدء الحرب في فبراير 2022.