قال مسؤول أمريكي كبير إن انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان دفعت واشنطن إلى أن "تشكك بصورة جدية" في التزام طرفي الصراع بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وسط تواصل الاشتباكات أمس الخميس في العاصمة الخرطوم. وتراقب المملكة والولايات المتحدة تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار من المفترض أن يظل ساريا حتى مساء السبت، وهو اتفاق عزز الآمال في إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وهدّأ وقف إطلاق النار من حدة القتال وأتاح وصول مساعدات إنسانية محدودة لكن تتخلله اشتباكات وضربات جوية لم تتوقف تقريبا منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل. وفي الأبيض، وهي مركز في المنطقة يقع إلى الجنوب الغربي من الخرطوم شهد اشتباكات، قال برنامج الأغذية العالمي إن أغذية وأصولا تتعرض للنهب هناك. وقالت سيندي ماكين "غذاء يكفي 4.4 ملايين شخص في خطر". وأعلن الجيش الأربعاء أنه سينسحب من محادثات جدة حيث أبرم الاتفاق وحيث يحاول الوسطاء التوصل لهدنة أطول أمدا. ورصدت السعودية والولايات المتحدة انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار من الجانبين. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية "لقد دفعتنا هذه الانتهاكات بصفتنا وسيطا في هذه المحادثات إلى التشكيك بصورة جدية فيما إذا كان الطرفان مستعدين لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدا بها". القتال يتواصل تحدث شهود عيان عن اندلاع مواجهات في ساعة مبكرة من صباح الخميس في أنحاء مختلفة من منطقة العاصمة التي تضم الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، وهي واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا. وقال سكان إنهم سمعوا دويا مكثفا لنيران المدفعية في شمال أم درمان وإطلاق نار متقطع في جنوب بحري. وقال نادر أحمد (49 عاما) في حي الثورة في أم درمان "نشعر بالرعب من أصوات المدفعية الثقيلة من حولنا. المنزل يهتز". وتساءل "أين وقف إطلاق النار الذي نسمع عنه؟" واستمرت الاشتباكات بالقرب من سوق في جنوبالخرطوم حيث لقي ما لا يقل عن 19 شخصا حتفهم وأصيب 106 آخرون أمس الأول وفقا لعضو في إحدى لجان الأحياء. ورجح أن يكون عدد القتلى والجرحى أعلى من العدد المذكور لأن العديد من الأشخاص تلقوا العلاج في المنازل أو دفنهم أقاربهم خشية الذهاب إلى المستشفيات. وقالت الأممالمتحدة يوم الثلاثاء إن القتال تسبب في نزوح أكثر من 1.2 مليون بينما لجأ 400 ألف لدول مجاورة. ووفقا لبيانات رسمية قتل 730 على الأقل لكن الأعداد الحقيقية أعلى من ذلك بكثير على الأرجح. مناطق مشتعلة وخارج منطقة الخرطوم، اندلعت اشتباكات في مدن رئيسية بمنطقة دارفور غرب البلاد. وقالت جماعة معنية بحقوق الإنسان هناك إن 50 شخصا على الأقل قتلوا الأسبوع الماضي في مدينة الجنينة الواقعة في أقصى غرب البلاد والتي شهدت بالفعل مقتل المئات في هجمات شنتها ميليشيات. وأضافت أن مدينة زالنجي شهدت أعمال نهب لمستشفى وجامعة المدينة وتعرض الناس هناك للقتل "بشكل عشوائي". وأصبحت مدينة بورتسودان الهادئة الواقعة على ساحل البحر الأحمر مقرا لموظفي الأممالمتحدة وجماعات الإغاثة ودبلوماسيين وكذلك بعض المسؤولين الحكوميين. ورغم ذلك أعلنت السلطات حظرا للتجول في المدينة في وقت سابق من هذا الأسبوع وحذر الجيش من تسلل "خلايا نائمة" إليها. ويقول سكان إن الحافلات منعت من دخول المدينة التي تعد نقطة إجلاء رئيسية. وقال صلاح محمد من سكان بورتسودان "الجيش يقوم بإجراءات أمنية مشددة في المدينة خاصة في الليل".