هزّت غارات جوية وانفجارات جديدة الخرطوم أمس (الاثنين)، قبل ساعات من دخول مرتقب لوقف إطلاق النار في السودان حيز التنفيذ، بينما كشفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هالة غريط، عن آلية لمراقبة تنفيذ "اتفاق جدة". وشن الجيش السوداني ضربات جوية لتحقيق مكاسب أمام قوات الدعم السريع، قبل ساعات من بدء سريان وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع، الذي أحيا الآمال في توقف الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، من بينهم أكثر من 250 ألفاً فروا إلى الدول المجاورة، ممّا يهدّد بزعزعة استقرار المنطقة المضطربة. وقال سكان إن ضربات جوية وقعت في الخرطوم وأم درمان وبحري، وهي المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم. وأضافوا أنه أمكن سماع دوي اشتباكات في وسط مدينة الخرطوم، فيما وجد الملايين أنفسهم محاصرين في منازلهم وأحيائهم بسبب القتال الدائر منذ أكثر من خمسة أسابيع في الخرطوم. وأبلغ السكان عن تفاقم الفوضى والنهب فضلاً عن انقطاع الكهرباء والمياه. وبدأت الإمدادات الغذائية تنفد في بعض المناطق وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل. ويركز الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جدة، على السماح بوصول المساعدات واستعادة الخدمات الأساسية. ويقول وسطاء إن هناك حاجة إلى مزيد من المحادثات التي تستهدف سحب القوات من المناطق الحضرية من أجل إبرام اتفاق سلام دائم بمشاركة قوى مدنية. من جهته، أكد الممثل الخاص للأمين العم للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، أن طرفي النزاع انتهكا القانون الإنساني الدولي، لافتاً إلى أن قرار إنهاء العنف بيد قيادات الجيش والدعم السريع. وأضاف المبعوث الأممي خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع في السودان أمس، أنه حاول لعب دور الوساطة بين الجيش والدعم السريع دون جدوى، مبيناً أنه لم يمر يوم بدون قتال بين الجيش والدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي. وأضاف المبعوث الأممي خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع في السودان، أن نحو 900 شخص قتلوا بينهم أطفال بسبب الصراع، مشيراً إلى أن أكثر من مليون شخص مشرّدون بسبب إستمرار القتال. كما قال عن الكثير من السودانيين حوصروا في منازلهم ويفتقرون إلى إمدادات، لافتاً إلى أن المرافق الأساسية للمياه والكهرباء مدمّرة والمستشفيات أغلقت. وأوضح المبعوث الأممي للسودان أن الوكالة تلقت بلاغات عن نهب المنازل والبنوك وحالات إختفاء قسري، قائلاً إن القتال أدى إلى إندلاع توتّرات قبلية وإثنية خاصة في دارفور. وشدّد على أن المدنيين حملوا السلاح في دارفور بسبب إستمرار الصراع. وقال المبعوث الأممي للسودان إن نقل البعثة إلى بورتسودان لا يعني التخلي عن الشعب السوداني، مؤكداً الالتزام بالعمل على التوصل لوقف إطلاق نار فعال، مؤكداً الالتزام بمنع تحول الصراع إلى نزاعات قبلية وإثنية، مبيناً أن التمويل الإضافي للاستجابة الإنسانية أمر مطلوب وضروري. وأضاف أن الجهود السعودية والأميركية أثمرت عن اتفاق جدة لوقف الاقتتال، مرحباً بتوقيع اتفاق جدة للأغراض الإنسانية. وحثّ المبعوث الأممي للسودان الجيش والدعم السريع على ضمان حماية المدنيين، مشيراً إلى أن المجتمع المدني السوداني يؤدي دورا مهما واتخذ موقفاً حيادياً. ودعا الجيش والدعم السريع إلى وقف القتال والانتقال للحوار، محذّراً من مخاطر جديّة من إتساع نطاق الحرب في السودان.