قال سكان في الخرطوم، إنهم سمعوا دوي اشتباكات بين طرفي الصراع الليلة الماضية، في أجزاء من العاصمة السودانية، في ثاني أيام هدنة مدتها أسبوع، بهدف السماح بإيصال المساعدات وتمهيد الطريق لهدنة أطول. وجاء اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يخضع لمراقبة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وكذلك طرفي الصراع المتمثلين في الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بعد خمسة أسابيع من القتال الكثيف في الخرطوم، وامتداد أعمال العنف إلى مناطق أخرى من البلاد مثل إقليم دارفور غرب السودان. وقال سكان في أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تكون معا ولاية الخرطوم، إن هناك تبادلا لإطلاق النار وقع في وقت متأخر أمس الثلاثاء في عدة مناطق. وأضافوا أنهم سمعوا دوي نيران مدفعية كثيفة قرب قاعدة وادي سيدنا العسكرية، في ضواحي العاصمة. وقال الأستاذ الجامعي حسن عوض (48 عاما) عبر الهاتف "سمعنا في شمال أمدرمان، أصوات اشتباكات عنيفة لكن الوضع بعد الهدنة أفضل، كل يوم جديد يكون لدينا أمل باحتمال انتهاء كابوس الحرب... لقد كرهنا الحرب". وأدى وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ مساء الاثنين، إلى هدوء نسبي للقتال في الخرطوم أمس، ومع ذلك لم تظهر مؤشرات تُذكر على زيادة سريعة في الإغاثة الإنسانية. وقالت فرق الإغاثة، إن الكثير من الإمدادات وعمال الإغاثة الذين يصلون إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، ينتظرون التصاريح والضمانات الأمنية. واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بينما كان يتم وضع اللمسات الأخيرة على خطط مدعومة دوليا، للانتقال إلى إجراء انتخابات ديمقراطية. وقالت المملكة والولايات المتحدة في وقت متأخر، إن ممثلين للجنة المتابعة والتنسيق عملوا على "ضم قيادات الطرفين في السودان للحديث عن الادعاءات بوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار". وتم الاتفاق على الهدنة يوم السبت بعد محادثات بوساطة سعودية وأمريكية في جدة. الوضع "مفجع" شهد الصراع ضربات جوية متواصلة واشتباكات على الأرض، في الخرطوم للمرة الأولى. ويكابد الكثير من السكان للعيش وسط ظروف انقطاع إمدادات المياه والكهرباء، لفترات طويلة وانهيار الخدمات الصحية وتفشي الفوضى والنهب. ووصف مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، ما يحدث في السودان بأنه "مفجع" ووجه مناشدة مباشرة لطرفي القتال لوقف العنف الجنسي وحماية المدنيين. وقال: إن مكتبه وثّق ما لا يقل عن 25 حالة عنف جنسي حتى الآن، وإن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير. وكان السودان يواجه بالفعل ضغوطا إنسانية شديدة قبل اندلاع الصراع في 15 أبريل، والذي أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من ديارهم، وهدد بزعزعة استقرار المنطقة. وقال فيليبو جراندي، مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين إن ما يربو على 300 ألف فروا حتى الآن من السودان إلى دول مجاورة، إذ عبر كثيرون منهم إلى تشاد ومصر في الأيام القليلة الماضية. وأضاف في تغريدة على تويتر "مساهمات المانحين في خطة التعامل مع اللاجئين لا تزال شحيحة. نحن بحاجة إلى مزيد من الموارد بشكل عاجل لدعم البلدان المضيفة للاجئين". وتقول الأممالمتحدة، إن عدد من يحتاجون المساعدة داخل السودان قفز إلى 25 مليونا، أي أكثر من نصف سكان البلاد.