استشهد الشاب مهدي حشاش، جراء إصابته خلال التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي توغلت في مخيم بلاطة، حيث توغلت القوات في عدة مناطق في نابلس، لتأمين اقتحامات أعضاء كنيست ومجموعة من المستوطنين إلى "قبر يوسف". وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن شابا أصيب برصاص الاحتلال في منطقة البطن والقدم من مخيم بلاطة، ونقل للمستشفى وصفت جراحه بالخطيرة، وأعلن عن استشهاده بعد وقت قصير من وصوله إلى مستشفى رفيديا. وذكر الهلال الأحمر أن 3 إصابات وقعت بالرصاص المطاطي و57 اختناقا بالغاز، حصيلة المواجهات مع الاحتلال خلال اقتحام قبر يوسف ومحيط مخيم بلاطة. واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مخيم بلاطة ومحيطه، وسط اشتباكات مسلحة عنيفة مع مجموعات المقاومة المسلحة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاقتحام تم باستخدام آليات تابعة للجيش وبحماية مشددة، ولم تستخدم الحافلات. وخلال العملية، سعت قوات الاحتلال لتأمين اقتحام مجموعة من أعضاء الكنيست من الليكود و"الصهيونية الدينية"، و"عوتسما يهوديت"، والحاخامات وقادة المستوطنات إلى ما يسمى "قبر يوسف". وتعرضت قوات الاحتلال لإطلاق نار من داخل ومحيط مخيم بلاطة، وبعض الشوارع والمناطق الأخرى شرق نابلس. وتبنت مجموعات المقاومة عمليات إطلاق النار تجاه قوات الاحتلال ومجموعة المستوطنين، فيما نعت كتائب شهداء الأقصى في بيان مقتضب الشهيد حشاش، التي قالت إنه من مقاتليها، مشيرة إلى أن عناصرها نصبوا كمينا لقوات الاحتلال، واستهدفوها بالعبوات الناسفة وحققوا فيها إصابات مؤكدة. إلى ذلك، أفادت صحيفة "هآرتس"، العبرية، بأنه تم تنظيم حدث سياسي في "قبر يوسف" بمصادقة القائد العسكري لجيش الاحتلال في الضفة الغربية، العميد آفي بلوت، ومن بين المسؤولين المنتخبين الذين اقتحموا "قبر يوسف" أعضاء الكنيست المستقبليين، بمن فيهم بوعز بيسموت وعيدت سيلمان، وعميحاي شكلي من الليكود، ويوني مشريكي من "شاس"، وأعضاء "عوتسما يهوديت" ليمور سون هارميلخ ، وعميحاي إلياهو وألموغ كوهين. وأوضحت الصحيفة، أنه تمت دعوة السياسيين إلى الحدث من قبل رئيس مجلس المستوطنات بالضفة، يوسي دغان، وذلك خلافا لموقف كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، الذين حذروا من أن إقامة حدث سياسي هناك قد يؤدي إلى تجدد المواجهات والاشتباكات المسلحة في منطقة نابلس. ويرى محللون سياسيون، أن قرار جيش الاحتلال بالسماح لمجموعة من أعضاء الكنيست المنتخبين من الأحزاب اليمينية، باقتحام مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) للوصول إلى منطقة قبر يوسف، يحمل دلالات وأبعاد عديدة لا تتعلق بموضوع الانتخابات ومفرزاتها فقط. وقال الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي ياسر مناع، إن "الهدف الرئيس إضفاء البعد الاستيطاني للمكان، على اعتبار أنه يهودي بحت، ويجب ضمه لأرض إسرائيل، كحال الكثير من الأماكن في الضفة". وأكد مناع أن "الصهيونية الدينية اليوم، راعية للمشروع الاستيطاني، ومن المحتمل أن تشهد خلافات حادة داخل الحكومة الجديدة، حول الاستيطان في الضفة". ورأى أن "اختيار المكان للاحتفال، يحمل تأكيدا على يهوديته، وقد يكون في المستقبل خطوة عملية لإعادة احتلال القبر". بينما رأى عدد من المختصين في الشأن الإسرائيلي أن "الموضوع أكبر من الانتخابات ونتائجها، ويرتبط بوضع المقاومة في نابلس، فالاحتلال يريد اختبار الواقع المقاوم في المدينة، وإذا ما كانت الاقتحامات ستعود إلى سابق عهدها، لتمر دون مقاومة مسلحة وتقتصر على ملقي الحجارة فقط". وشدد المتابعون للشأن الإسرائيلي على أن "الاحتلال يريد أن يرسخ قاعدة قديمة وجديدة، بأن تتم الاقتحامات دون أن يكون هناك تهديد حقيقي على أرواح المستوطنين، ويعتقد الاحتلال بأنه نجح إلى حد كبير في اجتثاث المسلحين وتحديدا ظاهرة عرين الأسود". وعبروا عن اعتقادهم أن أجهزة أمن الاحتلال الاستخبارية، طلبت من المستوطنين وقيادتهم القيام بالاقتحامات حتى يكون بمثابة الاختبار لكل ما حصل مؤخرا في نابلس بحق المقاومة. من جهة ثانية، تلقّت جمعية "إلعاد" الاستيطانية 28 مليون شيكل (الدولار يساوي 3.53 شيكل) من الحكومة الإسرائيلية، لدعم مشاريعها الاستيطانية والتهويدية في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بهدف تغيير طابع الأرض والاستيلاء عليها، بحجة "البستنة". وحسب صحيفة "هآرتس"، العبرية، يخدم المشروع التهويدي تطوير المنطقة المقدسية سياحيًّا لصالح المستوطنين، وعلى حساب أصحاب الأرض الأصليين، وسلب حقوقهم ومصادرة أراضيهم وعقاراتهم في بلدة سلوان، وطردهم منها. و"العاد" الاستيطانية من أغنى الجمعيات غير الحكومية الإسرائيلية، وتشرف على نحو 70 بؤرة استيطانية في سلوان، تقع أغلبها في منطقة وادي حلوة، وتنفذ من أجل زيادة هذه البؤر تحايلات قانونية ومالية ضخمة للاستيلاء على عقارات المقدسيين، كما تُمول الحفريات في عدة مناطق بالقدسالمحتلة. وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الجمعية الاستيطانية تلقت الأموال العامة من خلال ثلاث جهات إسرائيلية مختلفة، هي: "وزارة تنمية القدس والتراث، بلدية القدس، وهيئة تنمية القدس". وقالت: "من أصل 28 مليون شيكل حصلت عليها الجمعية، حول نحو 20 مليون شيكل إليها لغرض إعداد الميزانية لبناء جسر المشاة على الفور". وأضافت أن "الجمعية الاستيطانية تلقت أربعة ملايين شيكل إضافية من هيئة تنمية القدس، لمشروع الحفاظ على كهوف الدفن، بالإضافة إلى ذلك، حوّلت البلدية نحو مليونَي شيكل إليها من أجل تطوير المنطقة، ومليونَي شيكل أخرى لسبب مماثل".