أكدت مصادر محلية في مدينة نابلس (شمال الضفة)، أن قوات الاحتلال استخدمت لأول مرة طائرة مسيّرة لحماية المستوطنين الذي اقتحموا قبر يوسف فجر الخميس. وأوضحت المصادر أن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال، مع عدد من قادته، اقتحمت شرق نابلس ومخيم بلاطة ومحيطه، لتأمين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف، واستخدمت لأول مرة طائرة مسيرة لإلقاء قنابل الغاز تجاه المواطنين الفلسطينيين ومنازلهم؛ لتسهيل مهمة المقتحمين". من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن "طواقمه تعاملت مع أربع إصابات بالرصاص المطاطي، وإصابة واحدة بحروق في اليد، و12 حالة اختناق جراء الغاز المسيل للدموع، بينهم صحفي". وذكر موقع /0404/ العبري، أن 30 مستوطناً اقتحموا مقام قبر يوسف، فجر الخميس، وأن عملية الاقتحام تمت بحراسة من الجيش الإسرائيلي. وأشار الموقع إلى أن رئيس مجلس شومرون (السامرة) الاستيطاني يوسي داغان، شارك في عملية الاقتحام، مع عدد من قادة الجيش الإسرائيلي. يشار إلى أن المستوطنين يقومون باقتحامات متكررة لمقام يوسف، الذي كان في السابق مسجداً إسلامياً يحتوي على ضريح شيخ مسلم يدعى يوسف دويكات من بلدة بلاطة، قبل أن تقوم السلطات الإسرائيلية باحتلال المقام وتحويله إلى مكان استيطاني، بعد احتلال الضفة الغربية في أعقاب حرب عام 1967. وشكّل المقام الذي يقع وسط مدينة نابلس بؤرة توتّر بالمنطقة، في ضوء التواجد المستمر للمستوطنين وقوات الاحتلال في المكان، وما يتعرض له سكان الأحياء المجاورة للمقام من مضايقات واستفزازات باستمرار. من جهة ثانية اقتحم مستوطنون يهود، صباح الخميس، المسجد الأقصى المبارك، تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة، أن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى من باب المغاربة، ونظمت جولات استفزازية في ساحاته، وتلقت شروحات عن "الهيكل" المزعوم. وأشارت إلى أن المستوطنين أدوا طقوسًا تلمودية في منطقة باب الرحمة شرقي الأقصى، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال. وواصلت شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل المحتل للمسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم، واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية. وفي السياق، انطلقت دعوات شبابية ومقدسية للحشد والرباط الجمعة في المسجد الأقصى، والمشاركة في حملة "الفجر العظيم"، تلبية لنداء المسجد الأقصى، ولإجهاض مخططات التهويد الإسرائيلية التي يتعرض لها. ومنذ احتلال مدينة القدس عام 1967، تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيح باب المغاربة، ومن خلاله تنفذ الاقتحامات اليومية للمستوطنين وقوات الاحتلال، ولا يسمح للمسلمين بالدخول منه إلى المسجد الأقصى. ويتعرض "الأقصى" يوميًا، عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا. في سياق متصل، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات، فجر الخميس، طالت عددا من أقارب أسيرين تتهمهما بتنفيذ عملية إطلاق نار على حافلة لجنود إسرائيليين في منطقة الأغوار الشمالية، الأحد الفائت. وقال شهود عيان إن الاقتحام استهدف حي الهدف في جنين (شمال الضفة)، وجرى اعتقال والدي الأسير محمد تركمان (أحد المتهمين بتنفيذ العملية) وآخرين من أقاربه.وخلال الاقتحام، تعرض جيش الاحتلال لإطلاق نار عنيف من مقاومين، واعترف الجيش بإصابة أحد جنوده، دون إيضاح لوضعه الصحي. وقالت كتائب شهداء الأقصى "لواء الشهداء" في تصريح مقتضب، إن "مقاتلينا، مع مجاهدي سرايا القدس وكل شرفاء المخيم، قاتلوا الاحتلال بشراسة لدى اقتحام منازل منفذي عملية الأغوار البطولية". وتابعت: "تحت راية فلسطين توحدنا، وعلى أرض المعركة، ولم يبقَ سلاح شريف إلا وأخرجه المخيم، وقاتل مع المقاومة الموحدة على قلب رجل واحد ضد الاحتلال؛ لتستمر المعركة". وكان ستة من جنود الاحتلال، قد أصيبوا في عملية إطلاق نار على حافلة تقلهم، الأحد الماضي، في منطقة الأغوار، شرقي الضفة الغربيةالمحتلة.