حذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة نية المستوطنين الإسرائيليين "ذبح القرابين" في المسجد الأقصى المبارك يوم غد الجمعة. واعتبر المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان وزع للصحفيين أمس، التهديد باقتحام المسجد الأقصى "لذبح القرابين" وتهديد بنشر المزيد من قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، سيؤدي إلى تصعيد "خطير لا يمكن السيطرة عليه". وكانت حركة "عائدون إلى جبل الهيكل" وهي من جماعات اقتحام المسجد الأقصى قالت في وقت سابق إن "قربان عيد الفصح هذا العام سيكون بمثابة اختبار حقيقي لليهود، حيث يصادف موعد ذبح القرابين في الأقصى يوم غد الجمعة ". وأضافت الحركة بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة "لا يوجد وقت أفضل من هذا اليوم الذي يجتمع مئات الآلاف من المسلمين في الأقصى للصلاة فيه هذا هو اختبار لنا، فهل نحن على استعداد حقًا للتضحية من أجل ذبح القرابين؟". والمسجد الأقصى هو أحد أكبر المساجد في العالم، إذ تبلغ مساحته (144 دونما) ومن أكثرها قدسية لدى المسلمين. من جهة أخرى، قال أبو ردينة إن استمرار عمليات القتل اليومية للفلسطينيين "بدم بارد، و مواصلة الاعتقالات والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والأوامر الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية للجيش بإطلاق النار بلا قيود وانتهاك حرمة المقدسات، هي السبب الرئيس للتصعيد والتوتر الذي تشهده المنطقة". وتابع أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية على الأرض يثبت بأنها غير معنية بإنجاح كافة الجهود الإقليمية والدولية الساعية لمنع التصعيد وإزالة أسباب التوتر ليكون شهر رمضان شهراً للعبادة والصلاة. ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي خاصة الإدارة الأمريكية للتدخل العاجل لمنع تفاقم الأوضاع ووصولها إلى مرحلة صعبة تدخل المنطقة إلى مزيد من التصعيد والعنف الذي سيدفع ثمنه الجميع. وشدد الناطق باسم الرئاسة على أن الحل الوحيد لهذه الأزمات المتلاحقة هو بتحقيق السلام العادل القائم على قرارات الشرعية الدولية، وليس عبر سياسة "العقاب الجماعي والاستيطان والقتل وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية التي لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد". في سياق متصل قام مستوطنون بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، باقتحام مدينة نابلس وإعادة ترميم مجمع "قبر يوسف". يأتي ذلك، فيما أصيب عدد من المواطنين، خلال عمليات اقتحام واسعة نفذتها قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وخاصة في منطقة جنين. وأفاد نادي الأسير باقتحام الاحتلال مناطق متفرقة بالضفة، حيث شهدت بعض المناطق مواجهات واشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال التي شنت حملة اعتقالات طالت 13 شابا جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية. واقتحمت قوات الاحتلال عشرات المنازل في مناطق متفرقة بجنين، وطولكرم، ونابلس، وقلقيلية، والبيرة. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن 6 شبان أصيبوا برصاص الاحتلال، إحداها خطيرة، وذلك خلال مواجهات شهدتها بلدة بيتا قضاء نابلس، ومن بينهم الشاب بلال حمايل الذي أصيب برصاصة مطاطية في العين. وأصيب شابان، بالرصاص المطاطي وخمسة اختناقًا بالغاز في مواجهات منطقة قبر يوسف، فيما أصيب شابان برصاص الاحتلال بعد إطلاق النار تجاههما في بلدة حلحول قضاء الخليل. كما أصيب شابان، في بيت أمر، قبل أن تعتقل قوات الاحتلال أحدهما دون معرفة وضعهما الصحي. إلى ذلك، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأن طاقم عمل وبناء يتبع لما يسمى "المجلس الإقليمي الاستيطاني في السامرة"، اقتحم سرا مجمع قبر يوسف، وقام بعملية ترميم للقبر بعد أن أقدمت مجموعة من الشبان الفلسطينيين منذ أيام بمهاجمته ومحاولة تكسيره، بحسب المزاعم الإسرائيلية. وخلال اقتحام قوات الاحتلال لمجمع القبر، تعرضت المركبات والقوات للرشق بالحجارة من قبل مجموعة من الشبان، حيث اقتحم المكان إلى جانب فرق البناء، ما يسمى مدير ضريح يوسف والأماكن المقدسة الذي يديره نتانئال شنير، ونائب وقائم بأعمال رئيس المجلس الاستيطاني دافيدي بن تسيون. وتأتي عملية الاقتحام والترميم، بعد أن زعمت سلطات الاحتلال أن مجموعة من الشبان الفلسطينيين قامت فجر الأحد الماضي، باقتحام مقام قبر يوسف وتحطيم أشياء فيه. ووفقا لمزاعم الاحتلال، فإن عشرات الفلسطينيين شاركوا في مسيرة انطلقت من وسط مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرقي نابلس، تنديدا بالإجراءات الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها. ووصلت المسيرة إلى مقام يوسف، في بلاطة، وحطم المشاركون الأبواب ودمروا رخام القبر ومقتنياته، وأشعلوا النار في جزء منه. ولفت شهود عيان إلى أن قوة من الشرطة الفلسطينية وصلت للموقع و أخلته. وتتعمد مجموعات المستوطنين من اقتحام "قبر يوسف" على مدار العام، وسط حماية مشددة من قبل قوات الاحتلال، حيث يعتبره اليهود مقاما مقدسا منذ احتلال الضفة عام 1967. علما إنه ضريح لشيخ مسلم اسمه يوسف دويكات. ففي عام 1990 تحول القبر إلى نقطة عسكرية يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وفي ذات العام صنفت وزارة الأديان الإسرائيلية القبر وقفا يهوديا. وشهد محيط "قبر يوسف" طوال السنوات السابقة صدامات دامية قتل فيها عدد كبير من الإسرائيليين والفلسطينيين أبرزها في العام 1996 عندما اشتبك الأمن الوطني الفلسطيني مع الجنود الإسرائيليين وسقط آنذاك قتلى من الطرفين، فيما يعرف ب"هبة النفق". وفي عام 2015 أحرق فلسطينيون المقام، ورفعوا العلم الفلسطيني عليه، ردا على استمرار المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، غير أن السلطة الفلسطينية عملت على إعادة ترميم المقام، وفرضت إجراءات أمنية مشددة في محيطة.