حين كان لقاء سمو الأمير محمد بن سلمان الكل كان شاغرا فاه، مصغيا أذنيه، لهذا الحدث الوطني السعودي الخليجي العربي العالمي ماذا سيقول هذا الشاب؟ الذي أصبح بين عشيّة وضُحاها حديث المجالس، عناوين الصحف، شاغل الدنيا ومالئ الناس كالمتنبي وأكثر في زمانه! كل العالم كان يشحذ بصره في شاشة تلفازه يترقّب ماذا تكون بعد خمس سنوات ماضية من أمانٍ ظهرت وبانت؟! لكن سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أبهر العالم خلال ساعة ونصف، وبالأرقام يتحدّث فأصبح الجميع يعتقد وهو كذلك أن سمو ولي العهد كل وزارات الدولة في شخص واحد! فتحقّق المراد، وبان الهدف، وأصابت الرؤية، فظهرت الخمسُ سنوات، معيارا لقياس النجاح، وفاقت كل التوقعات وأكثر، ولكن سمو سيدي ولي العهد كَسَرَ كلَّ التوقعات، وهو مبتسم بعيني حالم عالِم خبير طويل المدى، سخيّ الندى، حتى أسمع العالَم حَسْم نجاحِ رؤية الصدى! فصار الإسكان سُكّانا، وعيشا كريما لكل مواطنٍ ومواطنة على أرض السعوديّة.. صارت الطاقة طاقة، والأحلام تسرب برّاقة، والأماني على أرض الواقع طوّاقة، وصار العالم في قمّة العشرين برئاسة مملكتنا سادة وسيّادة. صار النفط مَصْدَرا، والتحوّل للصناعة الداخلية مَطْلَبا، فجاءت الرؤية فكانت السياحة سياحة عالميّة، والحياة جودة وحياة سعوديّة، والترفيه سياسة وانتماء، وبُعْد نظرٍ والتقاء، والصناعة صناعة بأيدي سعوديين في العُلا صدّاعة. قال سمو ولي العهد في لقائه: (السعودي لا يخاف! يقلق نعم ولكن يتجاوزه.. لكنه لا يخاف) فبثّ الثقة في المواطن المقيم، وفتح مجالات عدّة للجميع تاركا مساحة للتنمية للشركات السعودية، وصار صندوق الاستثمارت العامة مصدرا للدخل بالمليارات غير النفط، متكئا على جملته مادحا هِمّة السعودية بأنها كجبل طويق وأن المواطن دوما لا يخاف! بالأرقام سموه يتحدّث، لأنه حديثُ كل الوزارات متحدث لبق، وبالفصاحة سبق، يتحدث بدون ورق! ومما لفت انتباه الجميع أن باب مكتب سموه مفتوح، كقلبة، فكانت ثقافة الباب المفتوح إلى بوابة العالم عنوانا للرؤية في خمس وأبقى ولاحقة ستبقى بإذن الله، فجاء حديث سمو سيدي ولي العهد شفّافا دون عبارات رنّانة، طنّانة من اللقلب، من الباب للباب، وعندما سأله المذيع ثم ماذا بعد 2030؟ قال سمو سيدي ولي العهد: 2040 طموح يعانق عنان السماء، لقاء سمو سيدي ولي العهد، وثقافة الباب المفتوح لمكتبه هما عنوان كل الإبداع: سياسة، واقتصادا، وثقافة، ورياضة، وطاقة. طاف سمو سيدي ولي العهد بالعالم في مدارِه وترك للآخرين من الأعداء يعضون أصابع الندم، ولات حين مناص. علي بن حسين الزهراني