أورد الشيخ محمد بن ناصر العبودي ألفاظاً شعبية كثيرة استعملها الناس للذم، بعضها ما زال حاضراً على ألسنة الناس وحاضراً في أبيات الشعراء في مختلف الأغراض مثل: «هلباج»، و»رخمة»، و»لاش» و»بلاّس»، و»خمام»، وأورد أيضاً ألفاظاً أخرى انقرضت وطواها الزمن، ولا شك أنه قد حلّ محلها اليوم ألفاظ جديدة. من ألفاظ الذم التي انقرضت على سبيل المثال: «الخرخوتي» وهو الشخص المتردّد الذي لا يجزم في الأمور، و»القرضامي» الذي «يأكل حقوق الناس المالية، ولا يؤدي ما عليه من الديون»، و»البهبوه» وهو الذي تلازمه صفة الشرود الذهني، و»المبرسم» وهو مَن يتكلم بكلام غير منطقي، وكانوا يخرجون هذا اللفظ «مخرج الاستفهام الإنكاري فيقولون لمن قال قولاً غير معقول: «أنت مبرسم؟». وإذا كان الشخص يكثر خداعه والاحتيال عليه سموه «مِبرامة» أو «مِهكاكة»؛ أي يسهل «الهك» أو الكذب عليه، ومعنى «برم الشخص على آخر: خدعه، واحتال به». بعض ألفاظ الذم، التي أوردها العبودي، درج الناس في استعمالها على أن تأتي في كلامهم مقرونة بألفاظ مدح مضادة لها، وتأتي عادةً في سياق المقابلة أو المقارنة بين شخصين يقولون: «ونعم بفلان (وافي)، بمعنى أنه كريم الطبع سخي النفس... وفلان (هافي): عكس ذلك». أو قولهم فلان (مربوش) كما في قول الشاعر سليمان بن حاذور: ما يجتمع يا ناس عاقل ومربوش يحرمك من لذة حياتك عنى به ودوّن العبودي الكنايات الشعبية التي تستخدم للدلالة على صفات مذمومة، ومنها ما يستخدم في عصرنا الحاضر كقولهم: فلان «ما يصدّر ولا يورّد، أو «فلان مقطّع أربع»، ويوضح الشيخ معنى هذه الكناية قائلاً: «يريدون أن يديه ورجليه قد قطعت لكثرة الجنايات والجرائم التي عملها». ومن كنايات الذم التي اندثرت قولهم: «فلان ممحاشة زِفر» كناية عن كونه يتوقى به غيره الذّم بجعله يباشر الأفعال غير المرغوب فيها»، ويضيف موضحاً هذه الكناية: «أصله في المنديل أو القطعة من الخيش التي يمسح الناس بها أيديهم بعد أكل الطعام الدسم». ومنها قولهم «للغليظ من الأشخاص الذي يكون جسمه غليظاً، ولكنه لا يحسن التصرف في الأمور، ويصعب التعامل معه لغلظ فهمه» (فلان كِرزبة)؛ و»الكِرزُبَّة القطعة من الخشبة المؤلّفة «من عدد من العقد الصعبة التهذيب»! وفي معاجم العبودي ترد ألفاظ ذم تختص بفئات معينة من الناس، فكلمة «الفاينة» تقال للمرأة «العاهر الفاجرة التي تتعاطى الفجور ويتكرر ذلك منها». وحين يريدون ذم جماعة شخص يقولون: فلان ربعه (خاش ماش) «يراد بهم الأردياء من الناس». ويحسب للشيخ محمد بن ناصر العبودي أنه كان صادقاً في تدوين وشرح كثير من ألفاظ الذم الشعبية، كما كان -حفظه الله- جاداً وصادقاً في تدوين جوانب متنوعة من تراثنا الشعبي، ولم يحجم عن شرح ألفاظ الذم إلا في مواضع نادرة كانت إشارته إلى درجة الفحش والبذاءة فيها كافية للالتماس العذر له في ذكرها والتحرّج من شرحها.