أثناء مقابلة الأمير بندر بن سلطان الاخيرة والتي كشف خلالها حقائق تاريخية دامغة استشهد ببيت شعر للأمير خالد الفيصل فقال "كل ما قلت هانت جد علم جديد" من رائعته (يازمان العجايب). هذا الاستشهاد أتى في حدث سياسي بامتياز، في تلك اللحظة تذكرت لقاء تلفزيونيا مع الوزير السابق الدكتور مدني علاقي عندما أجاب على أحد الاسئلة ب"أخذت من حلو الزمان ورديه" وهي من ضمن الابداع الذي تجلى في قصيدة (المعاناة) التي لامست الكثير. ترديد أبيات الفيصل على لسان الإنسان (أميراً، وزيراً، أو من العامة) هو معنى الإبداع الحقيقي. وخلودها منذ أكثر من أربعين عاما، وتداولها كتابتةً، وسماعاً، وقولاً، هو الانصاف لها، والتأكيد على ملامستها القلوب والعقول، فمن ذا الذي لم يردد: يامدور الهيّن ترى الكايد أحلى إن قلت زانت خالف الوقت ظني ولاني بندمان على كل ما فات أما عن شخصي المتواضع فأنا أهيم بكل سماوات المحبّة" في الفريدة (أَوِنّ) فلا أملّ سماع كلماتها منذ أيام الجامعة إلى أن شاب الشعر، ف"في عيني وحلقي وصدري شكاوي" أتساءل معها كيف استطاع أن يصف بها ما في خاطري بهذا السحر، وأنا "أعاني رياح الزمان العتية"، و"هذي حياتي عشتها كيف ما جات". لم أكن أرغب في الحديث عن هذا الجبل؛ لأني أعلم أنه يقرب نقاده ولا يحبذ من يمدحه، وأنا شاهد على أحداث ومناسبات يوقف من يبدأ شعراً في مدحه، ويطالب بأن يكون الحديث عن شكوى أو نقد أو مطالبة بخدمة. ولا يمكن أن أضيف أنا أو غيري في حق هذا العالي أي شيء فإنجازاته تتحدث عنه، وفكره سبق زمانه، وشعره خالد. * المدير الإقليمي للمنطقة الغربية