ليس كل من يملك سلطة أو يشغل منصباً عالياً يتمتع بروح القيادة؛ لأن القيادة تحتاج شخصاً يتمتع بمهارات وتجارب وخبرات تساعده في السيطرة على سير العمل واحتواء من يرأسهم، وهنا يبرز السؤال: ما مواصفات القيادي الناجح؟. يقول أحمد السعد -اختصاصي اجتماعي-: تُمثل القيادة الإدارية حلقة الوصل بين الموظفين والإدارة العليا، ولا يمكن أن يكون هناك نجاح باهر في المنظمات والمنشآت إذا لم توجد القيادة الناجحة، ولعل نجاح المنشآت والمنظمات الحالية التي انتشرت على مستوى العالم يقبع خلفها قادة متميزون وليسوا مديرين، مؤكداً على أنه في الإدارة من الأفضل أن تكون قائداً وليس مديراً إذا كنت تطمح بالتميز والإبداع، مع العلم أن المدير قد يكون ناجحاً في الإدارة، وفي الحدود الأساسية والمتطلبات الرئيسة، لكن القائد مختلف، فهو يبحث عن التميز والتفكير خارج الصندوق والتجارب، بل ومحاولة المنافسة مع المنظمات الأخرى. ثقة وقدوة وأوضح السعد أن من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر بالقائد هي القوة والثقة بالنفس، وأن يكون قدوة للآخرين، في ظل شيء اسمه الخبرة وتحديد نقاط القوة والضعف للمنشأة، مضيفاً أنه من صفات القائد أيضاً أن يكون ذا خلق عالِ، وأن يكون قادراً على اختيار الموظفين المناسبين للعمل، والنضوج، المرونة، إلى جانب مهارة اتخاذ وصنع القرار، وتحمل المسؤولية وتقبلها، إلى جانب الواقعية، ولعل وجود هذه الصفات قد تخلق منك قائداً ناجحاً، مبيناً أن ما نلاحظه في بعض المنشآت التي تواجه تخبط وعدم استقرار وجود مدير يتقيد بالسلطة والحدة، مع حرصه دائماً على استمراره في المنصب، الأمر الذي يجعل المصلحة الشخصية تغلب على المصلحة العامة للمنظمة، وبالتالي في ظل هذه الإدارة سوف تنجلي روح الفريق الواحد والولاء والانتماء للمنظومة، ذاكراً أن بعض المهارات التي يتصف بها القادة قد تكون مهارات فطرية نابعة من الحياة التي عاشها، وبعض هذه المهارات قد تكون مكتسبة من خلال تجارب سابقة، ولا نغفل المهارات الاجتماعية، لافتاً إلى أنه تتمثل هذه المهارات في العلاقات الإنسانية المُتبادلة بين الأشخاص في المُنظمة، وزيادة درجة الفاعلية والمودة بين الموظفين، وتحفيزهم على تحقيق الأهداف المطلوبة على المدى القريب والمدى البعيد، مُشدداً على أهمية أن يكون منهج الإدارة هو القيادة لتحقيق الأهداف الجماعية وتحقيق المصلحة العامة. قدرة التأثير وتحدث مفلح محمد البلوي -قائد مدرسة- قائلاً: القيادة الإدارية تنحصر فيمن يمتلك مجموعة من السمات والصفات التي تميز القائد عن غيره، والتي تتمثل في الذكاء والمعرفة بأصول الحديث، والقدرة على التأثير من خلال مهارات فنية وإنسانية وذهنية تجعل جميع العاملين يعملون بروح عالية ونتائج مثمرة. وقالت نيرين بامانع -مذيعة-: تتضمن الصفات القيادية معرفة جميع جوانب الوظيفة، وفهم ما يحفز الناس، مما يعني الكثير من التعاطف، ولكن في الوقت نفسه القدرة على التراجع، في وجود الموضوعية عند الضرورة، مضيفةً أن القائد هو الشخص الذي يمكنه رؤية الصورة الكبيرة ويمكنه التحرك نحو هدف محدد، مبينةً أنه يجب أن يكون لديه قيم ونزاهة، وأن يكون محترمًا عندما يتعين عليه إظهار خطأ ما يحتاج إلى إصلاح شخص معين. ذكاء اجتماعي وذكر محمد سالم -تربوي- أن صفات القائد الناجح كثيرة وتختلف باختلاف الجهة والوظيفة، لكن لعل من أهم صفات القائد الناجح الثقة الكبيرة بما لديه من قدرات وإمكانات ومبادئ، فالقائد الناجح يعرف ما لديه من نقاط القوة وتكون دافعاً وحافزاً له في قيادته، ومن الصفات أيضاً الذكاء الاجتماعي الأمر الذي يعطيه القدرة على التواصل مع الآخرين وإيصال ما لديه من أفكار، ولا ننسى أن من أهم صفات القائد الناجح القدرة على التخطيط واتخاذ القرارات المناسبة والحاسمة التي تتطلبها بعض المواقف من سرعة اتخاذ القرار الصائب الذي يترتب عليه أمور مصيرية، أيضاً لا بد أن يتمتع بالتحفيز لمرؤسيه، والذي يكون في وضعه الصحيح وفي الموقف الذي يتطلبه، ليكون دافعاً قوياً لمزيد من العطاء والإتقان، مشيراً إلى أن القائد الناجح لديه رؤية واستشراف للمستقبل ونزاهة تجعله قدوةً لمرؤوسيه، مشيراً إلى أن القيم التي يتبناها القائد ويؤمن بها هي أهم ما يميزه. مهارات وتجارب وأوضحت ناهد البلوي -أخصائية اجتماعية- أنه ليس كل من يملك سلطة أو يشغل منصباً عالياً يتمتع بروح القيادة؛ لأن القياده تحتاج شخصاً يتمتع بمهارات وتجارب وخبرات تساعده في السيطرة على سير العمل واحتواء من يرأسهم، مضيفةً أن الشخص القيادي الناجح هو الذي يستمد قوته من الجماعة التي تتبعه أو تدين بالولاء له؛ لأنه من خلال القائد الناجح تستطيع الجماعات إنجاز وتحقيق أهدافها ونجاحاتها، مبينةً أنه يجب أن يتمتع ببعض السمات من أبرزها الثقة بالنفس، الاتزان الانفعالي، السيطرة، بمعنى التحكم بزمام الأمور والتماسك بين أعضاء الجماعة، كذلك الذكاء، المرونة، الحماس، البشاشة والمرح، الذكاء الاجتماعي والاهتمام بالجوانب الإنسانية والاجتماعية لمرؤوسيه، إضافةً إلى الشجاعة والقوة وعدم التردد في بعض المواقف التي تتطلب قراراً، اللباقة في الحوار والنقاش، سلامة الجانب النفسي، وأن يكون القائد شخصاً سليماً من الأمراض النفسية، الموضوعية وعدم التحيز، الابتكار والإبداع والطموح. وأشارت إلى أنه قسّم بعض علماء الاجتماع والنفس مهارات وسمات يجب أن يتمتع بها القائد وهي: الذاتية الفطرية كالتفكير والتخطيط والإبداع والتصور والاستقامة، كذلك مهارات إنسانية واجتماعية كالعلاقات والاتصال والتحفيز، إضافةً إلى مهارات مكتسبة من خلال التدريب والدورات والكتب، وهي مهارات فنية كحل المشكلات واتخاذ القرارات، ذاكرةً أن من أجمل الكتب عن القيادة للكاتب «ستيفن كوفي» كتاب (القيادة المرتكزة على مبادئ) التي يتحدث فيها بشكل جميل ومفصل عن القيادة. القائد الناجح هو من يبذر الحماسة في بيئة العمل لتحقيق النجاح أحمد السعد محمد سالم نيرين بامانع