أكد أستاذ الفلسفة الإدارية وتنظيم الموارد البشرية ريتشارد بوياتزيس دور القائد في إيجاد بيئة عمل منتجة ومحفزة، مشيراً إلى أن بحوثاً أجريت خلال 38 عاماً أثبتت أن 50 في المئة من المديرين والقادة في 120 دولة يهبطون بمستوى منشآتهم، ويقللون من رصيدها وقيمتها نتيجة لأدائهم المتدني في الإدارة، وأوضح أن بين 70 في المئة و80 في المئة من المديرين لا يرتفعون بمستوى هذه المنشآت. واستعرض في ثاني أيام الملتقى السابع للموارد البشرية أمس المنطقة الشرقية صفات القادة باعتبارهم مصدراً للإلهام، ودورهم في الارتقاء بمستوى منشآتهم ومؤسساتهم، وتناول تأثيرهم الأساس في بناء بيئة العمل، وفي وحدات المنشأة. واستعرض في واحد من أهم محاور الملتقى، السمات السلوكية للقادة، وأثرها في تهيئة مناخ يحفز الأفراد على الإنتاج والالتزام والإبداع. وركز بوياتزيس على موضوعين أحدهما، صفات القائد الناجح والإيجابي والفاعل، والسمات التي يجب توافرها في القيادة الفعالة، من خلال خبرات العاملين مع هذا القائد، والثاني: كيف يمكن للعاملين في المنشأة أن يطوروا السمات الإيجابية وأن يستفيدوا منها، لأنفسهم ولتحسين بيئة العمل. وأجرى بوياتزيس تمارين عدة قدم من خلالها أسئلة حول القائد الإيجابي والقائد السلبي، إذ طالب الحاضرين في الجلسة، بأن يذكروا ما يرونه من صفات يحبونها في القائد الإيجابي، وما يكرهونه من صفات في القائد السلبي، مشيراً إلى أن القادة الفاعلين يكون لهم تأثير إيجابي في العاملين معهم، على النحو الذي ينعكس إيجاباً في العمل والإنتاج، ويصب في مصلحة العمل وتطوير المنشأة. وأكد بوياتزيس أهمية المشاعر الإنسانية في بيئة العمل، وتأثيرها في أداء العاملين في أية منشأة. وطلب من الحاضرين أن يذكروا المشاعر العاطفية التي يثيرها لديهم مجرد طرح اسم القائد الإيجابي الذي عملوا معه، والمشاعر التي تركها فيهم اسم القائد السلبي، وتناول"رجع الصدى"أو ال feed back المترتب على هذه العملية، وطرح الحاضرون الكثير من السمات والصفات في القائد الإيجابي، ومنها: يمثل قدوة طيبة، تشجيع مرؤوسيه وتحفيزهم، الابتسامة، الاستماع الجيد لمرؤوسيه، لديه رؤية للعمل، لديه خطة، الأخلاق الطيبة، يعطي الآخرين فرصة للتعبير عن أفكارهم، يشعرهم بأنهم أشخاص مهمون، وغيرها من السمات الإيجابية، أما عكسها في القائد السلبي، فقد طلب بوياتزيس من الحاضرين أن يذكروها، ومنها: الأنانية، عدم احترام مرؤوسيه، لا يهتم بتشجيعهم أو تحفيزهم، دائماً يركز على نقد الآخرين، لا يعطي لمرؤوسيه فرصة التعبير عن أنفسهم، لا يستمع إلى مرؤوسيه وغيرها من الصفات التي تناولها الحاضرون، وأكد بوياتزيس أنها هي نفسها الملامح القيادية التي أكدتها تجارب 30 عاماً من الدراسات والبحوث التي أجراها باحثون وعلماء في العلوم النفسية والاجتماعية. وأكد أهمية الذكاء العاطفي في تطوير بيئة العمل، وتحفيز العاملين في المنشأة، لافتاً إلى أن الإدارة غير الفاعلة أو غير المؤثرة تسبب الكثير من الخسائر للمنشأة. وأوضح أهمية تفاعل المدير أو القائد مع الموظفين أو العمال من حوله، مشيراً إلى أن القيادة الإيجابية تحرص على إقامة علاقات متفاعلة مع الآخرين، وتمتلك علاقات جيدة مع من حولها من العاملين، وتعمل على إيجاد بيئة عمل محفزة ومنتجة.