يعد موضوع القيادة من الموضوعات الهامة ليس فقط على مستوى المنظمات وإنما على مستوى الدولة أيضاً. وإذا نظرنا إلى الأمة العربية قبل ظهور الإسلام فإنها لم تكن سوى مجموعة من القبائل المتفرقة حيت تعدد فيها الزعامات ويقل فيها وجود حاكم يحكم الجميع، وبمجيء الرسول صلى الله عليه وسلم وظهور الإسلام تحولت هذه المجموعات من القبائل المتفرقة إلى أمة قوية فرضت سيطرتها على أجزاء كبيرة من العالم، فالرسول الكريم، وهو قدوتنا، يمثل لنا قائداً ناجحاً بفضله تم وضع حجر الأساس في الأمة الإسلامية بفضل سياسته وحكمته في التعامل مع الجميع على حدٍ سواء. ومما لا شك فيه أن القائد الإداري يمثل عنصراً أساسياً ومهماً في كل مراحل عملية التنمية الاقتصادية بكل ما تتضمنه من أبعاد، إلا أن المشكلة التي تواجه المنظمات في وقتنا الحالي هي عدم توافر القائد الإداري الفعال الذي أصبح سلعة نادرة يصعب الحصول عليها. كما أن العملية الإدارية هي في الأساس عملية تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة وتنسيق جهود الأفراد أو الجماعات في سبيل تحقيق أهداف وغايات معينة فردية أو جماعية، ومن ثم يمكن القول إن القيادة الإدارية تمتد جذورها إلى الوقت الذي بدأ فيه التفاعل الاجتماعي وتوزيع العمل بين الأفراد والجماعات في تنظيمات ونظم اجتماعية متعددة من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف والغايات في المنظمات. وبشكل عام هناك عدة خصائص يجب أن تتوافر في القائد الناجح هي: القدرة على تحفيز وتشجيع الآخرين: أي يجب أن يكون القائد ملهماً وموجهاً لتابعيه من خلال تشجيعهم على التفاني والإخلاص في العمل. القدرة على الاتصال: أي المهارات الاتصالية غير العادية وهي قدرة القائد على نقل وتوصيل الفكرة بكفاءة وفعالية ويكون الاتصال عادة بطريقة شفوية، وعليه فإن القيادة تتصف بالذكاء والقدرة على التقدير والتبصر والكلام المقنع. القدرة على إقناع الآخرين: وأن تكون لديه الثقة في الأهداف التي يعرضها ويقدرها المرؤوسين ويشعرون بها، حيث أكدت بعض الدراسات أن القادة الذين لديهم نزعة التصرف بحرية واستقلالية ولديهم الثقة في أنفسهم هم الأكثر نجاحاً في تحقيق الأهداف التنظيمية مقارنة بالذين لا تتوفر فيهم هذه الصفات. غرس الثقة في الآخرين: يتطلع المرؤوسين إلى نصيحة القائد ومساندته لهم ليس فقط في مجال العمل وإنما أيضاً فيما يتعلق بمشاكلهم الشخصية فيجب أن يشعر المرؤوسين بأن قائدهم هو ذلك الشخص الذي يمكن الرجوع إليه دائماً والتحدث معه لأن لديهم الثقة به على توجيههم في الاتجاه السليم والصحيح، ولأنه يحس بهم حتى وهم داخل المنظمة التي ينتمون إليها جميعاً. القدرة على اتخاذ القرارات: بعد جمع المعلومات والحقائق حول الجوانب المختلفة للموقف يشغل الإداري الناجح تفكيره بسرعة حول الإجراء الفعال الذي يجب اتخاذه وتنفيذه. تفويض السلطة والثقة بالمرؤوسين: فعليه أن يدرك جوانب القوة والضعف في مرؤوسيه ومدى المهام التي يمكن أن توكل إليهم فهو يؤمن بإخلاصهم وولائهم ويتوقع المزيد منهم.